الدورُ الأمريكي والبريطاني في إفشال الهُــدنة..بقلم/ محمد الضوراني
ما زال الدور الأمريكي والبريطاني والذي يقوده اللوبي الصهيوني، هذا الدور الذي قاد العدوان على الشعب اليمني الحر والكريم والطامح لنيل الحرية والاستقلال بعيداً عن الوصاية والارتهان للخارج، هذا الدور الذي ظهر واضحًا ومنذ فترات طويلة من الزمن وهو يتدخل في شؤون الشعب اليمني من خلال السفارة الأمريكية والبريطانية التي تواجدت في أراضي اليمن وتقود السياسة الداخلية للحكومات في تلك الفترة، بل كان يعتبر السفير الأمريكي وإلى جانبه السفير البريطاني هما من يتحكمان في القرارات لتلك الحكومات التي حكمت في ظل الارتهان الحاصل في تلك الفترة، وبعد أن رفض اليمنيون سياسة الارتهان والوَصاية وتم طرد عملاء الأمريكي في اليمن وعملاء أدواتهم في المنطقة المتمثل بالسعوديّة والإمارات وغيرهم.
أعلنت الحرب من واشنطن بقرار أمريكي وبريطاني على هذا الشعب، استمر عدوانهم لأكثر من ثمان سنوات، رغم حجم العدوان على هذا الشعب أفشل الله مخطّطاتهم ومشاريعهم وسقطوا بفضل الله وتضحيات الشعب اليمني الذي حمل الإيمَـان والروحية الإيمَـانية وتوكل على الله واستعان بالله وبسواعد الرجال الأبطال من المجاهدين وتضحياتهم الكبيرة.
اليوم بعد أن فشل مشروعهم التخريبي، مشروع الاحتلال، مشروع الإذلال لكل حر وكريم وعزيز، مشروع تفتيت اليمن وبالأخص المناطق الحرة التابعة للمجلس السياسي الأعلى، التماسك الشعبي مع القيادة الثورية والسياسية والتحَرّك الثوري الصادق والحقيقي أفشل كُـلّ مخطّطاتهم ووصلوا لحالةٍ من الإحباط واليأس، إلى جانب ذلك القوة العسكرية التي امتلكها الشعب اليمني والتصنيع العسكري الذي زلزل عروشهم ودمّـر منشآتهم النفطية وأوصلهم لطريقٍ مسدود.
حجم هذه الانتصارات جعلهم يخضعون للحوار وطلب الهُــدنة، نجد اليوم حجم العزة التي يمتلكها هذا الشعب بقيادته، كذلك فضحت هذه الهُــدنة الكاذبين من الصادقين في تحقيق السلام العادل من خلال إعادة الحقوق لهذا الشعب، وأبسط تلك الحقوق هو صرف رواتب الشعب اليمني الذي تم نهبها من قبل العدوان وأدواتهم القذرة لكي يزيدوا من الأزمة الإنسانية وَالاقتصادية، استمرار المعاناة سببها العدوان الغاشم ممثل بالأمريكي والبريطاني ومن تحتهم أدواتهم القذرة السعوديّة والإمارات ومن تحالف معهم من مرتزِقة الداخل، نجد اليوم أنهم يريدون استمرار معاناة الشعب اليمني ومنع أبسط الحقوق لهم وهو الراتب من ثرواته المنهوبة من قبل تلك الدول ومن تحالف معهم.
مع استمرار الوفد الوطني الحر والعزيز في رفض تجديد الهُــدنة ما لم يتم الإيفاء بالالتزامات من قبل العدوان وأدواتهم، فـلا يمكن أن يقبل اليمنيون -قيادةً وشعباً- هُــدنةً لا تحقّق شيئاً بل المزيد من المعاناة واستمرار الحصار الغاشم، أمريكا وبريطانيا هي من تحاصر الشعب اليمني وهي العدوّ الحقيقي الذي لا بُـدَّ أن نتحَرّك جميعاً ضده وضد سياسته القذرة التي يقودها النظام الصهيوني ومن تحالف معهم من المنافقين، نحن نواجه عدواناً يسعى لاستمرار الحصار واستمرار معاناة هذا الشعب، ما يتطلب أن يستمر الوعي الشعبي والتماسك الشعبي مع القيادة الثورية والسياسية لمنع هذا المشروع والمخطّط القذر، ما يحدث من معاناة وبالأخص في المناطق المحتلّة من الأرض اليمنية يدفعنا جميعاً أن نحافظ على ما وصلنا إليه من عزة وقوة وردع استراتيجي سوف يمكن هذا الشعب من انتزاع حقوقه نزعاً من تلك الدول، بل سوف يجعلها تخرج من كُـلّ شبر يمني.
لا يمكن أن يقبل هذا الشعب وقيادته باستمرار الحصار والعدوان ومن مصلحة تلك الدول وفي مقدمتها الأمريكي والبريطاني أن يقبلوا بما تم طرحة من الوفد الوطني، ما لم فالخاسر هو الأمريكي والبريطاني ومن خلفهم عملائهم في المنطقة، موازين الردع قد تغيرت والشعب اليمني أكثر قوة وإرادَة وتصميماً وثباتاً في كُـلّ مرحلة من مراحل الصراع، هذا الشعب المتمسك بالله وبرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- وبأعلام الهدى من آل البيت، متمسكين بقضايا الأُمَّــة وهي القضية الفلسطينية وكلّ قضايا الأُمَّــة المحورية ولن يساوم فيها مهما حدث ويحدث.