قائدُ الثورة السيد عبد الملك الحوثي خلال لقائه بالسلطة التنفيذية المركزية والمحلية:
حملُ المسؤولية كبير جِـدًّا ويتطلب وعياً ويقظةً وإدراك عواقب التفريط ومخاطر الإهمال والتقصير
الاستهتار بالمسؤولية يؤدي بالمستهتر ليكون ظلوماً جهولاً فيكثر منه الظلم والجحود بفضل الله ونعمه
الموسم الزراعي القادم يجب أن يحظى باهتمام كبير وبعناية من الجانب الرسمي والشعبي لعمل غير مسبوق في الاهتمام بالزراعة وأهمها زراعة القمح
الاعتماد على الاستيراد من الخارج مشكلة خطيرة وخطأ رهيب وتفريط بالأمن القومي للبلد على مدى السنوات الماضية
علينا أن نذكّر أنفسنا بأهميّة المسؤولية في خدمة الناس وإدارة شؤونهم ما بيننا وبين الله تعالى
من أهم ما يجب أن يستوعبه الإنسان في إطار المسؤولية ومن المنطلق القرآني هو الأمانة
المسؤولية ليست ممارسة لهواية ولا موقعاً للتسلط واستغلال الجانب المعنوي والصلاحيات والأطماع الشخصية
المشاكل التي سبّبتها أمريكا في أُورُوبا وأوكرانيا تركت نتائج على الجانب الاقتصادي فيجب العناية بالجانب الزراعي كونه العمود الفقري للاقتصاد الوطني
المسؤولية جماعية تتكامل فيها الأدوار فالشخص في موقع المسؤولية لا يتحَرّك بمفرده بل مع من لهم صلة بمسؤوليته
علاقة السلطة التنفيذية بشؤون الناس وأمورهم المعيشية وظروفهم الأمنية علاقة حساسة ومهمة
الإنسان عندما يكون في موقع إدارة شؤون الناس تكبر مسؤوليته ويعظم الوزر عند التفريط والخيانة
الشخص في موقع المسؤولية يجب أن يطور أداءه العملي من خلال امتلاك المهارات العملية واكتساب الخبرة الإدارية إضافة للتغذية الروحية المُستمرّة للانطلاق بدافع إيمَـاني
لا بد من التعاون بين الوزارات والمؤسّسات في صنعاء من جهة والمحافظات من جهة أُخرى لتحقيق النتائج المرجوة
التنسيق والتعاون والتفاهم بروح أخوية بين الجهات المركزية والمحافظات مسؤولية ضرورية لتحقيق النجاح
المجهود الفردي مهما كان بإخلاص واجتهاد فسيخفق ويبقى نتاجه محدودا جِـدًّا في مقابل المجهود الجماعي
التعاون ضروري حتى على مستوى الأفكار والخطط بين المحافظات والجهات المركزية في صنعاء
لا بد من العناية بالتقييم فهو يساعد على تطوير الأداء وتلافي القصور ومعالجة جوانب الخطأ
تحالف العدوان باستهدافه للمباني الحكومية أراد تعطيل عمل الدولة وإصابته بالشلل كي تستمر الفوضى
نتيجة الاستهداف المعادي للمؤسّسات الحكومية حصل نقص كبير في الدوام والحضور بين الناس
في فترات الهُـدنة والفترات التي تقل فيها حالات القصف الجوي يتوجب الحضور المكثّـف في مؤسّسات الدولة وتعويض النقص السابق وتنشيط الحضور في المجتمع والعناية بمعالجة مشاكلهم
يتوجب العناية بإنجاز معاملات المجتمع فهي من المسؤوليات الأَسَاسية والبسيطة في الوقت نفسه
تصل إلينا شكاوى من المحافظات حول التقصير في إنجاز المعاملات وهذا الإشكال يجب معالجته
يجب تسهيل إنجاز معاملات المجتمع والعناية بأن تكون العلاقة معهم علاقة قوية
نجاح المسؤول مرتبط بمدى علاقته مع المجتمع فيجب أن تكون علاقة تعاون وشراكة
أهم ما يمكن أن نستفيد منه في الجانب الخدماتي هو المبادرات المجتمعية
لا بد من التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع لإنجاز الكثير من المشاريع الخدماتية والتنموية
يجب الاستعداد لموسم زراعة القمح والجميع يعرف التطورات الدولية التي أثرت في الجانب الاقتصادي
نأمل العناية بكل البرامج التي تقدم للمحافظات بكل ما له علاقة بتطوير الأداء سواء من رئيس الجمهورية أَو من وزارة الإدارة المحلية والجهات المعنية في مختلف الوزارات
+++++++++++++
أَعُــوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَاْلَمِيْنَ، وَأَشهَـدُ أنْ لَا إِلْهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُهُ وَرَسُــوْلُه خَاتَـمُ النبيين.
اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ.
وَاْرْضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنْتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصَّالحِيْنَ وَالمُجَاهِدِيْنَ.
أيُّها الإخوة الأعزاء.
الْسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أُرَحِّبُ بكم جميعاً: الأخ الرئيس، والأخ رئيس الوزراء… وكافة المسؤولين الحاضرين، كُلّاً باسمه وصفته، نأمُلُ -إن شاء الله- أن يكونَ مثل هذا اللقاءُ لقاءً مفيداً ومثمراً في إطار المساعي للارتقاء بالأداء العملي في مؤسّسات الدولة، وفي مقدِّمتها: السلطة التنفيذية، التي لها دورٌ مُـهِـمٌّ، وعليها مسؤوليةٌ كبيرة، وعلاقتها في موقعها بالمسؤولية بالناس في شؤونهم الحياتية، وأمورهم المعيشية، وظروفهم الأمنية، علاقة حسَّاسة، وعلاقة مُـهِـمَّة.
أولُ ما نحرصُ على التذكير به في مثل هذه اللقاءات، وفي مثل هذا المقام المُـهِـمِّ: أن نُذَكِّرَ أنفسَنا جميعاً بأهميّة المسؤولية في خدمة الناس، وإدارة شؤونهم، ما بيننا وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، جانبٌ أَسَاسيُّ يتصلُ بالإنسان بشكلٍ عام هو المسؤولية.
الإنسانُ في هذه الحياة، الإنسان المكلَّف، الإنسانُ الذي منحه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” الإدراك والتمييز، وأتم عليه الحُجّـة، هو في هذه الحياة في موقع المسؤولية، عليه مسؤوليات والتزامات حدّدها الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ربنا، وملكنا، وخالقنا، ورازقنا، والذي إليه المصير، يحاسبنا ويجازينا على ما قدمنا وعملنا.
وعبَّر القرآنُ الكريمُ عن أهميّة مسؤولية الإنسان، ومستوى هذه المسؤولية، التي يتهاون بها الكثير من الناس، ولا يدرك مستوى حجمها وعبئها، وما ينتج عنها، لكن التعبير القرآني والتمثيل الذي يقرب إلى ذهنيتنا مستوى الأهميّة، إذَا تأملناه، يهز وجدان كُـلّ إنسان مؤمن، ويبعث فيك روح اليقظة، ويصنع فيك الاهتمام، ويدفعك إلى التعامل بجدية مع مسؤولياتك في هذه الحياة، قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأمانة عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: الآية72].
الأمانةُ هي تشملُ عنوانُ المسؤولية، ما خوَّلنا اللهُ فيه، وما وجهنا به لنتعامل مع ما منحنا إياه في أنفسنا، وفي حياتنا، وما منَّ به وأنعم به علينا في إطار استخلافه لنا في هذه الأرض، هذه الآية المباركة تبين كم أن حجم مسؤولية الإنسان كبيرٌ جِـدًّا، ومن أهم ما يجب أن نستوعبَه عن المسؤولية هو هذا العنوان القرآني: (الأمانة)، المسؤولية أمانة، وهي ترجمة عملية لأداء هذه الأمانة، التي حمَّلنا الله إياها في إطار استخلافه لنا في الأرض، وهذه المسؤولية هي بهذا الحجم، الحجم الذي تنوءُ بحملِه السماوات، مع عظمها، مع اتساعها، ومع كبرها، تنوء بحَمْلِه الأرض، بكُلِّ جرمها وثقلها، وتنوء بحمله الجبال، بكل شموخها، وعظمتها، وأحجامها الهائلة.
حملُ المسؤولية هو كبيرٌ جِـدًّا، ويتطلب أن يحملها الإنسان بوعي، ويقظة، وإدراك لعواقب التفريط، ومخاطر الإهمال والتقصير، حتى يتعامل بجدية، وإلا فسيكون الإنسان إذَا تعامل باستهتار مع المسؤولية، سيكون في واقعه، وممارساته، وأُسلُـوبه، وطبيعة تعامله مع مسؤولياته كما في ختام الآية المباركة: {ظَلُومًا جَهُولًا}، يكثر منه الظلم، ويكثر منه ما هو جحدانٌ للنعمة، ما هو جحودٌ لفضل الله عليه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ما هو مقابلةٌ لإحسان الله إليه بالإساءة، والجهل في كُـلّ شيء، نتيجةً للاستهتار واللامبالاة، وعدم الاستيعاب لأهميّة الأداء الصحيح، والحمل الصحيح للمسؤولية، على النحو الذي يرضي الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويحقّق الخير للإنسان.
