عربيةُ الاسم عبرية الأهداف والمخرجات..بقلم/ محمد أحمد حسن
بالتزامن مع التصعيد العسكري لقوات الكيان الإسرائيلي تنعقد قمة عربية غريبة الأطوار غربية المخرجات يؤرق أربابها ما يؤرق أعداء شعوبها وبدلاً عن أن تناقش قضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية وَكيفية مواجهة المؤامرات التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية والخروج بنتائج في إطار مساعي توحيد الصف العربي كبداية لتوحيد الأُمَّــة الإسلامية تنحصر مناقشات القمة العربية والملفات المطروحة فيها بما يتناسب مع مصالح الكيان العبري والأنظمة الأمريكية والغربية.
رغم المحاولات الجادة للدولة الحاضنة لاجتماع القمة لتوحيد الصفوف لمواجهة المؤامرات التي تعتبر السعوديّة والإمارات جزءاً لا يتجزأ منها والتي تقف بعض الأنظمة العبرية الحاكمة لدول عربية من الأنظمة التي تسارع في تطبيع علاقاتها مع عدو العروبة والإسلام كالسعوديّة وقطر والمغرب والإمارات أن تقف عائقاً أمام المساعي الحثيثة للجزائر الهادفة لـلم الشمل العربي في محاولة لإقصاء سوريا وحرمانها من إحياء مقعدها في القمة العربية كما عملت تلك الدول على حرف مسار اجتماع القمة العربية عن مسارها الصحيح وبوصلتها بما يتناسب مع مشاريعها الإجرامية الهادفة لتفريق الأُمَّــة العربية والإسلامية خدمة للإعداء.
فجعلت القضايا المحورية والملفات الهامة لانعقاد القمة نفس القضايا التي تؤرق الاحتلال الإسرائيلي والنظام الأمريكي والغربي ومن تحالف معهم أَو دار في فلكهم ممن اتضحت حقيقة عداوتهم للعروبة والإسلام بعدوانهم على اليمن ودعمهم للتيارات الإرهابية في سوريا ووقوفهم إلى جانب داعش في العراق وموافقتهم على ضم حماس والجهاد الإسلامي إلى قائمة الإرهاب من اتضحت خيانتهم للأمة بفتح سفارات وتبادل الخبرات والمعلومات وفتح المجال الجوي في الحرب على اليمن مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في محاولة منهم لمواجهة إيران وحرف بوصلة العداء من العدوّ الحقيقي إلى اليد الداعمة التي تُمد للحركات الفلسطينية المقاومة للكيان العبري وللشعوب العربية المقاومة للمؤامرات البريطانية الصهيونية وللتواجد العسكري الأمريكي والغربي الذي يهدف إلى تركيع الشعوب العربية ومصادرة قراراتها ونهب ثرواتها بمساعدة سعوديّة وإماراتية.
أما بالنسبة لما جاء في بيان القمة الختامي تحت مسمى إنشاء نظاماً اقتصاديا عربيا موحدا فهو محاولة لجمع عائدات ثروات الشعوب العربية من النفط والغاز والمعادن الثمينة التي لم يتسنَ للولايات الأمريكية نهبها ولم يتسنَ للاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها وإيداعها في بنك من البنوك السعوديّة وتسخيرها لدعم خطة ابن سلمان الاقتصادية، وعمليات الولايات المتحدة العسكرية، وللمخطّطات الصهيونية والغربية وملفات التطبيع العربية.
والمضحك هو الملفات التي طرحت للمناقشة في اجتماع القمة العربية الذي أثبت تصريحاتها ومواقفها الهزيلة تجاه القضية الفلسطينية وانحيازها لخدمة مشاريع الولايات المتحدة والدول الغربية وأثبتت بأن القمة التي عقدت رغم انحياز بعض الزعماء للعروبة والإسلام (تعتبر قمة عربية الاسم عبرية الأهداف).
أما بالنسبة إلى سذاجة التصريحات بضرورة الدعم للتخفيف من معاناة الشعوب العربية والإسلامية بما فيها اليمن دون محاولة التطرق إلى ذكر أن الحرب الكونية التي شنها التحالف الأمريكي وَالسعوديّ والإماراتي والحصار المفروض على اليمن والنهب المُستمرّ للثروات والتواجد العسكري للسعوديّة والإمارات وما تم نشره من قبل بريطانيا وأمريكا من قوات بالإضافة إلى الطموحات الصهيونية للسيطرة على الجزر والممرات وأنها السبب الحقيقي لمعاناة اليمنيين وتهرب القادة المغلوب على أمرهم ممن يخافون نتيجة التهديد الأمريكي والغربي؛ بسَببِ قمعهم لشعوب دولهم أَو ملفات جرائم حروبهم أَو اغتيال الصحافة والصحفيين في إحدى قنصلياتهم أَو انتهاكات بحق المساجين في سجونهم وتفعيلها كورقة ضغط عليهم في حال حاولوا وتطرقوا لملفات الانتهاكات الإسرائيلية أَو إدانة التواجد العسكري وعمليات النهب للثروات النفطية والمعدنية من قبل القوات الأمريكية والغربية أَو فتح ملفات الإجرام وإدانة التصعيد العسكري للكيان الإسرائيلي.