عشرية ذهبية بحلة جديدة.. غد الميادين يبدأ اليوم
المسيرة | متابعات*في الذكرى العاشرة لانطلاقها، تُزيحُ شبكة الميادين الإعلامية الستار عن هُــوِية بصرية جديدة تعبّر عن شعار تأسيسي جديد “غدنا يبدأ اليوم”. “يوم الميادين”، في العاشر من شهر أُكتوبر، هو اليوم الذي بدأت به الميادين عشريةً جديدة، بتقدّمٍ وتطورٍ وتجددٍ وثبات، مؤكّـدةً استمرارها في متابعة قضايا الحريات والإصلاح والعدالة الاجتماعية، والدفاع عن حق الجماهير في التعبير الحر، وتحديد خياراتها الوطنية المستقلة، ومتمسّكةً بنقل الواقع كما هو، وبالبقاء مع الإنسان في كُـلّ مكان. وفي هذه المناسبة، قدّم رئيس مجلس إدارة الميادين، غسان بن جدو، كلمةً افتتاحية لعشرية الميادين الثانية، أوضح خلالها السياسة التحريرية للشبكة، وأهدافها وتطلعاتها المستقبلية. وفي ما يأتي رسالة بن جدو في “يوم الميادين”: العام 2022م.. إنّها العاشرة صباحاً، في اليوم العاشر، من الشهر العاشر، في الذكرى العاشرة لانطلاق شبكة الميادين الإعلامية.. أهلاً بحضراتكم أيها الكرام المحترمون إلى الميادين المتجددة بثبات، المتقدمة بمبدئية، المتطورة بواقعية، والمُستمرّة برؤية صحافية مستقبلية. ندخل عقدنا الثاني بهُــوِيةٍ بصريةٍ جديدةٍ بإيقاع أسرع ونبض أقوى.. نحسبها جميلة تعبّر عن فلسفتنا البصرية التأسيسية، أي الانطلاق من النور، وألوان شروق الشمس، قانعون نحن بإمْكَاناتنا المحدودة، أكثر تصميماً نحن على استثمار القليل في مزيد من الإبداع والابتكار، راضون نحن بما بلغته الميادين من مكانة وبما حقّقته من مصداقية.. أكثر تمسكاً نحن بثقافة التواضع في تقديم الذات الإعلامية، واعدون نحن بانتشار أوسع، بالفكر والتحديث رغم التضييق، أكثر تشبثاً نحن بسياساتنا التحريرية وآفاقها العالمية، ماضون نحن إلى الحد الأقصى في التمكين لإعلام يكسر الاحتكار والأحادية، أكثر اقتحاماً نحن في غدنا الآتي، لمجالات يريد تحالف أقطاب المال والاستخبارات والسياسة والإعلام، إغلاق منافذها؛ بهَدفِ الإقصاء والاحتواء والتدجين. أيّها الرأي العام العزيز وأينما كنت.. أصدقاء الميادين الأحبة الميادين شبكة إعلامية عربية، بآفاق عالمية، تقدّم خدمة إخبارية متنوعة… “الشبكة” تؤمن بإعلام هادف، أمين، فاعل، ومؤثر.. لقد انطلقنا بشعار “الواقع كما هو” صحافياً ومهنياً. مضينا بشعار “مع الإنسان في كُـلّ مكان” ثقافيًّا وحضارياً. ونبدأ عقدنا الثاني بشعار “غدنا يبدأ اليوم”، رؤيةً واستراتيجيا. يخطئ من يعدّ الميادين مُجَـرّد وسيلة إعلام.. هي كذلك، منطلقاً وعملاً وأداءـ لكن الميادين، هي أَيْـضاً، مشروع إعلامي إنساني ثقافي واستراتيجي ينحت خياراته في مؤسّسات… الميادين تحرص على ترسيخ مبادئها، وقيم الانتماء النبيل في عائلتها الإعلامية وبين أبنائها. الميادين تتعامل مع الجمهور العربي كوحدة متكاملة، على اختلاف عناصره وأفراده ومشاربه واقتناعاته، من موقع الحرص على اللحمة والوحدة. الميادين تنأى بنفسها عن التعاطي مع الرأي العام، على قاعدة الابتزاز العاطفي للقضايا، بل تجهد لتكون قوة مؤثرة، من منطلق معرفة الحقيقة