اليمنُ تقهرُ ظروفَ الحرب والعدوان والحصار وَتحقّقُ الاكتفاءَ الذاتي من الذرة الرفيعَة
المسيرة: محمد صالح حاتم*
تشتهرُ اليمنُ بزراعة الذرة الرفيعة بأصنافها المختلفة، والتي تعتبر من أشهرِ المحاصيل التي تُزرَعُ في اليمن، وتنتشر زراعتها في جميع محافظات الجمهورية اليمنية، ورغم الحرب والعدوان والحصار إلا أن اليمن استطاعت تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الغذائي الهام.
المساحةُ والإنتاج:
بحسب كتاب الإحصاء الزراعي الصادر عن الإدارة العامة للإحصاء الزراعي والمعلومات بوزارة الزراعة والري للعام 2020م فقد بلغت المساحة المزروعة بالذرة الرفيعة 333987 هكتاراً، وبلغت كمية الإنتاج 474676 طناً، وبما نسبته 60 % من المساحة المحصولية للحبوب.
وبحسب نفس المصدر فقد جاءت محافظة الحديدة في المرتبة الأولى، حَيثُ بلغت المساحة المزروعة بالذرة الرفيعة (117394) هكتاراً وكمية الإنتاج (108097) طناً، وتلتها محافظة حجّـة بمساحةٍ قدرها (53054) هكتاراً وبكمية إنتاج (91933) طناً.
وبهذه الكمية المنتجة لم تسجل فاتورة الاستيراد للعام 2020م وما تلته من أعوام أية كميات مستوردة من الذرة الرفيعة.
أصنافُها:
توجد عدة أصناف من الذرة بحسب المناطق التي تزرع فيها:
– المرتفعات: غرب، أبيض، جراعة حمراء وبيضاء، صفراء، حمراء حاني، حمراء جراعة، زراكي، منزلة، سلمي، ثوباني، جعيدي وتزرع في ذمار وإب، والبيضاء، وعمران.
– السهول الساحلية تزرع أصناف (غرب، زعر، حمراء، قرع، شاحبي) المرتفعات الشرقية: تزرع الذرة علفياً، وفي محافظتي حضرموت وأبين يزرع صنف الغرب، وفي مأرب والجوف صنف الجوفي.
مواعيدُ زراعتها والتربة المناسبة:
أولاً: السهول الساحلية
موسمان: الموسم الأول 15 أبريل.
الموسم الثاني: 15 يوليو – 15 أغسطس.
ثانياً: المرتفعات الوسطى والشمالية.
من بداية مايو حتى 15 يونيو.
ثالثاً: الهضبة الشرقية أول فبراير – مارس.
الموسم الثاني: أغسطُس إلى سبتمبر كمحصول علفي.
أما التربةُ المناسبة فَـإنَّ الذرة الرفيعة تنبت الذرة في جميع الترب وتفضل التربة الطينية الخفيفة جيدة التهوية.
مناطقُ وعملياتُ زراعتها:
تُزرع الذرة الرفيعة بأصنافها المختلفة في معظم محافظات الجمهورية اليمنية الساحلية، والمرتفعات الشرقية، والمرتفعات الوسطى.
زراعة الذرة تحتاج إلى عمليات زراعية منظمة ودقيقة بدايةً من تسوية الأرض مُرورًا بحراثته، وكذا التسميد والري، والخف، والشَّز، والشَّرْف والحصاد، وكلها عمليات زراعية تفنن فيها المزارع اليمني، ويمتلك خبرة متوارثة جيلاً بعد جيل.
البذور: يحتاج الهكتار الواحد من البذور ما بين (20- 25) كيلوجراماً عند الزراعة تِلْــماً أَو على خطوط، وحوالي (150 – 200) كيلوجرام عند الزراعة نَثْـــــراً.
وباعتبار الذرة محصولًا علفيًّا حَبيًّا، حَيثُ تستخدم حبوبُ الذرة كغذاء للإنسان والعلف كغذاء للحيوانات فمن العمليات الزراعية ما يُعرف بالشَّرْف، وهو نزعُ وإزالةُ الأوراق عند اكتمال الحبوب أَو عند اصفرار أوراق السلاميات السفلى أَو اصفرار النبات.
وعند اكتمال نضج الحبوب وتصبح صُلبةً تُحصد على مرحلتين حصاد السنابل لحالها ثم القصبات لحالها، بحيث تترك القصبات لتجف قبل أن تخزَّنَ كأعلاف للحيوانات، أَو على مرحلة بحيث تُحصد القصبات والسنابل معاً.
الآفاتُ الزراعية:
تتعرَّضُ الذرة الرفيعة للآفات والأمراض ومنها التفحم (المغطى -السائب)، كذلك حشرة حفار الساق، والجدمي (دودة الجيش الأفريقي)، وللوقاية من هذه أمراض التفحمات بمعاملة البذور بالمبيدات المناسبة والتخلص من السنابل المصابة في الحقل قبل تفتح وانتشار الجراثيم وذلك بجمع الرؤوس المصابة قبل الحصاد ووضعها في حفرة وحرقها، كما تجب الزراعة في الموعد المناسب حسب كُـلّ منطقة زراعية، واتّباع الدورة الزراعية المناسبة لكل منطقة زراعية والتقاليد الزراعية المتوارثة وخَاصَّة التحميل بين الذرة بمحصول بقولي (فول، دجرة، لوبيا، كشط).
ونظراً لما للذرة من فوائد غذائية كبيرة فقد حرص الإنسان اليمني على زراعتها في معظم محافظات اليمنية بتضاريسها المختلفة، وتفنن وأبدع في تحديد مواعيدها واختيار الأصناف والأنواع المناسبة لكل منطقة، وحرص كذلك في اتّباع العمليات الزراعية بانتظام، وهذا هو ما جعل اليمن تصلُ إلى الاكتفاء الذاتي من محصول الذرة الرفيعة خلال الأعوام الأخيرة وهي فترة الحرب والعدوان والحصار، وفي سبيل ارتفاع كميات الإنتاج من محصول الذرة يتطلب الاهتمام بمواعيد ومواسم الذرة، وأن تكون هناك حملة إرشادية وتوعوية للمزارعين لاستغلال المواسم المناسبة لزراعة الذرة، وكذلك توفير البذور الجيدة ذات الإنتاجية العالية، وأن تقوم الإدارة العامة لوقاية النبات وفروعها في المحافظات بمكافحة الأمراض والآفات الزراعية التي تصيب الذرة الرفيعة ومنها دودة الجيش الأفريقي (الجدمي) والتي تؤثر على المحصول بشكلٍ كبير.