المولدُ النبوي.. دوافعُ الاحتفال وأسبابُ الفرحة..بقلم/ يحيى المحطوري
لأُولئك الذين لا يخجلون نُوَجِّهُ السؤال:
لماذا ترفُضون إحياءَ هذه الذكرى العظيمة وبهذه الصورة القبيحة والاندفاع الغريب؟!
نحن نحتفلُ بذكرى المولد انطلاقاً من هذه الدوافع:
(1) تجسيدًا لتقوى الله وتعظيماً لشعائره، ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.
(2) نصرًا لرسول الله، واتِّباعاً للنور الذي أنزل معه، وسعيًا للفلاح الذي تحدث الله عنه في قوله:
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
(3) ردًّا حاسمًا، شعبيًّا وجماهيريًّا على كُـلّ الإساءَات الموجهة إلى الرسول الأعظم، وردعا لكل قوى الاستكبار التي تتعمد الإساءة إليه خدمة لأهدافها الرامية إلى اجتثاث الإسلام واستعمار أهله.
(4) انطلاقًا من حاجتنا الماسَّة إلى الرسول الأعظم، قُدوةً وقائدًا ومربيًّا ومعلِّمًا وهاديًا، ونورًا مبينًا في ظلمات حاضرنا المأساوي الذي صنعه الطغاة في هذا العصر.
(5) تعزيزًا لارتباطنا بمنظومة القِيَم المُثلى، والمبادئ العليا التي جاء بها الرسولُ الأكرم، ومثّلت منعطفًا في تاريخ البشرية، وتحوُّلًا في مسارها، وختامًا لأنوار الرسالات الإلهية التي تنير طريقها على مر العصور.
(6) تمسُّكًا بالمشروع الإلهي الذي تحَرّك على أَسَاسه النبيُّ المصطفى، وكان سبيله للوصول إلى رضوان الله الودود، وتحقيق التغيير المنشود، الذي حوَّل عربَ البعير والشاة من عالم العشوائية إلى المجتمع المنظم الذي استطاع -فيما بعدُ- أن يهزم كُـلّ الدول الكبرى في ذلك العصر.
(7) إعلانًا لالتزامنا الدائمِ بالمنهج القويم والكتاب الحكيم الذي أنزل مع الرسول الأكرم، وهو القرآنُ الكريم، وسعيًا لتنفيذ توجيهاته العظيمة، والالتزام بمواقفه الحكيمة، التي تمثّل الحلولَ السليمةَ لكل ما تعانيه الأُمَّــةُ من أسباب الذلة والهوان، وهي المنهلُ الوحيدُ لعزة أمتنا المفقودة في واقعنا المرير.
(8) تأكيدًا على تحَرُّكِنا العمليِّ الجادِّ والصادقِ للاقتدَاء بالنبي الأعظم، وتطبيق التعليمات التي قدمها لتربية الأُمَّــة، للارتقاءِ بوعيها وثقافتها وتصحيح أخطائها وتقويم سلوكها، حتى تكونَ قادرةً على النهوضِ بمسئوليتها والقيام بالدور المنوط بها.
(9) تحقيقًا للوَحدة الإسلامية الحقيقية الذي يعتبر الرسولُ الأكرم أهمَّ رموزها وأقدس مقدساتها.
(10) ذِكْرًا لله وتذكُّرًا لنعمته وأداءً لشكره، استجابةً لقوله: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ.
بعد قوله تعالى: كَمَا أرسلنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ.
والعاقبة للمتقين.