الطيرانُ المسيّر اليمني.. الرعبُ المقلِقُ للكيان الصهيوني
القدسي: الأمريكي والإسرائيلي يعيشون حالةَ قلق متزايدة جراء التطور الرهيب في إنتاج الطيران المسيّر اليمني
الزبيري: هذه الطائراتُ ستلعب دوراً مهماً في حماية سواحلنا ومياهنا الإقليمية إذا استمر العدوان والحصار
المسيرة- محمد الكامل
تبني القوات المسلحة اليمنية من يومٍ إلى آخر قوة عسكرية هائلة متكاملة استطاعت تركيع العدوان الأمريكي السعوديّ ومثلت له مفاجآت كبيرة، ومن بين ذلك التصنيع العسكري للصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر.
ومما تم الكشف عنه مؤخّراً رغم الحصار الخانق المُستمرّ للعام الثامن على التوالي هو صناعة طائرات مسيَّرة من نوعيات وطرازات جديدة مثل طائرة خاطف 2، مزودة بنظام استشعار للأهداف، وتنفذ مهاماً تكتيكية هجومية، وتستخدم ضد آليات ومدرعات العدوان، طائرة مرصاد2، وهي طائرة استطلاعية، تقلع بشكلٍ عمودي، ولها القدرة على التحليق لـ 8 ساعات.
ويدل هذا الكشف عن أسلحة مختلفة وبأنواع متعددة من ضمنها الطيران المسيَّر على تحقيق معادلة جديدة في ميزان الردع ضد أعداء الأمة العربية من جهة ثانية، وبالتالي فَـإنَّ الأمريكي والإسرائيلي أصبح اليوم وهو يرى التطوير الرهيب للتصنيع الصاروخي وإنتاج الطيران المسيَّر وبتقنيات متطورة ولمديات بعيدة يعيش حالة قلق متزايدة ورعب وجودي حقيقي.
ضربةٌ قويةٌ لعقيدة العدوّ
ويقول المحلل العسكري والسياسي العقيد نبيل سلام القدسي: إن هذا الإنجاز الهام الذي كشفت عنه القوات المسلحة له استنتاجات ورسائل متعددة، ولكي تتضح مغازيها للقارئ والمتابع في أنحاء الوطن العربي واليمن، فَـإنَّه لا بدَّ من فك رموز الصراع الخفي، والذي لا يعلمه الكثير من أبناء اليمن وشعوب المنطقة والعالم.
ويشير العقيد القدسي في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن الحرب التي تقودها أمريكا والماسونية والغرب هي في الأَسَاس تعتمد على نظريات وعقائد عسكرية مخطّط لها مسبقًا، وحتى لا نشتت ذهنية القارئ العربي سنركز على العقيدة العسكرية الإسرائيلية، حَيثُ أن من ضمن أسس ومرتكزات العقيدة العسكرية لكيان العدوّ الإسرائيلي هي ثلاث ركائز وأسس هامة، تتمثل أولها في نقل المعركة إلى أرض العدوّ، وثانيها امتلاك التفوق الجوي، أما ثالثها فهو تأمينُ العمق الإسرائيلي.
ويوضح أن؛ مِن أجلِ تحقيق ذلك قامت المخطّطات الأمريكية بتدمير صواريخ الدفاع الجوي اليمنية، وتنظيم اغتيالات للطيارين بطرقٍ مباشرة أَو غير مباشرة، وتفكيك الجيش اليمني وتدمير مقدرات اليمن، كما حدث إبان النظام السابق، وهذا المخطّط ينطبق على بقية الجيوش العربية، وإن كان بطرق أُخرى ملتويه وبدهاء وذكاء، وهو ما جعل فاعلية أسلحة الدفاع الجوي والأسلحة الصاروخية الهجومية والطيران الحربي بمختلف الأنواع لدى الجيوش العربية غير فعال، مبينًا أنه حقيقة مكشوف تقنياً وفنياً في جميع خصائصه التوجيهية والردعية، حَيثُ، أن معظم ذلك التسليح هو تسليح لشركات أمريكية وبريطانية وفرنسية وغيرها من شركات التسليح الغربية، وهو أَيْـضاً مكشوف تماماً من حَيثُ قوته وأنظمته التوجيهية لمحطات الرادار سواءً الموجه للصواريخ بأنواعها المختلفة أَو للطيران أَو لجميع معدات وأنظمة الحرب المختلفة.
ويتابع: “وفي الحقيقة جميع المخطّطات وكتالوج وخصائص تلك الأسلحة معروفة ومكشوفة لكيان العدوّ الإسرائيلي تقنياً وإلكترونياً، وكذلك بالنسبة للأمريكي والغربي”.
ويزيد بالقول: “لذلك تستطيع إسرائيل أبطال فعالية تلك الأسلحة بسهولة من خلال الحرب الإلكترونية والإعاقة الرادارية واللاسلكية، وبهذا يتم ضمان المحافظة على ركائز وأسس العقيدة العسكرية الإسرائيلية وبقائها هي الأقوى، والتي تمتلك صفة التفوق المُستمرّ على أي جيش عربي يواجهها”.