فأولُ ما ينبغي أن ندركَه هو هذا الجانب: المسؤوليةُ ليست لعبة، ليست ممارسة لهواية، ليست عبارة عن موقع تسلط واستغلال للجانب المعنوي، والصلاحيات… ونحو ذلك، أَو لأطماع شخصية.
المسؤوليةُ مسؤوليةٌ أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والإنسان بشكل عام في موقع مسؤولية، لكنه عندما يكون في موقع لإدارة شؤون الناس، تكبر المسؤولية، ويعظم الوزر عند التفريط، أَو عند الخيانة، فالإنسان بحاجة إلى أن يدرك أنَّ مصيره إلى الله، أنه يخضع لرقابة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأن الله سيحاسبُه، وسيجازيه، إن كان صادقاً مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، باذلاً لجهده في أداء مسؤولياته على النحو الذي يرضي الله، يرجع إلى الله بالتوبة، بتلافي التقصير بشكلٍ مُستمرّ، وَأَيْـضاً يسعى إلى ما يساعده في أداء مسؤولياته على نحوٍ أفضل، وهذه هي النقطة الثانية في حديثنا.
في أداءِ المسؤوليات، الإنسان يتحَرّك مهما كانت حسن نواياه، ومهما كان اهتمامه، ومهما كانت جديته واستشعاره للمسؤولية، يحتاج إلى تطوير أدائه العملي، من خلال امتلاك مهارات عملية تساعده على حسن الأداء، من خلال اكتساب الخبرة الإدارية اللازمة؛ ليستفيدَ منها في حسن أدائه العملي، وَأَيْـضاً يحتاج إلى التغذية الروحية المُستمرّة، التي من خلالها ينطلق باندفاعٍ كبير، بإحساس عالٍ بالمسؤولية، بدافعٍ إيمَـاني، الدافع الإيمَـاني دافع لا يساويه شيء، عندما يكون دافعاً صادقاً، مبنياً على إيمَـان صادقٍ وواعٍ، ويحتاج إلى الوعي، إلى النور، إلى الحكمة، إلى الهدى، إلى أن يستفيد من نور الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الذي يضيء له الدرب، والذي يُكسِبه الحكمة في مفهومها الصحيح في أدائه وعمله، فلذلك لا بُـدَّ من الاهتمام المُستمرّ بالأداء، وتطوير الأداء، وتحسين الأداء، من خلالِ الاهتمام بكل هذه الأمور:
- جوانب المهارات.
- والجانب الإداري.
- والجانب الثقافي الذي يحتاجه لوعيه، لبصيرته، لفهمه الصحيح، للحكمة، لمعرفة تعليمات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” التي سيحاسب على الإخلال بها يوم القيامة، ويعاقب في الدنيا والآخرة، وَأَيْـضاً لأن يستفيد في اكتساب الدافع الإيمَـاني، والتزود بالدافع الإيمَـاني، الذي يحتاج إليه الإنسان في مواجهة الصعوبات، والتحديات، والعوائق، والأمور المزعجة التي تؤثر على الإنسان في أدائه العملي.
ثم ننظُرُ إلى المسؤولية إلى أنها في الأَسَاس هي مسؤوليةٌ جماعية، إدارة شؤون المجتمع، العمل لإقامة القسط، العمل لخدمة الأُمَّــة، هذه مسؤولية في أَسَاسها مسؤولية جماعية، تتكامل فيها الأدوار، تتظافر فيها الجهود، ويأتي المجهود الجماعي ليحقّق نتائج كبيرة، ونتائج عظيمة، ونتائج مُـهِـمّة، فالإنسان إذَا كان في موقع مسؤولية لا يفكر في كيف يتحَرّك بمفرده، ليس عنده علاقة وثيقة في نطاق مسؤولياته العملية، من لهم صلة بمسؤوليته على المستوى الإداري، في التركيبة الإدارية والهيكل الإداري، ممن لهم علاقة بنفس المسؤولية، أَو بنفس العمل بشكل أَو بآخر، بمستوى أَو بآخر، فالمسؤولية جماعية، تحتاج إلى التعاون، ولذلك لا بدَّ من التعاون ما بين الجهات المركزية: الوزارات، والمؤسّسات في صنعاء، وما بين المحافظات، هذا التعاون والتنسيق والتفاهم وبروحٍ أخوية هذه مسألة ضرورية، لا بُـدَّ منها؛ لتحقيق النجاح الكبير، وللوصول إلى النتائج المُـهِـمَّة، التعاون، والتكامل، والتظافر للجهود، يحقّق الله به النتائج الكبيرة، وتأتي معه البركة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، تأتي البركة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” لتجعل لهذا التعاون، لهذا المجهود الجماعي نتائج عظيمة وأثاراً طيبة.
