القائدُ لا يمزَح.. المسألةُ خطيرة..بقلم/ محمد الجبلي
الزراعةُ العمودُ الفقري للاقتصاد الوطني، زراعةُ القمح عمود العمود الفقري لأي شعب في العالم.. يستشرفُ السيد القائد من خلال نظرته للأحداث بموجة جوع عالمية واليمن المعتمدة كليًّا على قمح الخارج ستكون أكثر متضرر إذَا لم تستنفر.
أمام اليمن موسم ذهبي، وَإذَا لم يحظَ باهتمام غير مسبوق ففرصة النجاة ضئيلة.
يحذر السيد القائد في كلمة مقتضبة لم تتجاوز نصف ساعة بإشارات دقيقة تدق ناقوس الخطر، الزراعة صعدت إلى أولى الأولويات الثلاث نظراً لحجم الخطر وتداعيات الأحداث القادمة.
يقول السيد القائد: حقّقنا الاكتفاء الحربي وهذا الاكتفاء لن يكون له مفعول إلَّا بتحقيق أولى الاكتفاء الاقتصادي وهو القمح.
فالسلاح بدون القمح والذخائر لن يدفع المخاطر، ومن أكبر المخاطر هو الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
يلفت السيد القائد إلى تمدد المشاكل التي صنعتها أمريكا، يقول بلغة النذير، لن ننجو من تداعيات الحرب القادمة، أكبر مشكلة نعاني من تداعياتها هي التفريط بالأمن القومي للبلد على مدى سنوات، خطأ رهيب وصفها السيد القائد، معالجة هذا الخطأ أولوية فوق الأولويات، والمعالجات يمكن أن تقلل من الكارثة على حَــدّ أدنى.
المصطلح الذي استخدمه السيد القائد وهو يدعو إلى الاهتمام بالموسم الزراعي القادم والعناية الجمعية لعمل غير مسبوق إشارة إلى ما قد نصطدم به في السنة القادمة، فعندما يقول القائد “غير مسبوق” فهذا يعني أن هناك لا مبالاة ولا اهتمام ولا حتى خطط وقائية لمواجهة الخطر.
تنفرد مصطلحات السيد القائد هذه المرة بالنذير والتحذير، فلم يستخدم مصطلح أحث ولا آمل ولا أتمنى ولا أفضل أَو اقترح.
أغلب المفردات المستخدمة مفردات إلزام، فبعد أن لوح إلى القادم بمفردات تحذيرية انتقل إلى الحل العاجل بكلمة “يجب” وعندما يدعو إلى عمل غير مسبوق فيعني أن الوضع خطر للغاية.
الجهات الرسمية مسؤولة بتوفير العناية والعمل بكل طاقاتها إلى جانب الجانب الشعبي، لا يوجد مستحيل، انتهاء الموسم سيحدّد ما إذَا كنا سننجو من الكارثة أم سنهلك.
الوضع غير السار يهدّد بالانهيار كدولة وشعب وَرغم تحذيراته السابقة ودعواته المتكرّرة في كُـلّ مناسبة إلى الاهتمام بالزراعة والتي لم تجد أثراً ملموساً، وضع القائد حماية الأمن القومي للبلد مسؤولية مشتركة، هذه المسؤولية لن تتم إلَّا بخطوات أولية تبادر بها الجهات الرسمية لإشعار المجتمع بجدية الأمر وبسرعة قصوى، هذه المهمة لسوء حضها أن وقتها قصير جِـدًّا، لكنها فرصة لإثبات جدية الجميع في إنجازها، ما لم فالعواقب ستمتد إلى حليب الطفل ومائدة الأسرة بكلها.
ستهتك جدار الكرامة وتخدش نبرة العزة وحامية العرض وتطأطئ شموخ الماضي والحاضر وتعثر جيل المستقبل.
امتحان صعب يجب أن نجتازه خلال هذه المدة الزمنية القصيرة وبكل وسيلة ممكنة، لا تهويل ولا تأويل، هذه الحقيقة.