تثبيتُ واقع جديد لحماية السيادة في اليمن.. القرارُ يمنيٌّ بامتيَاز!
بعدَ أُفول عصر الهيمنة والاستحواذ الأمريكي السعوديّ
المسيرة- محمد الكامل
تثبتُ القيادةُ الثورية والسياسية بصنعاء من يومٍ إلى آخر أنها صاحبةُ القرار الأول والأخير في جميع المواضيع السياسية والعسكرية والأمنية التي تخص اليمن، أَو التي لها علاقة وارتباط بالشأن الخارجي، فزمن الهيمنة والاستحواذ السعوديّ والأمريكي على القرار اليمني ولى إلى غير رجعة.
وعلى الرغم من كُـلّ العراقيل التي تضعها واشنطن للوصول إلى أي حَـلّ سياسي في اليمن، ومحاولة استمرار العدوان في احتلال الأراضي اليمني ولا سيَّما في جنوب وشرق البلاد إلا أن القوات المسلحة اليمنية فرضت واقعاً جديدًا تمثل بحماية ثروات اليمن النفطية، بعد أن تمكّنت من تحصين القرار السياسي وعدم السماح للدول الأُخرى بالتدخل في هذا الشأن، ولهذا جاءت الضربات التحذيرية لقوى العدوان لتوقف عملية نهب الثروات النفطية، وهي خطوة ستعقبها الكثير من الخطوات حتى يتم تطهير البلاد من دنس الاحتلال والارتزاق.
ويؤكّـد الكثير من السياسيين والباحثين والإعلاميين أن الفضل في كُـلّ ذلك بعد الله عز وجل يعود إلى ثورة 21 سبتمبر 2014م التي حملت المشروع المستقبلي لبناء يمنٍ مشرق يجعل هذا البلد في صدارة الدول العالمية، وأخرجته من تحت عباءة التبعية والارتهان للخارج، ليصبح القرار يمنياً بامتيَاز، وتصنعه قوى الداخل الثورية وليس الخارج.
ويقول نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي: إن أهم ما سعت إليه هذه الثورة العظيمة هو الاستقلالية في القرار والسيادة اليمنية والتحرّر من التبعية السياسية وما قبلها من تحكم وخضوع النظام الحاكم في اليمن فرضها النظام السعوديّ على حكام صنعاء طوال فترة كبيرة، لدرجة أن الجمهورية اليمنية كانت تعتبر الحديقة الخلفية للملكة العربية السعوديّة.
ويضيف اليوسفي في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “ولو وضعنا الأمر في إطار ما قبل وما بعد ثورة 21 سبتمبر، حَيثُ الاستقلالية في القرار والسيادة اليمنية نستطيع القول إن ترمومتر قياس الثورات يشهد أن هذه الثورة ثورة عظيمة وعالمية، بدأ الإعداد والتحضير لها تحديداً في العام 2004م من خلال الإرادَة الثورية التي تسلحت بها القوى المضادة للسلطة آنذاك بقيادة الشهيد القائد حسين بدر الحوثي، مُشيراً إلى أن هذه الثورة لم تساوم ولن تتنازل عن القضايا المركزية وفي طليعتها القضية الفلسطينية وبقية قضايا الجسد العربي والإسلامي.
ويواصل حديثه: “ثورة 21 سبتمبر رفعت راية المستضعفين مثلها مثل الثورة البلشفية التي رفعت راية العمال والكادحين كما أن ثورة 21 سبتمبر تتشابه مع الثورة الإيرانية التي قادها الإمام الخميني -قدس الله سره- حين أسقطت أقوى نظام على مستوى المنطقة وهو نظام شاه إيران، وهذه الثورة تحمل نفس الأهداف والإرادَة لثورة أُكتوبر في الداخل من حَيثُ الكفاح المسلح والإيمَـان بالقيم والثوابت الثورية الهادفة لإنقاذ الإنسان والأوطان وانتقالها أَيْـضاً إلى ثورة ثقافية وسياسية وتصنيعية كما هو ملموس في الجانب العسكري، وهنا الاعتماد على الذات وهذا جزء من الانتصار على تلك القوى الدولية التي تعتدي على اليمن منذ ثمان سنوات، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً ثورياً لما يشهده التاريخ السياسي اليمني حتى اليوم.
