“تجديدُ الهُــدنة” بين الدعاية والواقع.. سلوكُ العدوّ يؤكّـدُ إصرارَه على التعنت
المسيرة | خاص
لا يزالُ التناقُضُ بين شعارات السلام التي يرفعُها تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وسلوكياتِه على الواقع، يمثل مؤشرًا ثابتًا على انسداد أفق تجديد الهُــدنة المنتهية، وتوجّـه المشهد نحو التصعيد، ففي الوقت الذي يواصل الرعاة الدوليون للعدوان الحديثَ عن حرصهم على استمرار التهدئة، يستمر احتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، توازيًا مع تصاعد التحَرّكات الميدانية العدائية للمرتزِقة، في الوقت الذي لا زالت المطالبُ الرئيسية التي أعلنتها صنعاء بدون أية استجابة حقيقية، الأمر الذي يعني أن العدوّ ما زال يعول على كسب الوقت والمراوغة لتحقيق مكاسب التفافية.
منذ انتهاء هُــدنة الأشهر الستة، بدأت وسائل إعلام العدوّ تروج بشكل مكثّـف لتصعيد ميداني في أكثرَ من جبهة، فيما تحدثت قياداتُ المرتزِقة بوضوح عن التوجّـه نحو معارك وصفوها بالحاسمة، الأمر الذي يناقض ما ترفعه دول العدوان ورعاتها الدوليون من شعارات ودعايات تتحدث عن الحرص على تجديد الهُــدنة واستمرار التهدئة.
يأتي ذلك بالتوازي مع استمرار تحالف العدوان باحتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، وتأخيرها في جيبوتي بذريعة التفتيش.
وفي الوقت ذاته، تتحدث مصادر عن استمرار جهود الوساطة التي تسعى لإنعاش مسار التهدئة والتوصل لاتّفاق جديد كانت صنعاء قد حدّدت بوضوح مطالبها فيه وهي: صرف الرواتب من إيرادات النفط والغاز، ورفع القيود عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
وبالتالي، فَـإنَّ سلوكَ تحالف العدوان على الأرض يؤكّـد بوضوح أنه لا يوجد حتى الآن أفق لنجاح تلك الجهود، بل يؤكّـد أن حديثَ رعاة العدوان عن “فوائد” التهدئة، ليس أكثرَ من مُجَـرّد محاولة لتضليل الرأي العام وإظهار صنعاء في موقف المتعنت، وهو ما توضحه البيانات والتصريحات الأخيرة التي اعتبرت مطالب رفع الحصار ودفع الرواتب بأنها “مطالب مستحيلة”.
وكان مسارُ تجديد الهُــدنة قد توقف عند رفض تحالف العدوان دفع المرتبات من إيرادات النفط والغاز، حَيثُ يسعى لاستبعادِ الشريحة الأكبر من الموظفين، وربط عملية الصرف بسلطات المرتزِقة وبدون تحديد نوع العملة، الأمر الذي لا يبدو أن جهود الوساطة حقّقت أي تقدم فيه حتى الآن.
وكتب نائبُ مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، العميد عبد الله بن عامر، على تويتر أن: “التعاطيَ الإيجابيَّ مع الوساطات لا يعني أبداً عدم وجود خيارات بديلة، بل على العكس هناك جاهزية قصوى لأية تطورات مفاجئة قد تحدث بأية لحظة“.
وكانت القوات المسلحة قد وجّهت تحذيراتٍ مباشرةً للشركات النفطية والمستثمرين في دول العدوان ودعتهم للمغادرة لتجنب العمليات التي سيتم تنفيذها في حال رفض تحالف العدوان الاستجابة للمطالب الوطنية المشروعة.
ويمثل إصرار تحالف العدوان على تشديد إجراءات الحصار وحديث مرتزِقته عن التصعيد مؤشرًا واضحًا على أنه لا توجد نوايا حقيقية لتجديد الهُــدنة بشكل يضمنُ استحقاقاتِ الشعب اليمني، وأن رعاةَ العدوان ما زالوا متمسكين باستخدام هذه الاستحقاقات كأوراق تفاوضية، وهو الأمر الذي يقلِّلُ احتمالاتِ نجاح جهود الوساطة.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورئيس الجمهورية مهدي المشاط قد حذّرا من تداعيات ومخاطر إقليمية ودولية في حال أصر تحالف العدوان على موقفِه المتعنِّت.