ويشير إلى أن محور المقاومة والذي تعتبر اليمن وسوريا وحزب الله والعراق وإيران هم أَسَاسه يعرفون هذه الحقيقة لهذا نجدهم يقومون بعملية التسليح لجيوشه بعيدًا عن كشف عناصر قوته التصنيعية ودون معرفة أسرار أسلحته المتنوعة، مؤكّـداً أن إنجاز اليمن لتنوع إنتاج طيرانه المسيَّر ولمديات بعيدة مثل طيران “وعيد” والذي يصل مداه لثلاثة آلاف كيلومتر وبأنواع جديدة كـالتي شهدناها في العرض العسكري الكبير في صنعاء، هو بمثابة توجيه ضربه قوية لإسقاط وتحطيم ركائز وأسس العقيدة العسكرية للعدو الإسرائيلي، والأمريكي والغربي.
ويشير إلى أن جميع المحللين العسكريين لمراكز الدراسات الاستراتيجية في العالم يدركون أن الحرب والعدوان على اليمن هو بقرار أمريكي، وبتعاون ومشاركة فعالة من قبل الأمريكيين والبريطانيين وحتى الإسرائيليين أنفسهم لهم انخراط ومشاركة فاعلة في العدوان على اليمن.
ويجدد التأكيد على أن تدشين إنتاج أسلحة مختلفة وبأنواعٍ متعددة من ضمنها الطيران يدل على تآكل العقيدة الإسرائيلية من جهة، وتحقيق معادلة جديدة في ميزان الردع ضد أعداء الأمة العربية، لافتاً إلى أن الأمريكي والإسرائيلي أصبح اليوم وهو يرى التطور الرهيب للتصنيع الصاروخي وإنتاج طيران مسيَّر وبتقنياتٍ متطورة ولمديات بعيدة يعيش حالة قلق متزايدة، اليوم إسرائيل تعيش حالة قلق وجودي فعلاً وكذلك الأمريكي.
ويشير إلى أن المنطقة مقبلة على توازن رعب وهذا الرعب بدأ بالظهور من خلال تصريحات قادة إسرائيليين وأمريكيين ومن خلال قنواتهم الفضائية ومراكز دراساتهم التي أصبحت في تخبط وعمى وفشل متزايد وهو يوماً بعد يوم يتزايد أكثر فأكثر، منوِّهًا إلى أن صواريخ المقاومة في لبنان والطيران المسيَّر لحزب الله وما أفصحت عنه صنعاء من إنتاج أنواع عديدة لمنتجاتها التسليحية وكذلك في سوريا ومحور المقاومة عُمُـومًا هو مقدمة لنصر وفتح مبين بدأ يلوح بالأفق، مؤكّـداً أننا الآن نشهد تحطم وتآكل العقيدة العسكرية الإسرائيلية والأمريكية والغربية، إضافة إلى أن هناك مفاجآت قادمة أكبر من هذا وسنشهد أكبر هزيمة للهيمنة الأمريكية وانتهاء خرافة الجيش الذي لا يهزم وسقوط أنظمة التطبيع في مزبلة التاريخ واندحار العدوان عن وطننا الحبيب وخروج الغزاة وسقوط كُـلّ العملاء والمرتزِقة والمطبعين الخونة.
القدرة العسكرية تتنامى
من جانبه يوضح الخبير العسكري والسياسي أحمد الزبيري، أن هناك أنوَاعاً ذات طابع استطلاعي وهجومي إلى جانب أنواع أُخرى من هذه الطائرات المسيَّرة لها مدَيات بعيدة ذو طابع هجومي في نفس الوقت.
ويؤكّـد الزبيري في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة، أن الطائرات المسيَّرة أثبتت أنها قوة قادرة على التشويش وَقادرة على تجاوز الرادارات والمراقبة وضرب وتدمير أي مكان تريد داخل أرض العدوّ، ومن هنا تتضح أهميّة هذا الإنجاز، من جهة كما أن هذه الطائرات بكل تأكيد ستلعب دوراً مهماً في حماية سواحلنا ومياهنا الإقليمية، ورفع الحصار إذَا استمر تحالف العدوان في حصاره على شعبنا اليمني العظيم من جهة ثانية.
ويضيف أن هذه الطائرات يمكن أن تضرب أهدافاً وقواعد حيوية واستراتيجية ذات طابع حساس في أعمق نقطة في أرض العدوّ، ولا ننسى أن التطوير العسكري ورفع القدرات للجيش اليمني مُستمرّ رغم الحصار والعدوان الأمريكي السعوديّ على مدى الثمان السنوات وحتى اللحظة حَولوا التحديات والظروف الصعبة إلى معجزات وقدرات عسكرية هائلة في زمن قياسي أرعب العدوّ.
ويؤكّـد أن المجاهدين اليمنيين في مجال التصنيع العسكري الحربي باتوا عقولاً لديها القدرة ليس فقط على صناعة طائرات مسيَّرة، بل وصناعة الصواريخ وتطوير هذه الصواريخ كُـلّ فترة، موضحًا أن هذه القدرة تتنامى يوماً عن يوم وهو ما شاهدناه خلال ثمان سنوات من العدوان والحصار والحرب الإجرامية يشهدها الشعب اليمني، ومع ذلك ها نحن اليوم نستطيع أن نحقّق ليس فقط توازن ردع وإنما الدفاع عن سيادتنا ووحدة أراضينا واستعادة كُـلّ شبر على هذه الأرض، لافتاً إلى أننا صحيح قد لا نملك ما تملكه دول العدوان بدءاً بأمريكا والصهاينة أَو مملكة الشر وانتهاء بدويلة الإمارات، لكن نحن نقول إننا نمتلك الإيمَـان والإرادَة للانتصار وسوف ننتصر.