ألم تكن كلّ تلك الأسباب تستدعي قيام ثورة! وأقبـل ميلادُ الـرسول بـ يمن الأنصار .. بقلم/ كوثر العزي
مثلما جئت يا رسول الله من عمق النور لتنقذ البشرية من دامس الظلام، وتعيدهم لتوحيد الإله وتصديق رسالة الإسلام.
جئت اليوم لتنتشل الأرواح اليمانية من بطش العدوان، وخنق الحصار، ما ذُكـر اسمك في مكان وزمان إلا تورد وفاح منه روح وريحان وصار الربيع أحمدَ، تجمع اليمانيون يا طه ببهجةٍ وسرور، ليُقيموا احتفالاً يليق بمقامك العظيم ومنزلتك المباركة، من قوله تـعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون).
تسلل الفرح لقلوب الأطفال قبل الكبار من متنصف شهر “صفر” وهم في زخم الاستعداد للاستقبال، متلهفين لقدومك، منتظرين لتعلو أصواتهم “طلع البدرُ عـلينا مـن ثنياتِ الوداع”.
فأهلاً بك يا سيد السادات في أرض اليمانيين، أهلاً بكَ من عمق الدمار، حوصرنا كما حوصرت في شعب أبي طالب، وعودينا من قبل صهاينة العرب كما عادتك قريش في السابق، فما أشبه اليوم بالأمس! ما أشبه يومنا بيومك، يا من جاهد في الله حق الجهاد..
هتفنا نحن اليمانيون يا من لا تعرفنا، نحن الأوس والخزرج سل عنا رسول الله، نحن الأنصار من وقف أجدادنا بصف النبي وبايعوه البيعتين، نحن أحفاد الأنصار البواسل منُذ بزوغ شمس الإسلام.
هَـا هي اليوم محافظات اليمن بحلول الربيع المحمدي، تثبت حبها وولائها الذي كان منذ عهد النبي -صلوات الله عليه وآله- وما زال، ها هي تنتشل سوداوية الحروب لتزهر مجدّدًا وتكتسي اللون الأخضر، قلوبنا تلهج باسمك حباً، فتجلى ذلك الحب في تزيين منازلنا وأحيائنا وقُرانا، جعلنا صنعاء بهية بحبك، تُنشد لقدومك.
فيا مرحباً بمن أشرقت الدُّنيا بقدومه، وكُسرت الأصنام حين سطع نور رسالته، وانطفأت نار كسرى ببركته وعظيم مكانته، تبقى أنت تلك المشكاة التي تنير لنا عتمة الطريق، أيها الصادق الأمين لبيك حباً وَعشقاً، لبيك يا من أنت رحمة للعالمين، لبيك يا من أنت على خُلقٍ عظيم، لبيك يا من أنت بأس اليمانيين قوتهم وقدوتهم..