21 سبتمبر ثورةٌ تاريخيةٌ لكل أبناء اليمن.. ومن بركاتها وجودُ قيادة ربَّانية ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
عُلماءُ وأكاديميون وباحثون لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة – محمد المنصور
تُعَـــدُّ ثورةُ 21 سبتمبر المجيدة التي اندلعت ضدَّ الفساد والظلم والوصاية في 2014 من أعظم الثورات في تاريخ اليمن، وقد عملت على إرجاعِ أصالة الماضي والحاضر والنضال والتحرّر للشعب اليمني.
واستطاعت الثورةُ أن ترسُمَ بدمائها خطوطاً واضحةَ المعالم، ومبادئَ ثابتة، ترسّخت على أَسَاس قوي لا يقبلُ بأيّ شكل من أشكال الوَصايةَ والارتهان للخارج، وكان مسيرُ هذه الثورة على خُطَى آل البيت العظماء، الّذين يستلهم منهم اليمنيون الدروسَ والعِبرَ للمضي نحو مستقبل واعد بالنصر والاستقلال
ويؤكّـد نائبُ وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، العلامة فؤاد ناجي أن ثورة ٢١ سبتمبر هي ثورة كُـلّ الشعب اليمني، والتي شارك فيها كُـلّ طبقات أبناء الشعب، وَكُـلّ مكونات أبناء هذا الشعب، لافتاً إلى أن هذا هو سر نجاحها.
ويقول ناجي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن 21 سبتمبر لم تكن ثورةَ فئة أَو مجموعه أَو انقلاب أشخاص وإنما كانت ثورة مطلبية تاريخية تحولية، ثورةً لكل أبناء الشعب اليمني وحقّقت أهداف كُـلّ الشعب اليمني وصحّحت مسارات الثورات اليمنية من ثورة ٢٦ سبتمبر التي عاد الأوصياءُ والاحتلالُ من البوابة الخلفية ليهيمنَ على القرار السيادي اليمني وتحكم في مسار مستقبل الشعب اليمني، مُشيراً إلى أن ثورة ٢١ سبتمبر كانت لكل اليمنيين وأخذت بالثأرِ لكل اليمنيين الذين حاول الأعداءُ إركاعَ الشعب اليمني وَمنع تطوره ومنع ارتقائه في سلم الكمال في مدارج العزة والكرامة.
ومن أبرز مكاسب ثورة 21 سبتمبر -كما يؤكِّـدُ العلامة فؤاد ناجي- أنها أنقذت البلدَ من الانهيار ووضعت حدّاً للوَصاية وقطعت يد الوصاية عن دابرها، فثوره ٢١ سبتمبر طهّرت اليمن من دنس الغزاة والمرتزِقة والمعتدين ومن دنس الجماعات التكفيرية التي كانت تعبث حتى داخل بيوت الله، ونجحت في بناء جيش يمني قوي، وهذا ما شاهدنه في العروض العسكرية بعد أن تم هيكلتُه من قبل الغزاة والأوصياء السابقين ومرتزِقتهم وعملائهم، ودمّـروا منظومات الدفاع الجوي، وقتلوا الروح المعنوية للمقاتل اليمني وَالجندي اليمني من خلال تسليم زمام التدريب في القوات المسلحة للضباط الأمريكان الذين قتلوا الروح القتالية وجعلوا في عقيده المقاتل اليمني أن أمريكا قدر لا مناص منه.
ويشير إلى أن من مكاسب الثورة أنها بنت جيشاً يمنياً، ووصلت بالجيش اليمني مرحلة الاكتفاء في التصنيع العسكري، وقفزت قفزات كبيرة، تعتبر اليمن اليوم هي أول دولة ربما في الوطن العربي في المنطقة تصنّع طائرات مسيّرة وصواريخ بالستية استراتيجية، وهي من تراكم قدراتها وخبراتها يوماً بعد آخر، كما أن الثورة أثبتت أن القبيلي اليمني هو حامي الديار والمدافع عن الأرض والعرض، وهو صمام أمان للثورة التي فداها بروحه، ومن أطلق شرارتها الأولى تحت قياده قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
ويواصل ناجي قائلاً: “يجب أن نذكُرَ هنا أن من أهم أسباب نجاح هذه الثورة أن هنالك قيادةً، فنحن شاهدنا ثورات تم الاتّفاقُ عليها في تونس، وَفي مصر، وَفي كثيرٍ من الدول؛ لأَنَّها لا تمتلك قيادة، وبالتالي فَـإنَّ صمام أمان ثوره الـ21 من سبتمبر هي وجوود القيادة الحكيمة والشجاعة والاستثنائية والتي ربما لم يحصل في تاريخ اليمن إلَّا القليل والنادر من هذه القيادات الاستثنائية التي أصبحنا اليوم في موقع متقدم، وأصبح الكثيرُ من أحرار العالم يتمنون ولو كانوا تحت هذه القيادة الشجاعة والحكيمة ولله الحمد على هذه النعمة”.
القضاءُ على مراكز النفوذ
من جانبه، يرى عضو رابطة علماء اليمن، العلامة حسين أحمد السراجي، أن ثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة كانت ضرورة وطنيةً مُلِحَّةً لتصحيح المسارات التي انحرفت؛ بفعل الفساد والعمالة والارتهان والتفريط في السيادة، وسيطرة مراكز النفوذ التي قتلت ثورتَي الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أُكتوبر، لافتاً إلى أنها كانت ثورة تصحيحية التف حولها عموم الشعب اليمني؛ لأَنَّها وُلدت من معاناته وانبثقت من إرادته كنتاجٍ للمظالم والآلام التي عاشها الشعب اليمني.
