مدوِّنةُ السلوك الوظيفي: ميثاقُ شرفٍ تتفرَّدُ به صنعاء..بقلم/ هنادي محمد
اعتزازاً بالهُــوِيَّةِ الإيمَـانيـة لشعب الإيمَـان والحكمة اليمانية وبشهادة من الرسول الأعظم -صلواتُ الله عليه وآله- وفي سبيل تعزيزها، صنعاءُ بقياداتها السياسية على رأسهم رئيس المجلس السياسي الأعلى/ مهدي المشاط، تدشّـنُ مدونةَ السلوك الوظيفي وأخلاقيات العمل في وحدات الخدمة العامة والتي تبناها القطاع الإداري من خلال وزارة الخدمة المدنية.
أتت هذه المدوّنة مستهدِفةً “الإنسانَ” بذاته كمواطن يؤدي عملًا وظيفيًّا ويتحمّل مسؤولية ما لتغيّر نظرته الموضوعية الروتينية للمسؤولية، وذلك ليس بالاقتصار على الاهتمام بعوائدها المادية والمعنوية فقط، بل ينظر إليها كأمانة؛ لأَنَّها مرتبطةٌ بالناس وبخدمتهم، وَيعتبرها جانباً عبادياً، وهذا لن يتحقّقَ إلا من خلال تطبيق مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي يفرضها علينا ديننا وهُــوِيَّتنا الإيمَـانية.
هدفت المدوّنةُ إلى إصلاح وبناء العمل المؤسّسي والارتقاء والتميّز فيه، وذلك من خلال البدء بإصلاح النواة الأَسَاسية والحلقة الأولى وهو “الإنسان” الذي إذَا صَلُح قلبُه صَلُحَ بكلّه وانطلق ليصلحَ الحياة، كما قال الشهيد القائد عليه السلام.
لم تُبْنَ المدوِّنة بأفكارٍ ورؤًى فرديةٍ حسب الرغبة والنظرة القاصرة، بل اعتمدت المراجعَ الأَسَاسية لكل مسلم ومؤمن وهو القرآنُ الكريم والهدي النبوي وعهدُ الإمام علي لمالك الأشتر حين ولاه مصر؛ باعتبَاره دستوراً إسلامياً مهماً لمن أراد بناء دولة هُــوِيَّتها الإيمَـان وطابعها الصلاح والتقوى في تقديم الخدمات للمجتمع، وكذلك قوانين الدستور اليمني.
سيادةُ الرئيس/ مهدي المشاط، أكّـد في كلمته خلال التدشين أن الأهمَّ من إنجاز المدونة هو تطبيقها من قبل الجميع، بالمعنى أن تطبيقها هو ما سينتج ثمارًا حسنة، والتقصير في العمل بما تضمنته هو ما سيمنع جني هذه الثمار؛ لذا لا يخيَّلْ للبعض أن هذه المدونة أتت لدفنِ كُـلّ منابع الفساد ولن نرى فاسدًا أَو متلاعبًا بعدَها؛ لأَنَّه -كما ذكرت سابقًا- الصلاحُ يكونُ من الإنسان ذاتِه الذي يخضعُ نفسَهُ للرقابة الإلهية قبل الرقابة القانونية.
ختامًا: لا غرابةَ في أن نرى الكثيرَ من الأبواق الناعقة من مرتزِقة العدوان ومنافقي الزمان رافضين للمدونة؛ لأَنَّهم يدركون جيِّدًا قبلَ كُـلّ فئات المجتمع من موظفي الدولة حجمَ الإصلاحات والتطوير الذي ستشهدُه المؤسّساتُ بعد تطبيق المدوّنة، وأن البابَ قد أُغلق أمام المتلاعبين، وهذا موطنُ الوجع لهم؛ لذلك لسنا مستغربين موقفَهم بل سنعملُ على أن تعلوَ أصواتُهم أكثرَ فأكثرَ حتى تَبُحَّ ولا يبقى صوتٌ إلا للحق، والعاقبــةُ للمتَّقيـن.