ثم على مستوى كُـلِّ فريق عمل، فريق العمل في المحافظات، أَو فريق العمل في الوزارة، الكل بحاجة في نطاق مسؤولياتهم وأعمالهم إلى أن يسود بينهم التعاون، كما أمر الله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: من الآية2]، التفاهم، التنسيق، التكامل، الأخوّة، الاستفادة من بعضهم البعض، على مستوى التفكير، والابتكار، والخطط، والتدبير، وعلى مستوى المجهود العملي، هذه مسألة أَسَاسية للنجاح، والله أرشدنا إلى ذلك، والواقع يشهد أن للتعاون الثمرة الطيبة.
أمَّا المجهودُ الفردي، مهما كان إخلاصُ الشخص وهو في موقع مسؤولية، مهما كان اهتمامه، إذَا كان يتجه هكذا بشكلٍ فردي وشخصي، يريد أن يعمل هو لوحده كُـلّ شيء، أن يقتصر على تفكيره هو، لا يريد أن يستفيدَ من الآخرين، لا يريد أن يشترك مع الآخرين في مناقشة الأمور والقضايا، ولا يريد أن يتعاون معهم على المستوى العملي؛ فسيخفقُ ويفشل، وسيبقى نتاجُه، وعطاؤه، ونجاحُه محدوداً جِـدًّا؛ لأَنَّ المجهود الفردي محدود في مقابل المجهود الجماعي، حتى على مستوى التفكير والخطط ونحو ذلك، فهذه نقطة هامة جِـدًّا، يجب أن يكون هذا التعاون، وهذا التفاهم، بين الجهات المركزية والمحافظات، داخل الوزارة، داخل كُـلّ محافظة، أن يسود بين الجميع التعاون.
ثم في إطار الاهتمام العملي، وتحسين الأداء، وتطوير الأداء، لا بُـدَّ من العناية بالتقييم، هناك مقرّرات في عملية التقييم من خلال وزارة الإدارة المحلية للمحافظات يمكن، بل لا بُـدَّ من الاستفادة منها.
التقييمُ مسألةٌ مُـهِـمَّة جِـدًّا، ويساعد بشكلٍ كبير على تطوير الأداء، على تلافي القصور، على معالجة جوانب الخطأ، وهذه مسألة من أهم الأمور، لمن يؤدي مسؤوليته باستشعار للمسؤولية ما بينه وبين الله، وبدافع إيمَـاني وإنساني وأخلاقي، يجب أن يكون حريصاً على تحسين أدائه العملي، على تلافي أخطائه وجوانب القصور لديه، فالتقييم مسألة مُـهِـمَّة وضرورية جِـدًّا، ولا بُـدَّ من العناية بها، وهي من أهم ما جربنا الاستفادة منه -فيما قد مضى- في الارتقاء بالعمل، وما هناك من عمل فيه نجاح إلا وكان للتقييم أثر في ذلك، وإسهام في ذلك، ودور أَسَاسي وفاعل في ذلك، كُـلّ عمل ينجح، للتقييم فيه الأهميّة الكبيرة في تحقيق النجاح، وهذه أَيْـضاً مسألة مُـهِـمَّة جِـدًّا.
