عاصمة الصمود تحتضن زفافاً غير مسبوق بتتويج 1044 عريساً وعروساً في يوم العرس الثالث والأكبر في المنطقة
قائد الثورة:
على رجال المال والأعمال أن يهتموا بإخراج الزكاة لما لها من آثارٍ كبيرة تعزز الروابط الاجتماعية وتحد من معاناة الفقراء
أمريكا وإسرائيل وعملاؤهم حاربوا فريضةَ الزكاة وحاولوا أن يحرفوها عن مسارها وأن يفقدوا المجتمع قيمتَها
يجب تركُ العادات السيئة المنتشرة في الأعراس وينبغي وقف مكبرات الصوت في الليل مهما كانت المناسبة
مفتي الديار اليمنية:
على جميعِ العقلاء ورجال الكلمة محاربةُ مغالاة المهور لما لهذه الآفة من مخاطر على النسيج الاجتماعي
من الأولويات النظرُ للضعفاء والفقراء والمحتاجين وقضاءُ حوائج الناس وتيسير شؤونهم ومعاملاتهم
رئيس هيئة الزكاة:
على العرسان أن يكونوا عند مستوى المسؤولية لبناء أسرة متماسكة منتجة في المجتمع تخدم الدين والوطن
هذا الحفل تدشينٌ لأعراسٍ جماعية ستبدأ في كُـلّ المحافظات ومشاريع التمكين الواسعة ستعقبها في الأيّام المقبلة
عاصمة الصمود تحتضن زفافاً غير مسبوق بتتويج 10 آلاف و44 عريساً وعروساً:
الزكاة تغمر بالفرحة كُـلّ بيت ومشروعها فرّج كربَ المعسرين المعرِّسين.. صنعاء في يوم العرس الأكبر
المسيرة: صنعاء
شهدت العاصمةُ صنعاءُ، أمس، العرس الجماعي الثالث والأكبر في المنطقة، الذي نظّمته الهيئة العامة للزكاة، لعشرة آلاف و44 عريساً وعروساً.
وفي الاحتفال، ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمةً توجّـه فيها بالتهاني للعرسان في عرسهم الميمون والمبارك، فيما توجّـه قائد الثورة بالإشادة والتقدير للإخوة في الهيئة العامة للزكاة الذين لهم الدور الكبير في إقامة هذا العرس الجماعي.
ولفت السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن “الدور الذي تقوم به هيئة الزكاة في الاهتمام بالفقراء على مختلف المستويات هو دور مهم وعظيم ومشرف؛ لأَنَّه يتجه وفق تعليمات الله”.
الزكاةُ تحفظُ كرامة اليمنيين
وقال: إن “ما تقومُ به الهيئة العامة للزكاة يرعى لأبناء شعبنا كرامتهم على عكس المنظمات التي تعمل لأهداف استغلالية”.
وَأَضَـافَ السيد القائد “عمل الهيئة العامة للزكاة هو إحياءٌ لركن من أركان الإسلام التي فيها الخير للناس جميعاً”.
وأكّـد قائد الثورة أن “على رجال المال والأعمال أن يهتموا بإخراج الزكاة؛ لما لها من آثار كبيرة تعزز الروابط الاجتماعية وتحد من معاناة الفقراء”، منوِّهًا إلى أن “دور الهيئة العامة للزكاة مفيد في معالجة الكثير من الإشكالات من خلال برامج مدروسة وأداؤها ناجح إلى حَــدٍّ كبير”.
وتابع السيد القائد كلمته بقوله: “من لديه ملاحظات أَو نصائح للهيئة العامة للزكاة فليقدمها إليها بعيدًا عن أُسلُـوب الأعداء الذين يحاربون الهيئة وشعيرة الزكاة”، مُشيراً إلى أن “أعداء الإسلام على رأسهم أمريكا وَإسرائيل ومن معهم حاربوا فريضة الزكاة وحاولوا أن يحرفوها عن مسارها وأن يفقدوا المجتمع قيمتها”.
وأوضح قائد الثورة أن “هناك فرصةً كبيرةً لإحياء ركن الزكاة في إطار سعي الجهات الرسمية والشعبيّة ضمن توجّـه شعبنا الإيمَـاني الذي يجسد انتماءه”.
تيسيرُ الزواج واجبٌ وتركُ عاداته السيئة أوجب
وفي كلمته، أكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على أبناء مجتمعنا بالاهتمام بتيسير الزواج وتخفيض تكاليفه على مستوى المهور وبقية التكاليف.
ولفت إلى أن الكثيرَ من العادات والالتزامات التي تضاف على مسألة الزواج هي أعباء كبيرة تشق على الفئة الكبيرة من أبناء المجتمع وتعسر الزواج.
