قيمةُ النفس البشرية..بقلم/ أم يحيى الخيواني

 

ما أعظم الإمام عليّ -عليه السلام- وما أعظم علمه فهو فعلاً (بحرٌ لا يُدرك قعره)، فقد كان يُحذّر الناس من الطمع وحب الدنيا الزائلة وكان يقول: (اعلموا أنهُ ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنًة فلا تبيعوها إلا بها)؛ لأَنَّ النفس البشرية خلقها الله غالية فلا تبيعوها إلا بالجنة، جنًةُ الله التي عرضها كعرض السموات والأرض أُعدت للمتقين، فكل منطلق فيه توجيه من الله سبحانه وتعالى هو من منطلق رحمته الواسعة بالناس.

ومن هذا المنظور تحَرّك حليف القرآن الشهيد القائد/حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- وانطلق بمشروعه القرآني المشروع التنويري الذي أعاد الناس لجادةِ الصواب فعرفوا المخطّط الأمريكي الذي كان يستهدف العالم الإسلامي لطمس هُــوِيَّتهم وإسلامهم وليصبح الإسلام مفرغاً من كُـلّ معانيه الحقيقية ولا يبقى من الإسلام إلا اسمه فقط، وكلّ أفعاله وأقواله كاليهود والنصارى، وما نراه اليوم في دول بعران الخليج وكلّ من دار في فلكهم وطبع معهم لليهود والنصارى، فأصبحنا نشاهد كيف أصبح الرجال يتشبهون بالنساء أَو بالفنانين والمغنين اليهود بحجّـة التطور والتقدم، وكل هذه الأشياء ما أنزل الله بها من سلطان.

فنحمد الله على هذا المشروع التنويري الذي امتد ليعم اليمن بأكمله وقامت الثورة المباركة ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة، ثورة كُـلّ الأحرار والثوار من لم يرتضوا غير الله ورسوله وأعلام الهدى قُدوة لهم، وعلموا جليًّا بالمخطّط الأمريكي الذي يستهدف العالم بكله وانطلقوا من مبدأ أن النفس البشرية غالية فلا ثمن لها إلا الجنة، مهما كانت التحديات والصعوبات ومهما كان حجم التضحية فلن نسير إلا وفق ما رسمه الله لنبيه -صلوات الله عليه وآله-، وأوليائه من بعده، فرفض الشعب اليمني الثائر الوصاية الظالمة لبني سعود ولليهود والنصارى، فنحن شعب الأنصار شعب لهُ حريته واستقلاله وسيادته لا نخضع أَو نركع إلا لله الواحد الأحد.

فنحن الأقوى؛ لأَنَّ الله معنا وهو ناصرنا فاعتمدنا عليه ووثقنا بنصره وتوكلنا عليه فانتصرت هذه الثورة المباركة وتوجت هذه الثورة المباركة بالانتصار وأرست أُسس العدالة والشراكة من جميع اليمنيين الشرفاء وهي مرحلة جديدة قائمة على التعاون والتسامح والتكافل ولبناء يمن حُرٍّ وعزيز لا يقبل الذل أَو المهانة..

وهَـا هو شعبنا اليمني الصامد وبعد ثمان سنوات من العدوان ومن الحصار الجائر براً وبحراً وجواً، هَـا هو يزداد صموداً وعزة، وانتصار يشهده العالم بأكمله وسيستمر يمن الأنصار في الجهاد والتضحية وبذل النفس والمال حتى النصر المؤزر بعون الله وتأييده، وإن عدتم عدنا وعاد الله معنا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com