العقولُ السيئة لا تستوعبُ النيةَ الحسنة..بقلم/ عبدالغني حجي
غيابُ النية لدُنْ الأمريكي وأتباعه بإحلال السلام في اليمن هو العائقُ الوحيدُ الذي يطيلُ أَمَدَ النار والحصار والاحتلال، ويضيعُ آراءَ الصفوة الصادقة في زحمة صُراخِ المثرثرين والمتغنِّين بالسلام كذباً ومراوغةً وهم أبعدُ عن أن نكونَ في قلوبهم نيةٌ حسنةٌ نحو إرسائه، والأحداث السالفة والقريبة زمناً شاهدةٌ على ذلك، خصوصاً إبّان الهدنة وما بعدها.
عقولُهم سيئة، ولن تستوعب نيةَ صنعاء الحسنة للسلام وهذا يعودُ لانعدام ضميرهم أولاً، وافتقارهم الإنسانية ثانياً؛ ولأن لا هَــمَّ لهم بوطن، ولا طموح باستقلال، ولا نية بالتحرّر، ولا رغبة في السلام، تجدهم يحجبون طُرُقَه، ويهدمون أيَّ بناء لإحلاله.
خَبُثَت نفوسُهم، واستُعمرت عقولهم، وأعمى أعينهم الحقد، وأصحبت لا ترى سوى باطلهم، وتصوره لهم على أنه صواب.
في المقابل تجد قلوباً صافية تجاه الشعب وقضيته العادلة، ولا يمكن أن يعكر صفوتها حقد العالم ونواياه السيئة تجاه الشعب، يعملون فوق طاقاتهم لتخفيف آثار العدوان والحصار، ويقدمون فلذات أكبادهم لحمايته، وصون ممتلكاته، ويجعلون من أجسادهم جسوراً يعبُرُ الشعب عليها للخلاص.
وللسلام قدموا التنازلات الكبيرة والكثيرة، وغلبوا مصلحة الشعب على ما دونها، يسعون سعيهم الحثيث لإحلاله، ويقدمون الرؤى المُرضيةَ للجميع لكن دون جدوى، كُـلُّ هذا ليفهمَ الجميعُ أننا نواجهُ عدوًّا لا يفهمُ الكلام، ولا يستوعبُ الأحداث، ولا يستفيدُ من الدروس، ولا يتعظُ منها، اصْفَعْه اليوم، ودُسْ أحلامَه، وبدِّدْها وذِرها في التراب، فينام ويصحى بأحلامٍ جديدة وكأن شيئاً لم يحصل، يستغبي بغباء، ويتقبل الهزائمُ بذكاء، ويظهرُها للرأي العام ببكاء، هكذا يلجؤون إلى العالم لنجدتهم واستنكار ما حل بهم كالنساء، هذا حالهم، وظاهر أمرهم، وما نراه ونشهده، والأيّام ستكشف لنا ما خفي.