فيما يتعلّقُ بأداء المسؤولية، من الجوانب الأَسَاسية هي: الدوامُ، الحضورُ، التواجد، القُرب من الناس، هذه مسألة مُـهِـمَّة جِـدًّا، في المراحل الماضية، وبالذات في المراحل التي كان فيها تكثيف للاستهداف الجوي والقصف الجوي، وبما أنه كان من أهم ما ركَّز عليه تحالف العدوان: الاستهداف للمباني الحكومية والمؤسّسات الحكومية، وهو يهدفُ إلى تعطيل عمل الدولة، ويهدف إلى أن يصيب العمل الحكومي في كُـلّ مقراته وفي كُـلّ مسؤولياته بالشلل، يريد أن يعطل عمل الدولة، عمل الحكومة، عمل المسؤولين بشكلٍ كامل، هذا واحد من أهدافه في العدوان، واحد من الأهداف الرئيسية لتحالف العدوان؛ لأَنَّه لا يريد أن يبقى هناك لا شكل، ولا حضور، ولا عمل رسمي وحكومي في البلد، يريد أن يكون الوضع مسيباً وفوضوياً ومنفلتاً، ليصل إلى تحقيق أهدافه الشيطانية بحق بلدنا.
ففي تلك المرحلةِ نتيجةً للاستهداف المكثّـف حصل نقصٌ كبيرٌ في الدوام، وفي الحضور بين الناس، وفي القرب منهم، في فترات الهُـدنة، وفي الفترات والأوقات التي يحصل فيها نسبة لا بأس بها من الأمن، أَو تقل حالات القصف والاستهداف الجوي، يتوجب الحضور بشكل كبير وتعويض المراحل الماضية، تعويض المراحل الماضية التي كان فيها غياب كبير عن الناس، بعد كبير عن المجتمع، نقص كبير في الدوام، نحتاجُ إلى:
- دوام مكثّـف.
- تنشيط للحضور مع المجتمع.
- تعزيز للروابط والتواصل مع المجتمع.
- والعناية بمعالجة مشاكل المجتمع وهموم المجتمع.
- والعناية أَيْـضاً بإنجاز معاملات المجتمع.
إنجازُ المعاملات هو في واقعِ الأمر من المسؤوليات الأَسَاسية، وفي نفس الوقت من أبسط المسؤوليات، يعني: مسؤولية غير متعبة، عمل غير شاق إنجاز المعاملات في مقابل ما ينبغي أن تعمله، هناك أشياء كثيرة عليك أن تعملها، هذا واحدٌ منها، هو مُـهِـمٌّ، لكنه غير معقد، ولا مرهق، ولا متعب، يحتاج إلى دوام ومتابعة.
هناك تقصيرٌ في هذا الجانب، وتصل إلينا الشكاوى من المحافظات في إنجاز المعاملات، يذهب من يريد أن ينجز معاملة في المحافظة يصعب عليه أن يلقى المحافظ، يحتاج البعض إلى وقت طويل، وقد يكون ذهب من مديرية نائية في المحافظة، وتكلف غرامة كبيرة، ومبالغ كبيرة، نفقة، وتنقل، وغير ذلك، لينجز معاملة معينة، فيصعُبُ عليه أن يصل للمحافظ، بعد أن يصل إليه سيعطيه مثلاً تعليمات، أَو توجيهات، إلى إمَّا إدارة معينة، أَو قطاع معين، أَو إدارة معينة، أَو إلى مكتبه، وعندما ينجز هناك سيصعب عليه أن يلقى المعني والمختص هناك، ثم يصعب عليه فيما بعد أن يعود إلى المحافظ، أَو إلى الوزير، أَو الجهة المعنية، ينبغي العناية بمعالجة هذا الإشكال بكل جد، وتسهيل إنجاز معاملات المجتمع، هذا أمر ضروري، تسهيل الإنجاز لمعاملات المجتمع.
ثم العنايةُ بأن تكونَ العلاقةُ مع المجتمع علاقةً قويةً؛ لأَنَّك مسؤولٌ عن هذا المجتمع، مسؤوليتك تتصل بهم، ونجاحك في أداء مسؤولياتك مرتبطٌ بمدى هذه العلاقة، وهذا التعاون ما بينك وبين المجتمع، فلابدَّ أن تكون العلاقة مع المجتمع علاقة وثيقة، علاقة قوية، علاقة تعاون، علاقة شراكة، وهذا له أهميّة كبيرة في النجاح، وبهذه الطريقة بالتحديد يمكن إنجاز الأشياء الكبيرة.
