عالميةُ الرسالة المحمدية.. بقلم / رويدا البعداني
هَـا هي الذكرى تطل علينا بزينتها، تُقاسمنا تشاركنا بميلاد الحبيب المصطفى تذكرنا، تُرجعنا لحقبة الزمن الأول لمن أحيا أُمَّـة وأقام دولة، وأشعل في دروب الحياة شمعة ليتنصر ضوء العلم على العتمة.
كثيرة هي الأقلام التي كتبت وعبرت عن مدى الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، ففي كُـلّ سنة يأتي على أبناء شعبنا العظيم، اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول بحلةٍ جديدة يستقبله أهل اليمن بحفاوة من تجهيز فعاليات وإقامة موالد واحتفالات، بدافع الذكرى والوفاء والولاء لمولد نبينا الأكرم -صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم-.
وأنا هنا لن أسهب لأشرح قصته فقد عُرف لدى العالم أجمع أنه أعظم رجل عرفه التاريخ، أحبه من عرفه وآمن به ومن سمع عنه ولا يعرفه، فهو صاحب المعجزة الخالدة، والسيرة الصادقة، التي هزمت جبال الشرك بوديانها المهترئة من عبادة الأصنام وتقديس الأوثان.
اليوم ونحن نقف على هذه الذكرى امتزجت فينا لوعة السرور وحسرة الشعور! كم نحن بحاجة لتلك الشجاعة التي وقفت أمام هذا العالم حين تكالبت عليه قوى الشرك والاستكبار بكل قواها وإمْكَانياتها وعتادها! كم نحن بحاجة لذلك الحلم والصبر الذي تغلب على تعنت وتصلب الجاهلين والجبابرة الطاغين!
ففي الوقت الذي كان يخيم عليه خرافة الجهل في ذاك الزمن أرسله الله نوراً للجاهلين ودليلاً للحائرين وقوة عظيمة للمستضعفين، لم يستعن بحكام عصره ولا بساسة زمنه، ولم يستظل بقوة غير تأييد ربه، ولأنه صاحب رسالة واحدة وخالدة وغاية واضحة سار على مبدأ المعية الربانية والقضية الجهادية، انطلق ولم يردعه ظالم، حارب قوى الباطل وقوض أسياد الظلم ورفع راية الحق وبالحق قاتل.
ختامًا… أسفي وأجل ندمي لمن ما زال يراهن على أن ميلاد النبي الأكرم بدعة، وذكراه والاحتفال به ضلالة، أنا لست من علماء الفقه والسيرة ولم أرتدِ يوماً ثوب القضاة وأفتِ بحب الهوى وأقف لمولد خير البشرية وأقول لا تحتفلوا فهو بدعة وعين الضلالة، ولن أجبركم على الاحتفال.
ولمن يحتفل لا تأتي محتفلًا وأنت مقصرٌ فلا أنت بمن اتبعت أوامره ولا اجتنبت نواهيه، لا تأتي محتفلًا وأنت لم تستشعر حبه في داخلك وكان أحب إليك من نفسك ومالك وولدك فلا حب ينمو إلا من قلب صادق صدوق، لا تأتي محتفلًا وبداخلك حقدٌ وكراهية، سامح وصافح وارتقِ بأخلاقك فأنت في مولد رسول البشرية.