المستحيلُ الذي لا يكون ولن يكون..بقلم/ علي الموشكي
يستمر الدور الأمريكي والبريطاني الذي ظهر بصورته الواضحة منذ إعلان الحرب الأولى على المشروع القرآني ومحاولة إسكات صوت الحق من خلال إدارتها للحروب الست بتخطيط أمريكي وإعلان من واشنطن، ويأبى الله إلَّا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، ولم يكتفوا بهذا فحسب بل عمد النظام الأمريكي إلى تدمير السلاح الجوي والبحري بموافقة وإعانة ومساعدة النظام السابق وقيادته المطيعة والسباقة التطبيع للكيان الصهيوني، لأمريكا ولبريطانيا خوفاً من أن لا يصل هذا السلاح لطائراتهم التي ستقتل الشعب فيما بعد إعلان ما يسمى بعاصفة الحزم وهذا كان شاهداً وواضحًا وَما أثبت وتأكّـد ذلك من خلال الأفلام الوثائقية والوثائق التي تم عرضها على قناة المسيرة ولم يكتفوا بهذا فقط فقد درسوا تضاريس اليمن وأعدوا الدراسات وصاغوا التقارير وأعدوا الخطط ووضعوا البدائل ومن هذه الخطط المتوافقة مع توقعاتهم خطة العدوان على اليمن، والذي لم يكن عدواناً في يوم وليلة بل كان بدراسات عسكرية واستخباراتية أمريكية محكمة ونتج عنها عدوان قادته أمريكا بتحالف دولي على الشعب اليمني في 26 مارس 2015م، براً وبحراً وجواً وبحصار خانق وَإبادات جماعية للشعب اليمني من خلال قنابلها وصواريخها المحرمة دوليًّا التي أمطرتها وابلاً على أبناء اليمن لم تفرق بين الأسواق العامة والأحياء السكنية والأعراس والمنشآت الحيوية.
حرب ضروس شنتها القيادة الأمريكية بإشراف أمريكي بحت وبأيادي عربية ذليلة ومستكينة وحقيرة وطيارين أمريكيين وإسرائيليين، جمعوا لفائف من مرتزِقة العالم ومنظماتهم الإرهابية بلاك ووتر وغيرهم ممن تم سحقهم على أيادي رجال الرجال في جبهات العزة والكرامة، الدور الأمريكي والبريطاني كان واضحًا وجليًّا يوماً بعد آخر وما تم العثور عليه من السلاح الأمريكي الذي تم الحصول عليه من قذائف وصواريخ وقنابل عنقودية كان شاهداً وواضحًا، من يتغنون بشعار الإنسانية لم يكتفوا بعدوان لم يسبق لأية دولة في العالم على مرأى ومسمع العالم بل منعوا عن الشعب الدواء والغذاء، وساهمت الأسلحة المحرمة دوليًّا في العديد من الأمراض التي أصابت أبناء الشعب اليمني ومنعوا وصول المساعدات الإنسانية الغذائية والصحية وأعاقوا وصول المشتقات النفطية حتى أن بعض السفن تحللت في البحر الأحمر؛ بسَببِ مكوثها في البحر، ومنعوا الرحلات العلاجية وسبب هذا وفات الكثير من المرضى الذين ماتوا وهم على أروقة مطار صنعاء والمنافذ البرية والبحرية.
يوماً بعد آخر واليمن يعيش حصاراً مطبقا وعدوانا جائرا أهلك الحرث والنسل، ومع خضوع دول العدوان للهُــدنة التي دامت سته أشهر وَالذي كان سببها خوفهم على شركاتهم التي أصبحت على مرمى الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية أجبرتهم على التجاوب مع الهُــدنة والتي لم يتحقّق منها شيء سوى حبرٍ على الأوراق وإسهابٍ إعلاميٍّ في قنوات الشرك والنفاق بظاهر الإنسانية وباطن المكر والخداع والإعداد والتجهيز وإعادة التموضع.
على لسان مبعوثها الأممي الذي عيّنه بايدن لنفسه مبعوثاً خاصا لشؤون اليمن (تيم ليندركينغ)، في مؤتمر صحفي رفض الإدارة الأمريكية مطالب صنعاء لصرف المرتبات والتي وصفها بـ”المستحيلة”، بل وتوعد اليمنيين بالحرب والحصار من جديد، وجاء حديث المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن، ليؤكّـد الموقف الأمريكي القذر في رفض مطالب اليمنيين وحقوقهم.
بل إنه أضاف بكل وقاحة أن اليمنيين يريدون هُــدنة بالشكل الذي تريده أمريكا ذاتها هُــدنة بلا مرتبات وبشروط وفروض دخول عدد محدود من سفن الوقود وعدد محدود من الرحلات الجوية، وهذا يعتبر حقاً من حقوق الشعب اليمني كغيره من بقية شعوب العالم، بفرْض وصاية أمريكية إجبارية ويتعمدون سياسة الإذلال والاحتقار والتهميش للإنسان اليمني بسلبهم حريته وكرامته وعزته وشموخه، هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا ولبريطانيا دول الاستكبار العالمي المذلة لشعوب العالم، لا يريدون للشعوب أن تستقل بقرارها وأن تعتمد على نفسها في صنع قرارها، ورحم الله الإمام الخميني عندما قال: (أمريكا هي الشيطان الأكبر) نعم هي كذلك وما زالت وستستمر بطغيانها ما لم يكن هنالك وعي وعزة وشموخ وإباء والعيش بكرامة، لقد قتلوا الشعب ثمان سنوات وحاصرونا براً وبحراً وجواً ولن نقول للإدارة الأمريكية التي تصف مطالب صنعاء “بالشروط المستحيلة” إلَّا ما قاله سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-: (ما يريدونه من الشعب اليمني هو الاستسلام هذا هو المستحيل الذي لا يمكن أبداً، يأبى لنا الله، تأبى لنا فطرتنا الإنسانية، يأبى لنا شرفنا الإنساني، تأبى لنا قيمنا الدينية ومبادئنا الدينية وانتمائنا للإسلام عروبتنا الأَسَاسية والأصلية، تأبى لنا أن نستسلم لأي أحد لينتظروا المستحيل، والله لأن نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء أشرف وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أُولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأرض الطواغيت المتكبرين الذين لا يقبل الإنسان بهم في إدارة فندق أَو مطعم أَو بقالة أَو أي شيء ما بالك بأن يسلم له نفسه وسلاحه وبلده ورقبته هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون)، هكذا هو الرد الذي يجب أن تتيقنه الإدارة الأمريكية والبريطانية، هذه توجيهات مبدئية كانت في ذروة الحصار والحرب ولم يكن هنالك طائرات مسيَّرة ولا صواريخ باليستية، تريدون إركاع الشعب تحت سيطرتكم أنتم تنهبون ثروات الشعب وعطلتم منافذه البرية والبحرية وهذا ليس شرطا، نحن لا نشترط وإنما نطالب بحقوق أبناء الشعب اليمني الذي لم يعد هنالك ما يخسره بعد الحرب الإجرامية التي لم يسبق لها مثيل في أية دولة أَو عالم أَو أُمَّـة من الأمم، الشروط ستأتي لاحقاً من إعادة إعمار ومحاكم دولية للجرائم التي ارتكبتموها بحق الشعب اليمني أرضاً وإنساناً.