وبيّن أن أعداءَ الإسلام يستفيدون من تعسير الزواج؛ لأَنَّهم يسعون لنشر الفساد في الأرض من خلال الحرب الناعمة الشيطانية.
وأكّـد السيد القائد قائلاً: “نؤكّـد على ما قاله مفتي الديار في توصيته بأن يهتم المعنيون في المحافظات بأن يكون هناك التزامات مكتوبة تتضمن وثائق في الالتزام بتيسير الزواج”.
وتقدم السيد القائد بتوصيةٍ قال فيها: “نوصي مجتمعنا المسلم أن يكون مجسداً لهُــوِيَّته الإيمَـانية وانتمائه الإيمَـاني في طريقة إقامة الأفراح وأن يتجنب ما يمس بهذه الهُــوِيَّة”.
ولفت إلى أن “إطلاق العيارات النارية في الأفراح مسألة تشكل خطراً على أمن الناس وحياتهم”.
وَأَضَـافَ “ينبغي تجنب مظاهر الإسراف والمظاهر السلبية التي تتنافى مع القيم الإيمَـانية في الأعراس”.
ونوّه إلى أنه ينبغي ترك ظاهرة استخدام مكبرات الصوت خلال الأعراس في الليل كله؛ لأَنَّه يسبب إزعاجاً للناس، موضحًا أن استخدام مكبرات الصوت خلال الليل لا داعي له في أية مناسبة اجتماعية أَو دينية أَو غيرها.
وفي ختام كلمته توجّـه السيد القائد بالنصح للشباب والشابات أن يتوجّـهوا لتكوين أسرهم كأُسرٍ مؤمنة تقوم على أَسَاس المبادئ الإلهية التي تحقّق السعادة للمجتمع.
وتطرق قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته إلى جملة من القضايا ذات الصلة تستعرضها صحيفة المسيرة في نص الخطاب ص6و7.
مغالاةُ المهور آفةٌ يجبُ استئصالُها
وفي خضم الاحتفال الذي حضره أعضاء المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومحمد صالح النعيمي وجابر الوهباني ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد وسفر الصوفي مدير مكتب قائد الثورة، بارك مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، للعرسان إكمال نصف دينهم وفرحتهم بزفافهم في هذا اليوم البهيج.
وقال: “هذا اليوم المبارك، الذي إن دل على شيءٍ فَـإنَّما يدل على حرص القيادة الثورية ممثلة بقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أولى جلّ اهتمامه بالفقراء والمساكين والمحتاجين، ودائماً ما يركز على هذا الجانب”.
وَأَضَـافَ “النظر للضعفاء والفقراء والمحتاجين من الأولويات، ما ينبغي النظر إليه بعين الاعتبار، فمن سعى في قضاء حوائج الناس ورسم الفرحة في وجوههم إنما هو بهذا الفعل الخيري يعرّض نفسه لرحمة الله، وهذا ما ينبغي أن نلمسه في كثير من الدوائر الحكومية”.
وأكّـد العلامة شرف الدين أن “قضاءَ حوائج الناس تيسيرٌ لشؤونهم ومعاملاتهم، وحرصٌ على مكانتهم وكرامتهم؛ باعتبَار أن الناس عند الله سواء، وإنما فرّق الله سبحانه وتعالى بين الأغنياء والفقراء ابتلاء للجميع”، داعياً أهل الحل والعقد والسلطات المحلية والمشايخ والعقال إلى السعي لإيجاد مواثيق وعقود للحد من المغالاة في المهور.
وقال مفتي الديار اليمنية: “لقد أثبتت التجربة أن الناس يسعون في ذلك، وإنهم سيتمكّنون من الحد من المغالاة في المهور، كما سيتمكّنون من قضاء حوائج الناس، لا سيَّما والأمَّة تمر بما يسمى بالحرب الناعمة، التي يستخدم العدوّ فيها كُـلّ وسائله؛ مِن أجلِ إغواء الناس وحرفهم عن مسارِ دينهم وسنة النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-“.
وَأَضَـافَ “ديننا يدعونا لمراعاة أمر مهم وهو الأخلاق والدين، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير”.
وذكر العلامة شرف الدين أن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وضع الحل وشخص الدواء لكل مسألة، لافتاً إلى أن تحصين الشباب والفتيات، مسألة اجتماعية وإنسانية ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار؛ كون الزواج هو الطريقة المثلى لبناء الأسرة والمجتمع المتماسك القائم على الطهر والعفاف والعزة والكرامة.
وطالب الجميع بإيلاء المجال الاجتماعي الاهتمام الواسع، إلى جانب مسألة قضاء حاجة الناس، حرصاً على ألا يقع الشباب والفتيات في الرذيلة والسير في الطريق غير السوي.
