الهُــدنة.. فرصةُ المرتزِقة للنجاة..بقلم/ محمد يحيى الضلعي

 

على مدى السنوات الثمان يواصل العدوّ ومرتزِقته مسلسل الغباء الفاضح في كُـلّ سياساتهم وتصرفاتهم، يعيشون الوهم ويتخيلون أنهم شيء وهم بشهادة الجميع لا شيء! فما هي اللعنة التي أصابتهم؟ ولماذا كتب عليهم الهزيمة والشقاء بهذه النهايات المخزية؟ بالتأكيد إنها عدالة الله في الأرض على يد أوليائه.

يجهل الكثير من أبناء الوطن أهداف ومساعي دول الاحتلال من دول الخليج الذي اتعبوا عملائهم ومرتزِقتهم فبالغوا في الحجج المفضوحة فـ 26 سبتمر ليس له صلة بوطنيتكم الزائفة ومولد المصطفى بعيد عن توجّـهكم ووجهتكم البائسة فالأجندة التي هي منفذة لأهداف أمريكا وإسرائيل ويعد هذا الجهل متعمداً أَو بمعنى أصح تجاهلا مقصودا لكل الحقائق الواقعية الدينية والوطنية، فما أقدمت عليه دول البعران في أجزاءٍ من أرض الوطن بزرع الثارات ونهب الثروات وسلب الكرامة ومصادرة كُـلّ الحقوق جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع كُـلّ قيادات المرتزِقة العملاء الذين لا يستطيعون حتى الإدانة أَو حتى أن يجاهروا فقط بالحزن على ما يجري حتى وإن مسهم الضر والسبب أنهم باعوا وقبضوا وبثمنٍ بخس وبتاريخٍ سيلعنهم.

نتفاوض اليوم على الهُــدنة مع من لا يملك قراراً ولا حتى وجهة نظر، نتفاوض مع أناس باعوا أنفسهم وضمائرهم ووطنهم بثمنٍ بخس فبأي وجه سيفاوضون، أحضروا لنا الخصم الحقيقي وصانع القرار ومالكه كي نتفاوض معه، وحتى لا يضيع وقتنا باللعب مع من لا يملكون من قرار الخصم سوى الاسم فقط.

لقد جاؤوا لنا بأنصاف حلول ولا أدري بأية ثقة جاؤوا وظنوا أننا سنقبل!، نحن الذين لم نقبل نصف أرض ولا نصف قرار ولا نصف كرامة ولا نصف الشيء، كيف سنقبل أنصاف الحلول؟ جئنا وحضرنا وقاتلنا ولا خيار لنا سوى الشيء بأكمله، سوى الكرامة بكل حذافيرها والوطن بكل مساحته، والقرار بكل سيادته، فإما أن تقدموا حلولاً جذرية كيف نجنح للسلم حقناً لدمائكم، وإما أن نأخذها عنوةً كما أخذنا من قبلها الكثير، وعليكم أن تدركوا أن المنطقة برمتها لن تهدأ ما دام شعبنا يعاني؛ بسَببِ حصاركم وعنجهيتكم.

ليعلم كُـلّ من أخطأ في حق الوطن بالخيانة العظمى أن صنعاء ترحب بالعودة إلى جادة الصواب والاعتراف بالخطأ في حق الوطن وأبنائه ليس عيباً وأن التجربة أكبر برهان عما حدث وتباينت نوايا دول العدوان إذَا كنا نفهم.

الأيّام بيننا وستذكرون ما قلته لكم ونفوض أمرنا إلى الله والله المستعان وسيعلم كُـلّ منافق أنه ورقة محروقة من أول يوم عمالة وأنه بنفس اليوم الذي التحقت فيه بكلية الخيانة لوطنك تم تحديد صلاحيتك وكيف ستكون نهايتك؛ لأَنَّك بمعنى أدق رخيص والرخيص كورقة المنديل استفادته لحظية فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إن التاريخ يعيد نفسه في كُـلّ فترة، فلا يوجد محتلّ وقف مع عميله للأبد ولا بلد احتضن العملاء ولا نصر كان للغزاة، فلماذا يريد حثالة وشرذمة لا تؤثر في ميزان القوى أن تغير سياسة التاريخ وبأية جرأة يفكرون في حرف بوصلته؟ وأين كانوا عندما درس العالم كيف حَـلّ بالمرتزِقة في كُـلّ بقاع الأرض منذ خلق الله البشرية.

إن دعوتنا للمرتزِقة للعودة ليس ضعفاً ولا طمعاً في قوتهم ولا خوفاً من معاداتهم بل حباً لكل يمني هتف يوماً ردّدي أيتها الدنيا نشيدي، سواء كان صادقاً فيها أَو حتى مُجَـرّد روتين ممل بالنسبة له تعود ترديده في الإذاعة الصباحية أَيَّـام مدرسته.

وتأكيد على كلامنا فَـإنَّ جيشنا الباسل كما عرفوه في الميدان مسبقاً سيعرفونه بشكل أكبر بعد الهُــدنة، وما العروض العسكرية التي ينظمها جيشنا إلا بمثابة رسائل قوية يعرف الغزاة ومرتزِقته مغزاها ومحتواها ولا تشرح تلك الرسائل بالمقالات أَو على مواقع التواصل بل يسطرها الرجال في أرض الموت عندما تستعر نار الحرب وتعرف الرجال ويهرب الجبناء وينتصر الحق وينتصر اليمن.

كفاكم وهماً أيها المرتزِقة، دعوا ضمائركم تنطق، ولا تجاملوا بعضكم، وعيشوا الحقيقة المرة بدلاً من الوهم المريح، وصارحوا أنفسكم واعترفوا بخطئكم وهزيمتكم فلا السعوديّة ولا الإمارات ولا أمريكا قادرين جميعاً على منع الشعب اليمني من تأديبكم وتحرير الأرض كاملة، ولتعلموا وأنتم تعلمون أن الجميع يعرف أنكم بلا قرار وليس لكم من الأمر شيء وأنكم مُجَـرّد شماعة يتمسك بها العدوان كي يعتدي على بلد الإيمَـان ويحتل الأرض ويصادر الثروات.

إن هذه الهُــدنة هي فرصة لكم للنجاة وطريقٌ ميسرٌ للهروب فاغتنموها بشروطنا، أما نحن فنحن أهل الحرب وعشاق الوغى وملوك الموت، وعفاريت الساعة وأنتم تعلمون ذلك، ما كانت الحرب إلا لنا، وما وصفت الشجاعة إلا لليمانيين، وسنجعلكم تتمنون الهُــدنة بشروطنا وأكثر يوم لا ينفع التمني والندم، فأصابعنا على الزناد جاهزة، والأهداف مرصودة، والخطة وضعت منذ زمن والانتصار يلوح لنا وخياراتنا في هذه المعركة محصورة بين اثنين إما الانتصار أَو الانتصار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com