ونشر الوعي، من دون إسقاط أَو فوقية. الميادين تعدّ نفسها جزءاً من الإعلام العربي والعالمي الحر والتحرّري والتحريري، تنشد إعلاماً عالميًّا بديلاً، حريصةً على الإسهام في إنشاء أطر تعاون وتنسيق عربية وعالمية، وهياكل تقوم على قواعد إعلامية وإنسانية واستراتيجية، لا على قواعد أيديولوجية. الميادين ترى في القضية الفلسطينية عنوان تحرّر وطنياً وإنسانياً. حضورها مركزي في “الشبكة”، تتعاطى مع الفلسطينيين كشعب واحد في الوطن وفي الشتات ككلٍ متكامل في الداخل الفلسطيني المتحرّر والمحتلّ. فلسطينيو الثمانية والأربعين ركن أَسَاسي من الشعب الفلسطيني. ولملف الأسرى داخل سجون الاحتلال ومعتقلاته اهتمام مُستمرّ، كان ولن يتوقف. الميادين ترفض أي هيمنة خارجية، ترى في خيار “المقاومة الشاملة” حقاً للشعوب في تحرير الأرض من الاحتلال، على رأسه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولأية أرض عربية. الميادين ترفض التطبيع التتبيع، ولا تقتنع بأي مبرّرات تمنح الاحتلال سبل اختراق مجتمعاتنا، والوصاية المقنعة على القرار. الميادين وسيلة إعلام واضحة أمام الرأي العام بهُــوِية لا تخفي نهجها وسياساتها، مبدئية بثبات، تتقدم ولا تتقلب، تتطور ولا تتلوّن، تتعاطى بمرونة مع الأحداث وبواقعية مع التطورات السياسية. تتعامل بإيجابية مع المختلف من موقع الاحترام. ترنو إلى أن تكون دائماً مساحة تلاق وحوارٍ وتفاعل. هي تدرك خصوصية الهُــوِيات ومكانة المقدسات لدى الشعوب. الميادين تتابع قضايا الأُمَّــة والعالم برؤية شاملة، تتمسك بوحدة الوطن العربي، بالتفاعل الإيجابي مع دائرته الحضارية الإسلامية والاستراتيجية الإقليمية، تحرص على تضامن العالم الإسلامي، وعلى تواصل عملي بين أحرار العالم. “الشبكة” جزء من عالم الجنوب من موقع الانتماء. الميادين تتجدد مع الشرق العالمي الجديد، الناهض بخيارات الاستقلال والتحرّر والتنمية الشاملة. هي تواجه العولمة المتوحشة، أَو فرض نمط حياة وثقافة وسلوك على العالمين. نقولها بوضوح تام.. إنّ الميادين تأسف لانحراف ثورات عربية، سرق انتهازيوها ومتسلقوها تطلعات الشعوب، تم استغلالها من منظومات دولية لقيادة “ثورات مضادة”، عبر أدوات مضلَّلة ومضلِّلة، كان من نتائجها، تهشيم الوحدة الداخلية والسيادة الوطنية. استُخدم عنوان “الربيع العربي” أدَاة بخسة مغشوشة، أنتجت عشرية نار، جلبت الدم والدمار. الميادين تعاطت بشجاعة في مقاربة المتغيرات. أعلنت مواقفها بالرغم من زحمة الخطاب الشعبوي التحريضي. الميادين كانت تدرك ذلك منذ البداية. أعلنته بجرأة، وواجهته بشجاعة. في عشريتنا الآتية، الميادين بهُــوِيتها الإعلامية البيّنة والمتجذرة، مُستمرّة في إرساء دعائم السلام المجتمعي الداخلي، ورتق أي فتق اجتماعي ونفسي، في سبيل تحقيق الاستقرار والوحدة والنهضة. الميادين كانت وستبقى معنيةً بقضايا الحريات والإصلاح والعدالة الاجتماعية، تدافع عن حق الجماهير في التعبير الحر، وتحديد خياراتها الوطنية المستقلة، تتلمّس نبض الناس وهمومهم اليومية في الميدان. تفهم تطلعات الشباب وأدوار المرأة، ترصد حال