ثورةُ 21 سبتمبر.. يومٌ مشهودٌ على جبين التاريخ..بقلم/ بشاير وجيه الدين

 

إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر صححت الأخطاء ووضعت النقاط على الحروف، تجلت فيها الحقائق وفضحت المؤامرات وأرهقت الباطل وخيبت آمال الطامعين، لقد انتفضت هذهِ الثورة وهي الخيار الوحيد لتزيح الستار عن مخطّطات الأعداء الذي لطالما تحلوا بخداعهم وتضليلهم لهذا الشعب الذي لا يملك أية حيلة إلا الصمود فأصبحت عقولهم مأسورة وأذهانهم شاردة لقد زُرع الخوف في قلوبهم كما تزرع البذرة في الأرض.

لم تنتفض هذهِ الثورة إلا من باب معاناة وإقصاءات، لقد استمرت السُلطة الظالمة عقوداً متتالية وهي تنهب وتسلب وتهتك وتضرب، امتلأت السجون بالمظلومين وأصبحت الثارات باباً لإنصاف المظلوم فلم يعد هناك حُكام يحكمون بما أنزل الله، أُغلق الكتاب وصُدق الكذاب ولم يجد المظلوم أي باب سوى الخنوع والاستسلام لما فُرض عليه، لقد ساد الذل في أوساط الناس وكأنهم يعيشون بين وحوش لم يجدوا مفر سوى السمع والطاعة للسلطة الظالمة التي كانت عصاً غليظة على أبناء جلدتها ونراها للأعداء كأنها شاةً خائفة من ذئب فوقعت بين يديه قبل أن يصيدها، فأتت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حاملةً البشرى وهب نسيم شذاها من مران صعدة.

لم تكن ثورة عشوائية بل هي أعظم ثورة كتبها التاريخ وأرّخها المؤرخون وتحدث عنها المتكلمون فهي الثورة التي أتت بقيم وأخلاق ومبادئ الإسلام العظيم بُنيت على أَسَاس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي ثورة عظيمة بعظمة قائدها والأحرار من أبناء هذا الشعب الذي لم يقبلوا بأية وصاية، فكانوا هم المتدبرين لآيات الله والعاملين بها فتحَرّكوا بمسؤولية الإسلام لكي يزيلوا الظلم من بين أوساط الناس فبنوا دولة معمّدة بالدماء الزكية وجعلوا منها جسراً يمتطيه الأجيال جيلاً بعد جيل.

إن ثورة الحادي والعشرين هي ثورة الصابرين الصامدين ثورة الرجال المؤمنين ثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، الذي جاء سنداً لهذا الشعب فأخرجهم من الظلمات إلى النور، الرجل الذي صدق مع الله فنصره الله نعم المولى ونعم النصير‏.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com