التنظيمُ العالي دليل رُقي وتحضر..بقلم/ أحمد العماد
حينما يعجز حكام آل سعود طوال سنوات حكمهم -على الرغم مما يمتلكونه من أموالٍ طائلة واستقرار وضع كما يقولون- من تنظيم مجاميع من حجاج بيت الله الحرام، حَيثُ ظل يُقتل المئات أَو الآلاف من الحجيج -قبل أن يمنع الحج- في ما تسمى بحوادث التدافع والتي لم يكد يخلو عام منها؛ نظراً لسوء التنظيم..
ومن المناسب أن نذكر البعض منها كمثالٍ على ذلك:
ففي الـ ٢ من يوليو١٩٩٠م وقع تدافع كبير داخل نفق في مِنى أسفر عن مقتل١٤٢٦حاجّاً.
وفي ١فبراير٢٠٠٤م قُتِل ٢٤٤حاجّاً خلال تدافع حصل في وادي مِنى أثناء رمي الجمرات.
وفي ١٢فبراير٢٠٠٦م قُتل ٣٤٠ حاجّاً في حادث تدافع على جسر الجمرات في ثاني أَيَّـام التشريق…
كلّ ذلك يحصل في ظل حكم من يسمون أنفسهم بخدام الحرمين!!!
وفي المقابل: نجد أن اليمنيين أظهروا للعالم قدرةً تنظيميةً عالية -على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها بلادهم- خلال احتفالاتهم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
لقد استطاعت اللجان التنظيمية ومعها اللجان الأمنية والمرورية -وكلهم منظِّمون- استطاعوا تنظيم ملايين من الحشود الجماهيرية الوافدة إلى ميدان السبعين بصنعاء، وَأَيْـضاً الملايين من الوافدين إلى الساحات الأُخرى في بقية المحافظات؛ تنظيماً عجيباً؛ دلّ على رُقِي الشعب اليمني وتحضّره، وثقافته العالية، ووعيه الكبير.
والأعجب من ذلك، أنك ترى أُولئك الملايين يحتفلون ويبتهجون، ويرفعون الأعلام، ويؤدون البرعات الشعبيّة، ويردّدون الشعارات المختلفة والمعبرة، فإذا أطلّ عليهم السيد القائد عبدالملك بدر الدين، ملقياً خطاب المناسبة الشريفة، تجدهم جميعاً يجلسون في مختلف الساحات، مستمعين ومنصتين لخطابه الكريم، وكأنك أمام مجموعة طلابٍ مهذبين في فصلٍ دراسي صغير.
لا يتكلمون ولا يرفعون أصواتهم فوق صوت حفيد رسول الله إجلالاً له ولجده -صلوات الله عليه وآله-.
فإن تعجب فممن؟!!
من لجانٍ نظّمت؟!!
أم من حشودٍ انتظمت!!؟
لكن لا عجب، فمن كان محمدياً فهكذا يكون.