ويواصل: “كنا بلا سيادة وبلا قرار وبلا قوة واستشرى الفساد في جميع مفاصل الدولة وارتهن القرار للسفراء الغربيين وفي المقدمة الأمريكي الذي صار يصول ويجول كيفما يحلو له مع تغول مراكز النفوذ بعمالتها وخيانتها وتفريطها ونهبها الثروات فكانت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م لتعيد المسار وتصحح الانحراف”.
ويوضح: “اليوم لدينا قيادةٌ ربانيةٌ حكيمة نواجهُ بصبر وثبات ورباط وعزم أذهل العالم المستكبر، منوِّهًا إلى أننا اليوم نتطور عسكريًّا، وقد أرغمنا العدوّ على الانصياع لمطالبنا بعد أن كسرنا خيشومه ومرغناه في الوحل بضربات جيشنا ومجاهدينا وصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعزم شعبنا على استحقاق الحرية والتخلص من الهيمنة”.
وينوّه إلى أن من بركاتِ الثورة المباركة القضاء على مراكز النفوذ التي استعصت على الرئيس الحمدي، وأفشلت توجُّـهَه، حَيثُ ذهب البرميل الذي كان من أكبرِ العوائق التي أرهقت المواطنَ اليمني وإلى غير رجعة، كما أننا تخلّصنا من الثأر والمشاكل الاجتماعية والجرائم المنظمة والاغتيالات والجماعات التكفيرية التي تراكمت برعايةِ الأنظمة السابقة ودعمها، وصار لنا جهازٌ أمني قوي بفضل الله، حَيثُ تنفسنا رياح الحرية وَالاستقلال، وتنعمنا بالأمن والسكينة والهدوء رغم تداعيات العدوان والحصار.
نعمةٌ عظيمة
بدوره، يؤكّـد الباحث في الدراسات الشرعية والقانونية رئيس جامعة البيضاء الأسبق، الدكتور حمود العزاني، أن ثورة 21 سبتمبر الثورة غيّرت مجرى الأحداث في المشهد اليمني وحقّقت للشعب سيادتَه الحقيقية، وأنها قد أفرزت العديدَ من الشواهد والمعطيات التي غيّرت مجرى الأحداث في المشهد اليمني واستقلال قراره ونهاية زمن الوَصاية.
ويشير إلى أن ثورة 21 سبتمبر قد نجحت في رسمِ الطريق الصحيح لمواجهة التحديات بعد أن لفظت قوى الفساد والعمالة والتآمر أنفاسها، وقد تم بفضل هذه الثورة إسقاطُ مشاريع الهيمنة والفوضى وتقسيم اليمن ورفض التبعية والخنوع والاملاءات التي تكرس التدخلات والوَصاية على القرار اليمني كما أن الثبات والصمود المُستمرّ هو العنوان لاستمرارية شعبنا في ثورته وهو يتصدى لهذا العدوان بكُلِّ ما في هذا العدوان من جرائمَ وجبروتٍ وطغيان وحصار خانق وظلم كبير.
ويؤكّـد أن الثورةَ تصدت بكل ثبات وشجاعة ووعي لتلك المخطّطات والتصدي لها، وقد أثبت جيشُنا ولجاننا تلقين جميع دول العدوان وعملائهم ومرتزِقتهم دروساً مهمة في الاستقلال والحرية والعزة والإباء، وبفضل هذه الثورة المباركة استعاد شعبنا كرامته المهدورة وبات شعبنا حراً يعيشُ الحريةَ والاستقلال والسيادة، وهي حالة حقيقية بحيث لا يبقى لا للأمريكان ولا لبريطانيا ولا للعدوان الإسرائيلي ولا عملائهم أن يفرضوا على هذا الشعب ولا على حكومته في صنعاء أي نوع من الإملاءات، منوِّهًا أنه وبفضل هذه الثورة المباركة تحقّق للشعب قرارُه الحضاري سيادياً وسياسيًّا وفكرياً وثقافيًّا وتربوياً وعسكريًّا واجتماعيًّا وغير ذلك، وهذا كُلُّه بفضلِ القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- وتوجيهاته الحكيمة.
ويرى أن هذه الثورةَ هي كما قال عنها قائدُ الثورة السيد عبد الملك الحوثي هي ثورةٌ تحميها المبادئُ وتحميها الأخلاقُ وتحميها القيمُ ويحميها الاستشعارُ العالي بالمسؤولية وَتحميها الأخلاقُ العظيمة والنبيلة والكريمة، وأنها قد حقّقت الكثير من الإنجازات على الصعيد العسكري وقفزات نوعية لصناعة وتطوير الأسلحة بكل قطاعاتها البرية والبحرية والجوية والاستراتيجية محلياً وبأيادي يمنية خالصة وتقنيات حديثة ومتطورة وفي زمن قياسي، وهذه القفزات النوعية والإنجازات على الصعيد العسكري تحقّقت من خلال حكمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وتوجيهاته، فهذه الثورة قد وضعت اليمن واليمنيين على طريق النهوض والصمود.
ويوضح العزاني أن البلاد تواجه عدواً تتطلَّبُ مواجهتُه بالإعداد القتالي الجيد واليقظة العالية والتجهيزات التامة لمواجهة أي ظرف أَو مستجدات طارئة، فنحن أمام عدو لا يؤمن إلا بلغة القوة؛ ولذا كان العرضُ العسكري المهيب مؤخّراً، والذي أعطى رسالةَ اطمئنان للداخل مفادُها أن الوطنَ بات الآن في أمان محمياً بدرع وسيف، ورسالةً أُخرى للخارج يحذره من مغبة المخاطَرةِ والمجازفة.