وأشاد مفتي الديار اليمنية بدور الهيئة العامة للزكاة، وكل من شارك وساهم في دعم هذا المشروع الاجتماعي الخيري والإنساني، الذي سيسهم في تحصين الآلاف من الشباب والفتيات وإسعادهم وإدخَال الفرحة إلى قلوب ملايين الأسر.
فرحةٌ غامرةٌ يجبُ تتويجُها بالبناء الصحيح
وفي الاحتفال الجماهيري، الذي حضره مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح وعددٌ من الوزراء وأعضاء مجلسَي النواب والشورى، هنّأ رئيسُ الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، العرسانَ بزفافهم وإكمال نصف دينهم في العرس الجماعي الأكبر على مستوى اليمن، الذي يشمل 10 آلاف و44 عريساً وعروساً من مختلف المحافظات.
وقال: “تعمّ السعادة والفرحة قلوب عشرات الآلاف من أهالي وأسر العرسان، وملايين اليمنيين في مختلف المناطق والقرى والعزل، التي تزف فيها كوكبة من الشباب الذكور والإناث لتحقيق حلمهم وإكمال نصف دينهم”.
وَأَضَـافَ “هذا اليوم التاريخي لم يشهد فيه اليمن مثل هذه الأعراس الجماعية، التي كانت حلماً، وكتب الله تحقيقه في ظل ظروف استثنائية يعيشها اليمن جراء العدوان والحصار، ليزيدنا عزةً وقوةً وشموخاً، ويفيض علينا سعادة وعلى أعداء الشعب اليمني خزياً وعاراً”.
ولفت أبو نشطان إلى أن مهرجان العرس الجماعي، الذي يتكرّر للعام الثالث بهذا الزخم، لتحصين كوكبة من شباب اليمن برعاية ودعم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، ورئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ.
وحث العرسان على أن يكونوا عند مستوى المسؤولية لبناء أسرة متماسكة منتجة في المجتمع تخدم الوطن.
المشروع افتتاحٌ لمشاريع مماثلة في كل المحافظات
وقال رئيس الهيئة العامة للزكاة: “ندشّـن اليوم انطلاق فعاليات العرس الجماعي في العاصمة صنعاء، وستبدأ الأعراس الجماعية في بقية المحافظات ابتداءً من الأربعاء المقبل”، معتبرًا مشروع العرس الجماعي واحداً من 17 مشروعاً أطلقتها الهيئة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتجاوزت تكلفتها عشرة مليارات و350 مليون ريال.
وثمن دور رجال المال والأعمال والتجار والمزكّين والملتزمين بدفع زكاة أموالهم، الذي من خلال إخلاصهم ودفع ما عليهم من زكوات أصبحت الهيئة تطلق عشرات المشاريع وفقاً لمصارف الزكاة الشرعية.
وبيّن أبو نشطان أن إنشاء هيئة الزكاة وإطلاقها لعشرات المشاريع ثمرة من ثورة 21 سبتمبر.. داعياً إلى استمرار التعاون مع هيئة الزكاة من خلال دفع الزكاة في إطار التعاون والتكافل لتنفيذ المزيد من المشاريع التي تصُبُّ في مصلحة الفقراء وتغنيهم عن السؤال.
وذكر أن مشاريع هيئة الزكاة تنوّعت في مختلف المجالات للاعتناء بالفقراء والمساكين، خَاصَّةً في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم وصحتهم وغيرها.
التمكينُ الاقتصادي المشروع القادم
ولفت إلى أن مشروع العرس الجماعي يمثل جانباً من جوانب اهتمامات هيئة الزكاة التي تنوّعت مشاريعها بين الزكاة العينية والنقدية والمخيمات الطبية، وإغاثة الغارمين والنازحين، وتقديم سلال غذائية لهم، وغيرها من المساعدات العلاجية ومراكز الأمراض المستعصية والحالات النفسية، ودعم المخابز والمطابخ الخيرية والمساهمة في الإعمار والأعراس، ومشاريع التمكين الاقتصادي.
وأعلن رئيس الهيئة العامة للزكاة عن إطلاق الهيئة، خلال الأيّام المقبلة، مشروع التمكين الاقتصادي لـ600 من الشباب الفقراء في أمانة العاصمة و600 آخرين في محافظة الحديدة، إلى جانب مشاريع أُخرى كالإفراج عن المعسرين والغارمين، وغيرها من المشاريع الاجتماعية.
وقُدمت خلال مهرجان العرس الجماعي الذي حضره رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي وقيادات مدنية وعسكرية وأمنية، قصيدة للشاعر عبدالعزيز الردماني بعنوان “الركن الثالث”، وأوبريت إنشادي، وفقرات من التراث الشعبي، مصحوبة بالأهازيج والزوامل الشعبيّة، لفرقة وزارة الثقافة بمشاركة كوكبة من العرسان.