الزكاةُ.. بينَ الماضي والحاضر..بقلم/ دينا الرميمة
سنوات طويلة مرت من عمر اليمنيين دون أن يروا للزكاة أثراً ولا يعلمون شيئاً عن مصارفها ومنها حرم فقرائهم ومستحقيها، على الرغم من أن اليمن كانت تعيش نوعاً ما استقراراً اقتصادياً وأمنياً.
ومع أن الزكاة مَـا هِي إلا حق فرضه الله للفقراء والمحتاجين على الأغنياء وميسوري الحال كحلٍ لأزمات الأُمَّــة ومعالجة الكثير من إشكالياتها وذكرها الله كَثيراً في القرآن الكريم وقرنها واتبعها بعد إقامة الصلاة كفرضٍ يرضي الله عن مؤديها ويرفعه بها مقاماً علياً.
إلا أنه وبشكلٍ ممنهج عملوا على إماتة هذه الفريضة وحرف مسارها حتى يعيش المجتمع المسلم في حاجة وفاقة ومن ثم يلقون اللائمة على الإسلام الذي يحاولون تشويهه ويرمونه بالتخلف ويرونه سبباً في الوقوف بوجه الحضارة وحاشاه أن يكون كذلك!!
حَـاليًّا ومع ما تمر به اليمن من حرب وحصار وشاء الله أن يتولى أمر الزكاة أُناس يتقون الله في أنفسهم وشعبهم حق تقاته ويعلمون معنى قوله تعالى: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فنأوا بأنفسهم عن استغلال أموالها ولها أنشأوا هيئة تُعنَى بأخذ الزكاة من أربابها وصرفها في مواردها الصحيحة، وبدأت الزكاة ترى النور وتؤتي أكلها وتذهب إلى مستحقيها من الفقراء والغارمين والمرضى ولصالح مشاريع تعود بالفائدة عليهم!
وبحسب ما أورده الشيخ شمسان أبو نشطان، أن سبعةَ عشرَ مشروعاً تم إطلاقه في ذكرى المولد النبوي من عائدات الزكاة، من ضمنها مشروع العفاف الذي أطلقته الهيئة العامة قبل ثلاث سنوات تبنت فيه تزويج ستة وعشرين ألف شاب وشابة من الفقراء وأُسر الشهداء والمجاهدين وبعض من الجاليات العربية والأفريقية المقيمين في اليمن، في عرسٍ جماعيٍ يشارك فيه الجميع على رأسهم مسؤولي الدولة وقاداتها كان آخره العرس الجماعي الذي أُقيم قبل أَيَّـام لعدد 10044 عريساً وعروساً بمعنى أنه عشرة آلاف بيت دخلته الفرحة ومعهم دخلت الفرحة إلى كُـلّ قلب يمني بهذا العرس الجماعي ويعود الفضل بذلك للقيادة الحكيمة وهيئة الزكاة والفضل أَيْـضاً لمن لم يتقاعسوا عن أداء فريضة الزكاة تزكية لأنفسهم وأموالهم.
وبهذا العرس الجماعي الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير فقد جفت دموع الحزن والفقد من قلوب اليمنيين الذين لثمان سنوات تكويهم نار الحرب والحصار وعملت دول العدوان على غرس كُـلّ معاني الحزن في محيا أيامهم لكن وبفضل الله تجاوزوا كُـلّ محنة وألم وها هي اليوم تلك المآقي التي أذبلتها دموع الحزن تمطر دموع الفرح احتفالاً بهذا العرس المبارك الذي يحصن المجتمع من كُـلّ الرذائل والحرب الناعمة التي يحاول العدوّ استهداف شبابنا فيها وفيه أَيْـضاً صنعنا متارس قوية ضد غزوهم الفكري والاجتماعي الذي يحاولون استهداف مجتمعنا به..
مبارك لكل عريسٍ وعروس ومبارك علينا هذا الوعي والنصر وهذا الفرح الذي سيغيظ العدوّ وقد رأينا إعلامهم كيف شن حملة عدائية عليه واستهجنوه وصبوا عليه أقاويلهم وأراجيفهم!!
ولكنا ماضون في دحر جميع مكائدهم وجميع أحقادهم.
وبالأخير هنيئاً لنا أن أنعم الله علينا بالقيادة الحكيمة، ودعواتنا لهم بالنصر والتمكين ودوام الصحة وطول العمر.