عواصفُ بوجه الثورة الفتية..بقلم/ خــديـجــة النــعمـــــي
كانت الأوضاع مزرية في اليمن وعلى كافة الأصعدة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعياً وأمنيًّا، هذه الأوضاع أَدَّت إلى استيقاظ الروح الثورية بداخل الإنسان اليمني المجبول بفطرته على الحرية والكرامة والذي لا يمكن أن يقبل بالضيم، كان لا بُـدَّ من تحَرّك يقضي لتغير تلك الأوضاع المزرية التي كانت اليمن تعيش في ظلها لكن تلك الثورة عليها أن تضع بحسبانها معوقات وصعوبات كانت لا بُـدَّ أن تؤخذ بعين الاعتبار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الله فوق كُـلّ شيء ومَن الله معه فلا يمكن لشيء أن يقف بطريقه ومن أبرز تلك التحديات:
التجاهل: عملت القوى النافذة على التشكيك بهؤلاء الثوار وأنهم أتوا من كهوف مران ويريدون أن يكونوا ثوار ينهضون بالبلد ويحقّقون للمواطن الأمن والاستقرار والرخاء ومن هذه العناوين والتي ما لبثت أن تحطمت على صخرة الوعي الثوري الذي حمله الثوار لا سِـيَّـما أنها احتوت مختلف أطياف هذا الشعب الذي بدا متعباً وبشدة مما آلت الأوضاع إليه.
الاستهداف: حيث عمل أزلام السلطة على استهدف الثوار السلميين في الساحة وبالطرق المختلفة للاستهداف سواء بالغازات أَو القتل والاغتيالات بالرصاص الحي وما زال ذلك حاضراً لا سِـيَّـما عندما كان الثوار بالقرب من رئاسة الوزراء بشارع المطار وغيره من الأماكن التي كانت ممتلئة بالثوار الأحرار.
الفساد: والذي بات مستشرياً في كافة القطاعات وكاد يصبح ثقافة لدى البعض، هؤلاء الفاسدين ستقضي هذه الثورة على كُـلّ آمالهم وأحلامهم التي كانوا يسعون لبنائها على حساب هذا الشعب وهم من سعوا لإعاقة الإصلاحات التي كانت تحاول تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري بالتالي سينالهم الضرر الأكبر من ذلك.
التحدي الأمني: لا سيَّما أن أمريكا أوعزت لأدواتها القاعدة وأخواتها صنيعتها لتدمير كافة أوجه الحياة ولعب دور تدميري لكافة شعوب الأُمَّــة الإسلاميّة وعلى رأسها اليمن، لا سِـيَّـما أنها ثورة استقلال وحرية، ناهيك عن بعض القوى الإجرامية والتي كانت متسلطة على رقاب الشعب، هذه الثورة قضت عليهم وغادروا إلى غير رجعة.
حملات التشويه: وقد تم ذلك بطرق وأوراق قذرة على مستوياتٍ متعددة كان الأبرز:
الحملة الإعلامية: حَيثُ عملت الماكينة الإعلامية الهائلة للدول الإجرامية المعادية للثورة والتي أسقطت وصايتها على هذا الشعب العظيم وعملت على وتر التشوية ضد الثورة والثوار وإثارة النعرات الطائفية، المذهبية، المناطقية والعرقية والتي بائت بالفشل وانتصر صوت الثورة بفضل الله.
حملة دعائية: حَيثُ عملت هذه الأدوات على التخويف ونشر الأراجيف بين أوساط إخوتنا في الجنوب عن هذه الثورة تحت العناوين الطائفية والمناطقية بحجّـة أن هذه الثورة تمثل خطورة بالغة عليهم وأنها ستؤدي لإقصائهم وإبعادهم عن المشهد اليمني، وهذا ما فشلت به تلك القوى.
عرقلة تشكيل الحكومة: حيث عمل العدوّ على وضع العراقيل والمطبات في طريق تشكيل حكومة عادلة تنهض باليمن الأرض والإنسان، وتجسد إرادَة ومطالب هذا الشعب الذي خرج في هذه الثورة، تؤمن بضرورة التغير والسير وفق رؤى وخطط استراتيجية تنتقل به من وضعه المزري إلى وضع النهضة والتقدم والرقي.
ولكن هذه العراقيل تحطمت على ثراء الروحية الثورية التي عصفت بكل تلك العراقيل التي وقفت بطريقها وانتصرت بكل جدارةٍ واقتدار، ومثلما وفق الله هؤلاء الثوار وانتصروا في هذه الثورة سيأتي اليوم الذي تنتصر به اليمن على هذا التحالف الكوني لطغاة العالم وسنحتفي بذلك قريباً بإذن الله، (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بعيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).