العرسُ الجماعي نجاحٌ مؤسّسي في مواجهةِ الاستهدافِ الأخلاقي والقيمي..بقلم/ محمد أحمد حسن
مشاهدةُ حجمِ مشاعر السعادة في أعين من حرمتهم صعوبةُ الظروف وحالت دونَ زواجهم حالةُ البؤس كفيلةٌ بأن تغلقَ الأبوابَ أمام من لا زال في قلوبهم مشاعرُ الإنسانية من الاستماع لكل الأبواق الناعقة والأقلام الرخيصة والمأجورة التي تحاولُ استهدافَ عظمة الإنجاز وتطوَّرِ الأداء لهيئة الزكاة، فمنذ ثورة 21 سبتمبر 2014م وكل عام والمجتمع اليمني يلمس أثرَ الأداء للهيئة التي تم تغييبُها لسنوات وعقود وتم إخفاء دورها الحقيقي وتحويل مصارفها الثمانية إلى مصارف لإسراف العاملين عليها.
لكن بفضل الله وبفضل القيادة الربانية ومنهاجها القرآني أعيد الدور الحقيقي لهذه الفريضة والتمس المجتمع أثرَ الزكاة كنموذج يجسد إنسانيةَ الإسلام في أروع صورها وبمتابعة وتوعية مُستمرّة وحرصٍ من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن يتم توظيفُ الزكاة وصرفها من قبل الهيئة في مصارفها الثمانية، وهَـا هي الزكاة تثبت دورها المجتمعي والقيمي والإيمَـاني فتشكل تكاملاً مجتمعياً وترابطاً حقيقيًّا بين أبناء المجتمع كنموذج للخير أوصل لكل ذي حَقٍّ حقه بدون حرمان أَو نقصان.
وها نحن نشاهد بأعيننا أنه وكل ما مضى عامٌ من الأعوام أثبتت الهيئة العامة للزكاة تطوراً في أدائها وتقدماً في خدماتها، وما الأعراس الجماعية التي أقامتها الهيئة العامة للزكاة وازدياد عدد العرسان في كُـلّ عام من الثلاثة الأعوام إلا نموذج من نماذج اتساع رقعتها ومساعٍ حثيثة للوصول إلى كُـلّ من لهم حق في الزكاة التي فرضها الله وجعلها كمالاً للإسلام وركناً من أركانه.
ولا غرابة من أن تشاهدَ هجوماً إعلامياً شرساً من قبل البعض؛ لأَنَّ مثلَ هذه الأعراس يُعتبَرُ مواجهةً حقيقية للأعداء وتحصيناً لشباب وشابات اليمن والأمة من أن يقعوا ضحيةً سهلةً لمشاريع الأعداء الهدامة التي تستهدف الهُــوِيَّة الإيمَـانية والمبادئ القيمية والأخلاقية للإسلام عن طريق تكنولوجيا العولمة، التي تركز على قوة الإسلام المتمثلة في الشباب لتحرفهم عن مبادئ الدين الإسلامي بحربٍ ناعمة تحث على الانفتاح وتطالبُ بـ “حرية” المرأة وإشراكها اختلاطاً فتصبح أداة لارتكاب الجرم ووسيلة لنشر الرذيلة والفساد الأخلاقي وتدمير المجتمع بروابط غير سليمة تكون نتائجها كارثية كما نشاهده في الغرب من نتائج الانفتاح تحت مصطلحات الإنسانية والحرية أُمهات ترمي أبناءَها في المهد وأبناء يكبرون دون معرفة آبائهم وأطفال محرومون من حنان الأُمهات وحماية الآباء فتصبح الشوارع مأواهم والإجرام مستقبلهم.
أما بالنسبة للعرسان من أبناء الجاليات الأفريقية لو فهم إخواننا اليمنيون ممن يستميتون في الدفاع عن الأعداء وأجندة الاحتلال بعدها لتجلَّى لهم أنها مسيرةُ خير للأُمَّـة ولتلاشت أمامَهم كُـلُّ الأوهام التي يتم أدلجتُهم بها والتي أنتجت عندهم حالةً من الخوف وانعدام الثقة دون مبرّرات تُذكَرُ سوى تسخير طاقاتهم ومواردهم البشرية وقواتهم العسكرية واستنزافهم في حربٍ ضد إخوانهم وحماية لمطامع السعوديّة والإمارات ومن تحالف معهم أَو ارتبطت به مصالحهم من أمم الشرِّ في عملية النهب للثروات والتدمير لليمن.