ندخُلُ من هذا العنوان إلى أهميّة المبادرات الاجتماعية: المبادرات الاجتماعية من أهم ما يمكن أن نستفيد منه في بلدنا في الجانب الخدماتي والجانب التنموي، نظراً للظروف الصعبة التي نعاني منها؛ بسَببِ العدوان، تمثل المبادرات الاجتماعية والمجتمعية تمثل حلاً مُـهِـمّاً، لكن لا بُـدَّ فيه من التعاون الوثيق والقوي ما بين الجهات الرسمية بشكلٍ عام وما بين المجتمع، ومن خلال هذا التعاون يمكن إنجاز الكثير من المشاريع الخدمية، ويمكن عمل الكثير على المستوى التنموي، ويمكن الاهتمام بمعالجة كثير من مشاكل المجتمع، لكن هذا يحتاج إلى اهتمام، ويحتاج إلى علاقة طيبة مع المجتمع، وتأثير إيجابي، لحشد الجهود الشعبيّة والرسمية، والتعاون لتحقيق أهداف لخدمة الناس ولمصلحة المجتمع.
أيضاً من الأشياء التي هي في غاية الأهميّة: الاستعدادُ لموسم زراعة القمح، كلنا يعرف التطورات، ما هناك من تطورات على المستوى الدولي، وهي تطورات كبيرة، وخطيرة، وتزداد مع الوقت توتراً وتصاعداً، ويمكن أن تصل إلى مآلات كبيرة وخطيرة على المستوى العالمي، وأول تأثيراتها، هو: التأثير في الجانب الاقتصادي والمعيشي للناس، والمشكلة الكبيرة جِـدًّا والخطيرة هي: الاعتماد على الاستيراد من الخارج لكل الاحتياجات والمتطلبات المعيشية، هذه مشكلة كبيرة، وخطأ رهيب، خطأ استراتيجي، وتفريط بالأمن القومي للبلد على مدى عقودٍ من الزمن مضت؛ لأَنَّها كانت سياسةً، سياسة رسمية في الاعتماد على الاستيراد الخارجي لكل الضروريات، ولكل الأَسَاسيات التي يحتاج إليها شعبنا، فكانت سياسة خاطئة، فاشلة، وتفريط -بما تعنيه الكلمة- بالأمن القومي للبلد.
يجب أن يستوعبَ الإخوة المسؤولون في الدولة، والمواطنون بشكل عام، والتجار على وجه الخصوص، أن نستوعبَ جميعاً المخاطر الموجودة في العالم، نتيجة ما صنعته أمريكا من مشاكل، وأزمات، وحروب في أُورُوبا، في أوكرانيا، وما نتج عن ذلك، وما ينتجُ عنه مع التوتر والتصعيد المتزايد هناك من آثار ونتائج في هذه المسألة: في الجانب المعيشي، والجانب الاقتصادي، فنتجه إلى وضعنا الداخلي للعناية بالقطاع الزراعي، الزراعة حَـلّ مُـهِـمٌّ، هي -كما كرّرنا- العمود الفقري للاقتصاد الوطني، الزراعة، وفي مقدِّمتها: إنتاج القمح.
الموسمُ الزراعي القادم يجبُ أن يحظى باهتمام كبير جِـدًّا من الجميع، وأن تكون هناك عنايةٌ بكل جهد وحسب المستطاع من الجانب الرسمي، مع الجانب الشعبي، لعمل غير مسبوق في الاهتمام بالزراعة، هذه مسألة مُـهِـمَّة جِـدًّا، وبالاهتمام سواءً على مستوى المحاصيل بشكلٍ عام، ما ينتجه البلد من المحاصيل الزراعية، لكن في المقدِّمة القمح، في المقدِّمة القمح، هذه مسألة مُـهِـمَّة جِـدًّا جدًّا جِـدًّا، وينبغي العناية بها بشكلٍ كبير.
نأمل -إن شاء الله- بالنسبة للبرامج والأنشطة، التي تقدَّم للمحافظات برعاية من الأخ الرئيس “حفظه الله”، ومتابعة حثيثة منه، كُـلّ ما له علاقة برفع مستوى الأداء، وتحسين الأداء، وتطوير الأداء، ومن خلال الإخوة في وزارة الإدارة المحلية، والجهات المعنية في مختلف الوزارات، أن تلقى الاهتمام والعناية في المحافظات، وأن يكون هناك التعاوُنُ المطلوبُ بين الجميع، والجدية في أداء المسؤولية بما يرضي الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبما تتحقّق له في الواقع النتائج المرجوة، والمطلوبة، والمُـهِـمَّة، والضرورية.
أَسْأَلُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يوفِّقَنا وإيَّاكُمْ لِمَا يُرْضِيْهِ عنا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبْرَارَ، وَأَنْ يشفيَ جرحانا، وَأَنْ يفرِّجَ عن أسرانا، وَأَنْ ينصُرَنا بنصره، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.