مجلسُ الأمن “الأمريكي”!..بقلم/ جبران سهيل
استمرارُ مجلس الأمن تحت ضغط أمريكي بريطاني بتجاهُلِ مطالب الشعب اليمني المشروعة يثبتُ بلا شك مدى استخفافه بحرية الشعب وكرامته ومطالبه التي هي من صميم الحقوق التي يتمتع بها كُـلّ شعوب العالم، ومن الواجبات التي يفترض أن تكون أولويةً لهذا المجلس الذي لم يأمن المستضعفين في العالم عبره من خوفهم ولم يطعمهم من جوع بل وللأسف أضحى ألعوبة بيد دول الاستكبار العالمي وغطاء للباطل وأهله.
القيادةُ في صنعاء لم ولن ترفض الهُــدنة بل سعت جاهدة لإنهاء الحرب ورفع الحصار منذ الأيّام الأولى للعدوان الذي وصل إلى عامه الثامن، ومطلب صنعاء لاستمرار الهُــدنة هو أقل ما يمكن فعله وضمن أبسط متطلبات الشعب واستجابتهم لحكومة صنعاء وللقيادة الثورية كان يجب أن يكون الشيء المنطقي وهذا ليس بالتطرف بل إن المتطرفين والقتلة هم من اعتدى على اليمن ودمّـر مقوماته وسفك دماء أبنائه، بل إنَّ التطرُّفَ كان ولا يزال سمةً وعنواناً عريضاً لازماً “من صمت دهراً” على ما يتعرض له اليمن منذ سنوات من إجرام سعوديّ إماراتي أمريكي ثم يأتون مجدّدًا وبلا حياء أَو مسؤولية للنطق كفراً أمام مطالب صنعاء بصرف المرتبات من إيرادات الغاز وَالنفط اليمني المنهوب وفتح المطارات والموانئ ثم يتم تسمية هذا المطلب القانوني والإنساني المشروع بالموقف المتطرف.
هنا تتجلى الصورة بوضوح تام أمام مدى انحياز مجلس الأمن لصف المعتدين والظالمين الذين اقحموا أنفسهم في شأن داخلي لدولة مستقلة وضد إرادَة شعب حر في قراره دون خجل وبشكلٍ فاضح كعادته، بل ويستمر في تجاهل معاناة شعب بأكمله يموت أطفاله جوعاً وحصاراً ومرضاً ويقتل آلاف الأبرياء فيه بصواريخ محرمة تارة وتارةً أُخرى قهراً وهم يكابدون الحياة القاسية ويكافحون باستمرار لتوفير ما أمكن من لقمة عيش كريمة لأسرهم المتضررة نتيجة العدوان والحصار والتهجير القسري وانتشار الأمراض والأوبئة المختلفة.
لذا عليهم أن يراجعوا مواقفهم ويقفوا بحيادٍ تام في ما يتعرض له اليمن من حربٍ عبثية خاض غمارها شعب يأبى الله له أن يعيش ذليلاً خانعاً، تحَرّك بكل إمْكَانياته المتاحة رافضاً الاستسلام وفي الوقت ذاته ينشد السلام العادل والمشرف، وبفضل الأحرار من أبنائه والتضحيات العظيمة وسداد رأي قيادته الحكيمة وصل بفضل الله إلى مراحل متقدمة في شتى مجالات الردع ويستطيع ضرب أي هدف شاء ومتى شاء بعواصم العدوان ومن يقف في صفهم دون تردّد أَو خوف وهم يعلمون ذلك جيِّدًا وما حدث بمنشآت أرامكو في بقيق وخريص وجدة في السعوديّة أَو في أبوظبي الإمارات ليس ببعيد.
هنا عليهم أن يعلموا جيِّدًا أن بنكَ الأهداف للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر سيزداد أكثر فأكثر، ومطالب الشعب والقيادة هي كذلك ستتسع كَثيراً وهي أَيْـضاً مشروعه جِـدًّا ومنها تعويض اليمن عن كُـلّ ضرر وخسائر تعرض لها؛ بسَببِ الاستهداف المباشر للبنية التحتية والثروة وشتى مقومات الحياة، والشعب أَيْـضاً في ممتلكاته الخَاصَّة ودماء الأبرياء من أبنائه التي أزهقها العدوّ دون ذنب وبلا مبرّر وعلى مرأى ومسمع من مجلس أمن لم يقدم سوى عبارات الشجب والاستنكار للضحية بشكل أكثر من الجلاد.