الفقراء والمظلومين والكادحين أينما كانوا. وتولي التنمية البشرية اهتماماً خاصاً. في عشريتنا الآتية كما المنصرفة، تستمر الميادين في انحيازها إلى ثقافة التسامح ومواجهة التطرف والإرهاب. ننطلق من ثابتة التنوع في النسيج العربي والإسلامي، بمسيحييه ومسلميه، بأديانه ومذاهبه ومكوناته القومية المتعددة. الميادين لم ولن تسمح بأن تكون إطاراً لأي تمييز عنصري، أَو تفرقة عرقية، أَو تقسيم ديني، أَو تحريض طائفي ومذهبي. الميادين تحترم حق الاختلاف الفكري. تشجّع تفاعل الثقافات والحضارات. هي منبر للحوار الإيجابي، وإيجاد أرضيات مشتركة ومثمرة مع الغرب. لإخواتي وإخوتي، زملائي وزميلاتي في الميادين… ربما أنتم تعرفون كُـلّ ما سلف وإن لم تقرأوه… ببساطة؛ لأَنَّكم لمستموه ومارستموه وطبقتموه على الأرض. هذه خياراتنا الإعلامية وسياساتنا التحريرية… نحن لسنا حزباً سياسيًّا ولا منظومةً أيديولوجية، لكنّنا إعلاميون ذوو رسالة. قلناها منذ نطفتنا الأولى قبل 10 سنوات. كثيرون صدّقونا ووثقوا بنا حينذاك. لم تخذلوهم.. الميادين اليوم بكم، باتت رقماً صعباً فعلياً في المعادلة الإعلامية العربية، وباتت اسماً إعلامياً حقيقيًّا في العالم. لهؤلاء نقول: ثقوا بأننا لن نخذلكم، مهنياً وأدبياً واستراتيجياً.. معكم ثابتون بأمانة واقتناع. أبناء الميادين الأعزاء.. لم تبالوا بمن أمعن في التشويه والتشهير والتضييق، وتلذذ بالافتراء والتضليل على شاكلته.. لا تبالوا أبداً بالمكابرين والمتكبرين. انتظرونا في عشريتنا الثانية هذه بإذن الله، فعلاً لا قولاً فقط. وإذ ننطلق اليوم بشعار إعلامي جديد، وهو “غدنا يبدأ اليوم”، فَـإنَّنا نعلن اليوم معاً، عنواناً جديدًا لماهية الإعلام كما نفهمها ونعمل على ترسيخها… “الإعلام.. ثقافة كدح ورسالة حياة”. معاً، إلى الأمام في عشريتنا الثانية، بمزيدٍ من الطموح والتصميم والتخطيط والتفكير، بالإبداع والابتكار والعصرنة والانفتاح والتحديث، بما سيتاح لنا من إمْكَانات. إلى الأمام هذه، تكون مصحوبة كُـلّ الوقت بكثيرٍ من التواضع والواقعية، بكثيرٍ من العمل والصبر، بكثيرٍ من القناعة والرضا، بكثيرٍ من خدمة الناس لا استخدامهم. لا ندّعي أنّ الميادين باتت مدرسة إعلامية خَاصَّة، لكنّنا نقول بثقة إنّ للميادين هُــوِية إعلامية خَاصَّة. الميادين صوت الجماعة الوطنية، بمشاربها الفكرية والسياسية والثقافية المختلفة. صوت الجماعة التقدمية العالمية، في الشرق والغرب وعالم الجنوب. عروبتنا الإعلامية وطنية جامعة، لا تفرق بين عربي وغير عربي إلاّ بالموقف من القدس. خلفي زيتونة بجذعين، كأنّها ترفع علامة النصر.. إنّها شجرة مباركة.. ليس عبثاً أن ذكرها المولى سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم، هي بالنسبة إلينا هنا ترمز إلى العلم والنور، وإلى فلسطين والقدس. على هذا الأَسَاس، نطلق على هذا الاستوديو الجديد الصغير، اسم استوديو الزيتونة. إلى الأمام أيها الأحبة، بثقة وأمل وتوكل على الله، فكلمة سرنا التأسيسية الأولى، رافقتنا وهي باقية. إنّها كلمتنا الجامعة: “يا رب”. * نقلاً عن موقع الميادين نت