العرسُ الجماعي الأكبر..بقلم/ دُرَّة الأشقص
المُبادرة الكريمة من قِبل الهيئة العامة للزكاة وانطلاقاً من قوله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الأيّامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم) كانت بحد ذاتها إنجازا كبيرا ومشروعا دينيا بحتا في ظل الحروب التي تُشن على الإسلام والمُسلمين وأخطرها “الحرب الناعمة” فالحرب الناعمة تستهدف الشباب في أخلاقه وعِفته وطهارته وهي بحد ذاتها أخطر من الحرب الصلبة والعسكرية.
الزواج الجماعي هو تشجيع للشبابِ المُسلم بأن يُكمل نصف دينه ويتحصن بالحلال ويُكَّوِن أسرة ويؤسس لَبنة سليمة في المُجتمع وكذلك هذا المشروع يُشكل جسراً للعفاف يعبُر عليه من لم يستطِع أن يتحمل أعباء الزواج وغلاء المُهُور ومُتطلبات الزواج.
نقول للفئة التي كُـلّ هَمها هو أين يسكنون بعد الزواج؟!
وماذا سيأكلون؟! ومن أين لهُم الكماليات؟!
بأن يلتفتوا ولو التفاتة بسيطة لتلك الآية من القرآن الكريم والتي حثنا فيها الله عز وجل للمُسارعة إلى تزويج الفُقراء وهو سيُغنيهِم من فضله، حَيثُ قال: (وَأَنْكِحُوا الأيّامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم).
فالأحرى بالإنسان المؤمن والبيئة المسلمة والمجتمع الواعي بأن لا يجعل الفقر عائقاً بأن يُحصن نفسه ويجعلها عفيفة بما أمر الله به وهو “الزواج الشرعي”، فالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- حث على الزواج قبل 1400 عام عندما قال: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاءٌ)، ففي ذلك الزمان لم تكن قد ظهرت القنوات الهابِطة ومواقع التواصل والمُسلسلات الخليعة والأغاني الماجِنة، ولا الزواج العُرفي والمَثَلي.
الهدف من هذا المشروع المُتميز هو: الجُنوح بالشباب إلى بر الأمان وحِمايَتِه من خطر المُنكرات وجرائِم الأخلاق، والأعمال المُحرمة، كما أن للتُجار ورِجال الأعمال الدور الأبرز في إتمام مثل هذه المشاريع ونجاحه وذلك من خلال إخراج الزكاة وكذلك كفالة المُعسرين فهي أولاً: ركن من أركان الإسلام، وثانياً: تسهم في الحد من الفساد ومُواجهة الحرب الناعمة والتي أكثر ما يُستَهدف بها هو الشباب.
ومن سلبيات الأعراس في أيامُنا هذه هي: الإفراط في الحفلات والإسراف في الأكل والولائم والاحتفال المُبالَغ فيه..!
فأين نحن من قول الرسول الأعظم حين قال: (أولِم ولو بِشاة)، بما معناه أن غلاء المُهُور وشروط أولياء الأمور التي لا تنتهي كلها تذهب للقمامة ويشبع منها الطير والوحش والمظاهر التي لا تُسمِن ولا تُغني من جوع هي التي تقصِم ظهر الشباب اليوم.
ولله الحمد والمنة يُزَف 9400 عريس وعروس في مُختلف محافظات الجمهورية، تلك هي نتيجة انتشار الوعي في شتى البلاد وبفضل من الله والسيد العلم وَبجهُود القائِمين عليها.