أيها الحمقى.. هل سألتم أنفسَكم ماذا تريد السعودية من صنعاء؟!!
الشيخ عبدالمنان السنبلي
واهمٌ كُلُّ من يظن أن السعودية وَمن وراءها من دول العُـدْوَان الغاشم بمحاولاتهم الحثيثة للوصول إلَـى صنعاء إنما يهدفون بذلك إلَـى إعادة ما تزعمون أنها شرعية سليبة أَوْ دولةً مفقودة!!
هم في واقع الأمر لم يضربوا أكبادَ الإبل جيئةً وَذهاباً عشرة أشهرٍ وَنيف وَهم يحاولون الوصولَ إلَـى صنعاء وَيتحمّلون مشَقّة العُـدْوَان وَتبعاته من أجل سواد عيني هادي أَوْ طول قامة بحَّاح أَوْ من أجل خير وَسعادة وَرفاهية الشَّـعْـب الـيَـمَـني..
هم وَقد أَصْبَـحوا أضحوكةَ العالم وَمهزلة التأريخ لما يمتلكونه من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم السلاح جواً وَبراً وَبحراً وقفت عاجزةً أَمَـام صمود وَشجاعة وَبسالة شعبنا الـيَـمَـني العظيم وَقواته المسلحة الباسلة وَلجانه الشَّـعْـبية المرابطة في كُلّ ميادين البطولة وَالشرف لم يعودوا يبحثون عن إيران أَوْ غير إيران في الـيَـمَـن أَوْ عن أمنٍ قوميٍ عربيٍ مزعوم أَوْ عن إسْلَام ضائعٍ بحسبهم في الـيَـمَـن أَوْ عن أي أكذوبةٍ بدأوا بها العُـدْوَان، هم فعلاً لم يعد يهمّهم كُلّ تلك الخُزعبلات وَالتُرّهات التي أرادوا بها إيهام شعوبهم وَإيهام شعبنا أَيْـضاً كمبررٍ أخلاقيٍّ زائفٍ لهم لتغطية نواياهم العُـدْوَانية وَأحقادهم الدفينة وَالمتجذرة في نفوسهم تجاه شعبنا الـيَـمَـني العظيم بمختلف قواه وَتياراته الدينية والاجتماعية وَالسياسية وَالحزبية…
هم لم يعودوا يبحثون أيها الأعوان إلّا عن شئٍ واحدٍ وَهو كيفية وصولهم إلَـى صنعاء وَلو ليومٍ واحدٍ أَوْ بعض يوم لإعْلَان انتصارٍ صوريٍ أَوْ حتى شبه انتصارٍ من هناك لعلهم بذلك يحفظون ماء وجوههم الراكد أصلاً..
أيها الحمقى.. هل تعلمون ماذا يعني أن تنتزع وَتعلن السعودية نصراً حتى لو كان شكلياً؟!
أن تعلن نصراً لا يعني بالضرورة أنها انتصرت على الحوثي أَوْ عفاش أَوْ أي فريقٍ رافضٍ للعُـدْوَان!! أن تعلن نصراً أيها الأغبياء يعني أنها انتصرت على الـيَـمَـن وَالشَّـعْـب الـيَـمَـني كله، يعني أنها انتصرت عليك وَعليَّ وَعلى هذا وَذاك، هكذا سيكتب التأريخ – لا سمح الله – وَهكذا يريدون أن يكتب!! وَهيهات أن يكونَ لهم ذلك أَوْ أن تطأ أقدامُهم النجسة تراب صنعاء، فصنعاءُ عصيَّةٌ على الرجال المقاتلين عبر التأريخ فمابالك بأشباه وَأنصاف الرجال… عاشت الـيَـمَـن وَعاشت صنعاء حرةٌ أبيّةٌ عصيّةً على الغزاة وَالمحتلين، وَلا نامت أعُين الجبناء.