تحقيقُ الفلاح بالارتباط الصحيح .. بقلم/ أحمد المتوكل
لكي يتحقّق لنا الفلاحُ في الدنيا والآخرة ونحظى بالنصر والرعاية والتوفيق من الله سبحانه وتعالى، يجب أن يكونَ ارتباطُنا بالنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ارتباطاً صحيحاً، مبنياً على عناوين أربعة حدّدها الله في الآية 157 من سورة الأعراف.
قال الله سبحانه وتعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ، أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، بدأ الله بالعنوان الأول وهو: الإيمَان برسول الله، الذي ثمرته الاقتدَاء والتأسي والمحبة والولاء والأسوة الحسنة لمن يرجو الله ورحمته وثوابه وهو محقّق للتقوى في نفسه وَواقعه وبشكل عملي وليس لمُجَـرّد التمني: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيراً}.
التعظيم للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هو العنوان الثاني واحترام منزلته العالية وذلك لكمال إيمَانه بالله وعظمة الرسالة التي يحملها، وتضحياته التي بذلها؛ مِن أجلِ إخراج الأُمَّــة من الظلمات إلى النور، ومن الجاهلية والضلال إلى النور والرشاد.
العنوان الثالث: هو نصرة قضية رسول الله التي مِن أجلِها جاهد وصبر، وهي رسالة الله وهديه ودينه بكل الوسائل المشروعة وفي كُـلّ زمان ومكان، والعنوان الرابع: هو إتباع النور الذي أُنزل معه وهو القرآن الكريم الذي يعتبر هو الحق الخالص والكمال المطلق وذلك لكمال الله الذي أنزله، فيه الحلول والمخرج لكل مشاكلنا، وكلّ أنواع العلوم لتقدمنا وازدهارنا وتحَضُّرنا وقوتنا وعزتنا وفلاحنا، وهو الحصن الحصين والأمان لنا من مؤامرات اليهود وأتباعهم، هو: “بحرٌ لا يُدرك قعره” كما قال الإمام علي -عليه السلام-، بحرٌ من العلم والمعرفة، أوسع من الحياة والكون، وهو المعجزات التي تتحقّق في كُـلّ من آمن وألتزم وسار على نهجه.