تركيزُ قائد الثورة على مناسبة المولد.. لماذا؟..بقلم/ منير الشامي
من الواضح جِـدًّا أن قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- يولي ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها -صلوات الله وعلى آله- اهتماماً بالغاً ويهتم بإقامة فعالياتها وأنشطتها عناية دقيقة ويحرص على إقامة فعاليتها الكبرى بأرقى صورة وأعظم مشهد ويشدّد في دعوة الشعب للمشاركة فيها بقوة وبشكل مشرف وعظيم وقوي بحيث تظهر في كُـلّ عام أقوى من ذي قبله وهي المناسبة الوحيدة الذي يمتن فيها كَثيراً للحشود ويثني عليهم ويقول لهم نفسي لكم الفداء فلماذا هذا الاهتمام والعناية والتركيز?
والحقيقة أن قائد الثورة يركز على ذلك لسببين محوريين وهامين وهادفين:
أولهما: لتكون متناسبة في عظمتها مع عظمة صاحبها -صلى الله عليه وسلم- وحتى تكون لائقة به وبمكانته العالية ومنزلته الرفيعة وقدره العالي قدر المستطاع.
أما ثانيهما فيتمثل في تحقيق غايات عظيمة وأهداف نبيلة وهي كما يلي:
١- إيقاظ الأُمَّــة من غفلتها ودعوتها إلى الرجوع إلى نبيها وإلى الكتاب الذي أنزل عليه بموقف عملي وشدها إلى الارتباط الحقيقي برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ودفعها نحو العودة الصادقة إلى العمل بتعاليم القرآن وهدي النبي واقتفَاء أثره والاقتدَاء به والسير على نهجه.
٢- دفع الأُمَّــة الإسلامية للاعتزاز برسول الله وتعظيمه والافتخار به والانتماء إليه وتعزيره وتوقيره وإجلاله وبما يحقّق استحضار كُـلّ مسلم لرسول الله في قلبه ووجدانه بالمنزلة التي أرادها الله لرسوله وأمر بها عباده.
٣- تعزيز وحدة الأُمَّــة من خلال إدراكها أن رسول الله قائدها وملهمها وسر عزتها ورفعتها فمتى ما انفرد النبي بقيادة القلوب توحدت في منهجيتها وخطاها وسارت في درب الهداية ووقفت في مواقف الحق وقدرت على تمييز أعدائها وأدركت مؤامراتهم فيها وخطورة أهدافهم في شعوبها وارتفع مستوى وعيها وتسلحت بالإيمَـان وتحصنت بثقافة رسول الله ثقافة العزة والكرامة والشجاعة والإقدام.
٤- استشعار الأُمَّــة لحقيقة المكانة التي يجب أن تكون عليها والمنزلة التي أراد الله أن تكون فيها وإعادة ثقتها بنفسها وتمسكها بهُــوِيَّتها واعتزازها بثقافتها وموروثها الفكري والحضاري.
5- لفت انتباه شعوب العالم إلى مكانة النبي ومنزلته وشد انتباهها بتلك الحشود المليونية إلى التفكير بمحمد والبحث عن سبب هذا التعظيم وذلك التقديس فجعل من هذا الموقف وسيلة لدعوة تلك الشعوب إلى الإسلام.
وهو ما أشار إليه قائد الثورة في خطابه بالمناسبة من خلال دعوته للأنظمة الأُورُوبية إلى وقف الإساءَات المتكرّرة إلى رسول الله ووقف حرق القرآن الكريم… إلخ.
6- تنبيه أُمَّـة المليار بأنها لن تخرج من وضعية الهوان والضعف والتشظي والانقسام إلا بعودتها إلى نبيها فهو وحده -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- هو الذي يستطيع أن يخرجها من وضعيتها المتدنية وينتشلها من مستنقع بؤسها ويرفعها إلى الوضعية التي يجب أن تكون عليها وبدونه لا يمكن أن يتغير لها حال أَو يتجدد لها مجال.
7- دفع الأُمَّــة إلى التفكير والإحساس والاستشعار بمسؤوليتها تجاه نبيها في زمن تطاول عليه أهل الكفر والنفاق وأساؤوا إلى خير مخلوق وأشرف نبي وأعظم رسول بعثه الله من خلال ما سيسمعونه من أعدائهم وما سيرونه من مواقف لهم تجاه الحشود اليمنية التي تتدفق كُـلّ عام لتعبر عن حبها وولائها لرسول الله وهو ما تجلى على الواقع فالعدوّ الصهيوني وهو أخطر أعداء الأُمَّــة ارتعب من مواقف اليمنيين في تعظيم رسول الله العام الماضي وعبر عن خطورتها وخشيته من نتائجها وأولها عودة محمد من جديد وعززت إحساسهم بفشلهم من تغييب محمد عن واقع الأُمَّــة.
وَبعد حشود هذا العام، ظهرت ردود فعل أُورُوبية وغربية بعد مشاهدة المهرجان في مواقع ومنصات إعلامية أُورُوبية تناولت الحدث بدهشة كبيرة فالبريطاني توني تشرشل قال: إن الزخم الجماهيري الذي يبديه المسلمون بمناسبة مولد نبيهم هذا العام أمر غريب وجديد، حَيثُ لم يسبق لنا أن رأينهم يحتفون بعيد ميلاده، مُضيفاً أن مزيداً من هذه الاحتفالات الضخمة سنوياً قد تجلب فضول المواطن الأُورُوبي للبحث والتعرف على هذا النبي وبالتالي التحول إلى الإسلام وهذا يشكل خطراً على أُورُوبا.
وعلى ذات الصعيد قال موقع أوريان الفرنسي: إن المظاهرات المليونية التي خرجت للاحتفال في اليمن ستحجم مناسبة الاحتفال بميلاد المسيح التي باتت عدداً من الدول العربية تتنافس على إقامتها، وذكر الموقع أن الجماعة التي تسيطر على صنعاء بقوة السلاح نجحت في استثارة المناطق ذات الكثافة السكانية إليها فأصبحت تقيم مهرجانات مليونية من شأنها أن تعطي إشارة لكونها جماعة ذات تأثير شعبي واسع وليست متطرفة.