الخارجيةُ الإيرانية: فرضُ عقوبات على الحرس الثوري إجراءٌ غير قانوني
المسيرة | وكالات
انتقد المتحدثُ باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين، في مؤتمر صحفي، التصريحات التدخلية لبعض الحكومات الغربية خلال التطورات الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: أن “أُولئك الذين يدعون أنهم من سكان الحدائق ويعتبرون الآخرين من سكان الغابات، التزموا الصمت وتناسوا دعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل”.
وأضاف: إنهم “ينسون دورهم في تأجيج العنف والاضطراب وخلق أرضية لمثل هذه الأعمال الإرهابية ويتجاهلون مسؤوليتهم”.
وتابع كنعاني: “لولا دور إيران والجنرال سليماني في محاربة داعش، لكانت الدول التي تدعي حقوق الإنسان منشغلة حتى الآن بالجرائم الناجمة عن هذه الحركات الإرهابية”.
وأشَارَ المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن تصريحات السلطات الألمانية بشأن قرار فرض عقوبات على الحرس الثوري هي استمرار للإجراءات غير المسؤولة لهذه الدول تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وناجمة عن نهجها الخاطئ تجاه إيران حكومةً وشعباً.
وأكّـد كنعاني أن “الحرس الثوري هو مؤسّسة عسكرية رسمية إيرانية، ومثل هذا الإجراء غير قانوني. نأمل أن تركز الحكومة الألمانية والحكومات الأُخرى على تداعيات إجراءاتها غير البناءة وألا تضحي بمصالحها المشتركة؛ مِن أجلِ المصالح السياسية العابرة والقرارات العاطفية”.
وأشَارَ كنعاني إلى أن إيران لا تصدر أسلحة إلى أي طرف، بما في ذلك روسيا، لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وَأَضَـافَ، أن “إيران تعارض الحرب في أوكرانيا وسوريا واليمن وغيرها، وتؤمن بضرورة اللجوء إلى الحلول السياسية لحل الخلافات”.
وتابع، “على عكس الدول التي تتهم إيران وتصدر معدات بمليارات الدولارات إلى طرف واحد من الحرب، ركزت جهود إيران على إنهاء الحرب وتوظيف الآلية السياسية لإنهاء هذا النزاع”.
واعتبر كنعاني التصريحات الغربية حول حقوق المرأة تدخلاً ممزوجا بالنفاق، وقال: “لماذا يدعم هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق المرأة العقوبات الأمريكية أحادية الجانب؟ أن تلك العقوبات لم تميز أحد وشملت النساء والفتيات الإيرانيات”، مؤكّـداً أن “المرأة في الثقافة الإسلامية والإيرانية تتمتع بمكانة متميزة وبارزة”.
وحول تصريح منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى جولة جديدة من المفاوضات مع إيران حول الاتّفاق النووي قال كنعاني: إن “المواقف السياسية التي تتخذها واشنطن تختلف عن الرسائل التي ترسلها إلينا، لكن بشكل عام هناك نشاط فعال فيما يتعلق بالاتّفاق النووي ولا يوجد جمود سياسي في نقل الآراء بين الطرفين”.
وتابع كنعاني، فيما يتعلق بنتيجة عملية التفاوض، “نعتقد أن الإرادَة السياسية الأمريكية هي التي بإمْكَانها أن تساعد في توقيع الاتّفاق”، مؤكّـداً أننا “لن ننتظر التوصل إلى اتّفاق لتأمين مصالحنا، ولن نربط سياستنا الخارجية وعلاقاتنا بالاتّفاق النووي”.
وحول موضوع تبادل السجناء مع الولايات المتحدة قال كنعاني: “لقد أكّـدنا أن المفاوضات جارية مع واشنطن بهذا الخصوص من خلال الوسطاء، توصلنا إلى توافقات لم يتم تنفيذها بعد”.
وتابع، “لقد أظهرنا حسن نيتنا في المفاوضات، وقد اتخذنا خطوة نحو هذه القضية من خلال النظر في القضايا الإنسانية، لكن الجانب الأمريكي لم يتخذ أي إجراء عملي إيجابي في هذا الصدد”.
وأشَارَ إلى خرق أستراليا لالتزاماتها المتعلقة بحقوق السجناء ومنعها وفد الأمم المتحدة المختص بالاطلاع على ظروف السجون ومراكز الاعتقال، من دخول سجون عديدة قال كنعاني: إن “الحكومة الأسترالية تطالب دائماً باحترام حقوق الإنسان ولها مواقف تدخلية في شؤون حقوق الإنسان في الدول الأُخرى. لكنها غير مبالية بحقوق اللاجئين في هذا البلد وتنتهك حقوقهم”.
وتابع، أن “أستراليا تنتهك أَيْـضاً حقوق السكان الأصليين وهناك العديد من التقارير الرسمية حول انتهاكات حقوق طالبي اللجوء في مراكز الاحتجاز في هذا البلد، وآخر مثال على ذلك هو منعها وفد الأمم المتحدة من دخول سجون عديدة”.
وصرح أن هذا يدل على عدم تطابق الأقوال والأفعال وهذا ما نراه في عدد كبير من الدول التي تطالب باحترام حقوق الإنسان لكن تستخدمها كأدَاة لفرض آرائها السياسية على الآخرين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بخصوص أداء قناة اينترنشنال الممولة سعوديّاً خلال الأحداث الأخيرة في إيران: “لم نطرح بشكل مباشر خلال المحادثات الثنائية الأخيرة بين طهران والرياض مسألة السلوك الإعلامي الذي تنتهجه قناة اينترنشنال ضدنا، لكن وزارة الخارجية أعلنت بشكل قاطع وجهة نظرها في هذا الصدد عبر القنوات الدبلوماسية”.
وأضاف: أن “أداء هذه القناة أشبه بغرفة عمليات حربية ضد الشعب الإيراني، ونشاطها يشبه أنشطة الإعلام الإرهابي، وفي هذا الصدد، اتخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إجراءات بشتى السبل، وستتخذ إجراءات قانونية ضد هذه القناة وستعلن نتائجها لاحقا”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية بشأن الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي لإيران وقال: أن “لدينا علاقات وطيدة وودية للغاية مع قطر، وهي شريكتنا في القضايا المتعلقة بإيران في الشؤون الإنسانية والمواضيع الفنية مع الأطراف الخارجية. وهناك اتصالات منتظمة تجري بين مسؤولي البلدين في أعلى المستويات والزيارة الأخيرة تأتي في نفس السياق”.