ويكمل وبالتالي هذه الثورة تحمل نفس الطابع الأُكتوبري من حَيثُ مواجهة قوى الاستكبار الغربي؛ لأَنَّ أُكتوبر واجهت الاستعمار البريطاني، واليوم بريطانيا هي ضمن الكوكتيل الذي يعتدي على اليمن.
ويشير إلى أن اليمن تمكّن خلال السنوات الثمان الماضية من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم أن يحقّق الكثير من الإنجازات، حَيثُ تمكّن من دحر مراكز القوى التقليدية الإفسادية والإرهابية التي ظلت متجذرة في البلد لخمس عقود من الزمن، وكذلك تحويل مجرى المعركة بعد ثمان سنوات من دفاع إلى هجوم، كما استطاع اليمن الذي واجه الصلف الأمريكي السعوديّ أن يواجه بثبات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بكل أشكاله وأنواعه.
نقلة نوعية
وإذا كان اليمن قد تمكّن من تحصين قراره السياسي، فَـإنَّه يمضي بثباتٍ في تحصين سيادته المحتلّة من قبل الأعداء ولا سيَّما في المحافظات الشرقية والجنوبية.
ويقول نائب رئيس رابطة الصحفيين والإعلاميين اليمنيين عبدالسلام النهاري: إن شعبنا اليمني العظيم ماضٍ في مسيرته التاريخية لانتزاع الحرية والاستقلال الكامل بالقرار والسيادة في كُـلّ شبر على أرض هذا الوطن في مسار تحقيق أحد أهم أهداف الثورة المتمثلة بالكرامة والحرية واستقلال القرار وإنهاء زمن التبعية والوصاية الخارجية، لافتاً إلى أن ثورة 21 سبتمبر قد رسمت الطريق الصحيح لشعبنا اليمني لمواجهة الصعوبات والتحديات، حاملةً في طياتها مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير في المجالات الزراعية والصناعية والتصنيع العسكري، والنهوض بالوطن في شتى مجالات الحياة.
ويضيف عبدالسلام في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة”: “على الرغم من التحديات والمتاعب خلال السنوات الماضية إلا أن اليمن حقّق الكثير من المكاسب والتي أثمرت في انتشال وضع البلاد من أيادي العابثين والقضاء على بؤر الإرهاب والاختلالات الأمنية وسقوط دعاة الفتن والتكفير وفضح وتعرية مشاريعهم الفوضوية والتدميرية”.
ويواصل حديثه “وما يميز ثورتنا الـ21 من سبتمبر عن غيرها من الثورات أنها انطلقت لتحمل في طياتها مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير في المجال الصناعي والزراعي والتصنيع العسكري، وأسقطت في زمن قياسي هوامير السلطة والمال والنفوذ والفساد الذين أجهضوا تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأُكتوبر المجيدتين وجثموا على صدر الوطن واستغلوا بساطة عامة الشعب ونهبوا كُـلّ خيراته وثرواته بمشاركة أسيادهم في الخارج”، لافتاً إلى أن الثورة مثلت صرخة شعب ضد الظلم والاستئثار بمقدرات البلاد وهي الثورة الوحيدة التي لم يشُبْها أي تدخل أَو دعم خارجي وكانت ثورة شعبيّة يمنية خالصة وهذا كان من أهم أسباب نجاحها على المستوى السياسي والعسكري والتلاحم الشعبي الذي أربك العالم أجمع وتحالف ضدها كُـلّ الأعداء والحاقدين وشنوا عدوانهم الغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً في محاولة منهم لإفشال هذه الثورة العظيمة المتحرّرة من وصايتهم وتبعيتهم إلا أنهم فشلوا في مخطّطاتهم القذرة وحصارهم وعدوانهم الغاشم، مؤكّـداً أن ثورة الـ21 من سبتمبر شامخة ووقفت أمامهم شموخ الجبال الرواسي وصمدت برجالها المؤمنين الصادقين على مدى ثمانية أعوام وفشل تحالف الشر فشلاً ذريعاً في محاولته كسر عنفوان الثورة وإعادة نفوذ السفارات الحاكمة للبلد رغم وحشية الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني، مُضيفاً وقوبل الحصار والانتهاكات السافرة وكل تلك الوحشية بصمود يمني أُسطوري تحطمت على صخرة بأسه، مؤامرات وحقد النظامين السعوديّ والإماراتي وأدواتهم ومن ورائهم الصهيوني والأمريكي المحرك والمشغل الفعلي لهم.