الاستحقاقُ الحقيقيُّ للشعب اليمني د. شعفل علي عمير
يُعَـــدُّ الاستحقاقُ الأهمُّ الذي لا مناصَ منه ولا مساومةَ فيه هو الحَقَّ الطبيعيَّ لأي شعب في هذا العالم، وهو حق الشعب في السيادة الكاملة على أرضه.
وَإذَا كانت هناك أية مناقشة حول ما يمهِّدُ للحصول على هذا الاستحقاق مثل صرف الرواتب وفتح المطارات والموانئ فهذا يعد أحد الأهداف المرحلية التي تمهِّد لخروج دول العدوان وإنهاء الاختلال ومعالجة ما ترتب على عدوانهم وحصارهم من أضرار كهدف نهائي.
إننا عندما نقبلُ بتمديد الهُــدنة فنحن من نَمُنُّ على المعتدي، هذه الحقيقة التي يجب أن يعرفَها العدوُّ والصديق معاً؛ لأَنَّنا نعطي المجالَ أمام دول العدوان بأن تفكِّرَ جيِّدًا وأن تستغلَّ هذه الفرصَ في مراجعة سياساتها وأطماعها تجاه شعب وثروات اليمن، فالشعب اليمني والجيش والقائد لن يقبلوا إلا السيادة الكاملة على كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية.
الجانبُ الآخرُ الذي يجعلُ من القبول للهُــدنة أمراً جيداً هو إثباتُ حُسن النية وإسقاط الحجّـة، وفي حالة لم يلتزم الطرف المعتدي بما تم الاتّفاق عليه ليعلمَ الشعب اليمني عندها بأن الحلَّ النهائي والعلاج الشافي لمعاناته هو الاستمرارُ في قتال الأعداء وانتزاعُ سيادته وثروته من أطماعهم بكل ما أوتي من قوة مستعينين بالله أولاً، وبعزيمة وقوة شعبنا المجاهد ثانياً.
تميَّزت قيادتُنا الثورية والسياسية بالحِلمِ والمرونة في تعاملها مع الأطراف المعتدية ومرتزِقتهم على شعبنا العزيز إلى الحد الذي قد يفهم العدوّ بأن هذه الميزةَ ضَعف، وهذه مشكلة تعد خللاً في تركيبتهم البيولوجية وطبيعتهم النفسية، فهم يفتقدون لمثل هذه الطباع التي لا يتسمُ بها غيرُ المؤمنين الواثقين بالله المتوكلين عليه.
هذا هو الفارقُ الذي يجهلُه العدوُّ، وهنا يجبُ أن يعيَ الأعداءُ بأن ما يحاكُ من مؤامرات لم يعد خافياً على الشعب اليمني وأن بقاءَ الحال في نهب الثروات واحتلال الأراضي والجزر اليمنية لن يُكتَبَ له الاستمرارُ أبداً.