شجاعةُ المدين وحقارةُ الدائن..بقلم/ عبد الغني حجي
لرفضنا تمديدَ حالة اللا سلم واللا حرب أداننا العالَمُ المُدانُ بالنفاق، كتبت عنا الصحفُ وأذاعت القنواتُ وعُقدت المؤتمراتُ وآخرهُا مجلسُ الأمن، كُـلُّ هذا وأكثر، قولهم إن رفضنا تطرف وَعُللت مطالبنا على أنها شُروطٌ مُجحفة شروط الكارِه للسلام لكن القرارات المميتة لشعبنا كلها صائبة لماذا؟
لأننا طالبنا بحقٍّ مشروع مَمَّـا هو لنا؛ ولأن معاناتنا كيمنيين لا تهُمُّهم ولا يمكن أن تعلوَ فوقَ مصالحهم؛ ولأَنَّ القوةَ ميزانُ لعدالتهم لا يهمهم أحد، وما داموا رفضوا مطالبنا المُحقة دون أن يحسبوا حساباً لأي يمني وما دام أنهم رفضوا صوابَ وأحقية مطالبنا فليس من العدل أن نقبلَ ما نراه خطأً؛ لأَنَّنا إن قبلنا رفضَهم نكون قد سلّمناهم رقابَنا وقبلنا ما رفضناه والحربُ في أيامها الأولى وهذا ما لا يقبله أي يمني.
صحيحٌ أننا نعاني أشدَّ المعاناة وينقِصُنا كُـلُّ شيء لكننا نشعُرُ بالاكتفاء؛ لأَنَّنا ملكنا عنفواناً وشجاعةً ممزوجةً بفخر واعتزاز انتمائنا للإسلام ويمن الحكمة والإيمَان، وهما أثمنُ ما نملِكُ، ونملك كبرياءً طاغياً وقلوباً شامخةً ورؤوساً مرفوعة تمنعُنا من أن نتنازل لكم مهما كانت الظروفُ صعبة، ومصممين على أن لا ينقصَ أيُّ شيء مما ذكرت مهما كانت الظروف، ورأسُ مال اليمني في الحياة كرامتُه، ما يعني عدم رضاه بالهوان والذل والمهانة.
هم يدركون هذا، لكن للتذكير فقط اتركوا ما هو لنا قبل أن يباغتُكم الغضب، فما تحدث به الرئيس المشاط ليس كلاماً بل ختامٌ لكل شيء، إن استمر حرمانُكم لنا من خيراتنا ستُحرَمون من خيراتِكم، وحالةُ المداهنة والمراوغة وأُسلُـوب الاستغباء الذي تستخدمونه لن تجديَكم نفعاً، ليس استفزازاً ولا محاولةَ فرض واقع وهمي على الحرب بل حقيقةٌ ستعيشونها في حالة عدم تنفيذ مطالبنا.
نتنازل عن أشياءَ كثيرةٍ لكن أن نتنازلَ عن حقٍّ يفضي إلى حياة شخص وفكِّ كربة آخر وإجلاء معاناة ثماني سنوات عجاف فهذا لا يمكن وهو من المستحيل.
فقليلًا من الحياء والخجل أيها العالم المنافق، ما أحقركم وما أسخف ما تفكرون به تجاه غيركم من الشعوب.
بمسرحية هزلية وتحتَ عناوينَ وهمية وشعاراتٍ مصطنعة يعيشُ الملايينُ من اليمنين في أشدِّ ظروف لا يستطيعُ أيُّ أحد تحمُّلُها، التاريخُ يسجِّلُ ولا يرحم منافقاً أَو متخاذلاً أَو ساكتاً، كُلُّكم شركاءُ في المأساة اليمنية، وما سينتج في حالة استمرار تعنُّت التحالف من تنفيذ مطالبنا، ومن يتعدَّ على حقوقنا فهو مغتصِبٌ ويجبُ التصدي له، ومَن ارتضاه فهو يستحقُّه.