170 ألفَ مريض محاصَر مهدّدون بتوقف إمدَاد الأدوية المنقذة للحياة.. مرضى اليمن بين حصارَين
بيانُ الصحة: على الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها وعدم موازاة إجراءات الخناق ببرامج ثانوية
السنافي: العدوان والحصار تسبب في كارثة صحية وصعوبات أثرت تبعاتها على أداء المؤسّسات الصحية
الجنيد للمسيرة: برنامج الإمدَاد الدوائي مكبل مع استمرار الحصار وإغلاق المطار
مؤتمرٌ صحفي يسلط الضوء على تبعات العدوان والحصار على القطاع الدوائي:
المسيرة: صنعاء:
أكّـد برنامج الإمدَاد الدوائي، أمس السبت، أن استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ والحصار يهدّد بتوقف عمل البرنامج وإمدَاد ما يزيد عن 170 ألف مريض من الفئات الضعيفة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد، أمس، بالعاصمة صنعاء لتسليط الضوء على آثار الحصار على قطاع الدواء المنقذ للحياة، استعرض مدير عام البرنامج الوطني للإمدَاد الدوائي الدكتور سمير السنافي، جهود البرنامج في توفير احتياجات المرضى من الأدوية المدعومة وفق القائمة الوطنية للأدوية الأَسَاسية، مبينًا أنه عمل على شراء الأدوية إلى جانب استقبال المعونات والمساعدات الصحية وصرفها، خَاصَّةً الأنسولين لمرضى السكر وأدوية زارعي الكلى والأمراض المناعية والهيموفيليا والضغط والقلب والصرع والكبد والتصلب اللوحي والأدوية الخَاصَّة بالتقزم، موضحًا أن إجمالي المرضى المستفيدين بشكلٍ مباشر من البرنامج 169 ألفاً وَ627 حالة مرضية من الأمراض المزمنة.
وقال السنافي: نعاني من صعوبة في توفير الأدوية المنقذة للحياة والحيوية والمبردة وارتفاع كلفة وصولها نتيجة تعقيدات الحصار وإغلاق المنافذ البحرية والجوية.
وأشَارَ إلى أن آلية المساعدات الأممية في جانب الدواء غير فعالة وفق الاحتياجات والمأساة الإنسانية التي صنعها الحصار، مُضيفاً نلاحظ ارتفاع أمراض السكري والتقزُّم والأورام السرطانية والكبد والهيموفيليا خلال الـ 8 سنوات من الحصار.
ولفت إلى أن قطعَ الرواتب وإيرادات الدولة من قبل تحالف العدوان مثل أكبر الصعوبات التي تواجه البرنامج وتسبب بنقص كوادره وقدرته على العمل، لافتاً إلى أنه نتيجة الحصار وإغلاق الشحن الجوي إلى مطار صنعاء عزفت الشركات العالمية عن توفير أدويتها في اليمن.
وأكّـد الدكتور السنافي، أن العدوان والحصار تسبب في كارثة صحية وصعوبات أثرت تبعاتها على أداء المؤسّسات الصحية ومنها برنامج الإمدَاد الدوائي وأهمها صعوبة توفير الأدوية الحيوية نتيجة اعتذار الشركات وتوقفها عن توريدها وصعوبة استيرادها رغم مخاطبة الوكلاء وإنزال المناقصات الرسمية، فضلاً عن إغلاق المنافذ الحيوية وفي مقدمتها مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة الذي تسبب في انقطاع لبعض الأدوية الحيوية لفترات متعددة؛ بسَببِ تعنت العدوان ومنع دخولها.
ولفت إلى أن احتجاز المساعدات والحاويات بالمنافذ الجوية والبحرية والبرية في المناطق التي يسيطر عليها العدوان ومرتزِقته سبب في تقريب فترة انتهاء الأدوية وسوء التخزين وزيادة التكاليف المضافة على أجور الاحتجاز وغيرها.
ونوّه مدير البرنامج إلى أن الحصار تسبب في زيادة تكلفة الأدوية الحيوية التي وفرها البرنامج بشكلٍ مُستمرّ مثل أدوية زارعي الكلى؛ بسَببِ صعوبة الحصول عليها عبر الوكلاء الرسميين أَو عبر المنظمات العاملة، كما تسبب العدوان في زيادة عدد المرضى خَاصَّةً الأمراض النادرة والوراثية والمناعية مثل الهيموفيليا والكبد، والذين تم توفير أدويتهم ذات الكلفة العالية والتي لم تكن متوفرة سابقًا.
وتطرق إلى الصعوبات التي واجهت البرنامج مثل جائحة كورونا وانتشار الأوبئة مثل الكوليرا الدفتيريا وداء الكلب وغيرها.
فيما أوضح نائب مدير عام برنامج الإمدَاد الدوائي الدكتور عبدالقوي الجنيد للمسيرة، أن البرنامج يعاني صعوبة كبيرة في توفير الأدوية مع استمرار الحصار وإغلاق المطار.
ولفت إلى أن البرنامج يعاني نقصاً كَبيراً في أدوية الأمراض المزمنة وأدوية الفشل الكلوي.
إلى ذلك أكّـدت وزارة الصحة العامة والسكان في بيانٍ لها خلال المؤتمر أن استمرار العدوان والحصار يهدّد بتوقف المنظومة الصحية في اليمن بما فيها البرنامج الوطني للإمدَاد الدوائي.
وطالبت الوزارة في بيانها، الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها الإنسانية وحل الإشكاليات المتعلقة بالقطاع الصحي بشكلٍ عام وقطاع الدواء خَاصَّة، وإنقاذ المرضى فورًا بتسهيل دخول الأدوية أَو العمل على توفيرها بالشكل المطلوب خَاصَّةً الأدوية المنقذة للحياة.
كما طالبت برفع الحصار وفتح المنافذ الجوية والبحرية والبرية وفي مقدمتها مطار صنعاء أمام جميع الرحلات التجارية والأممية والمساعدات الإنسانية، بصورةٍ مُستمرّة، خَاصَّةً أمام الشحنات الدوائية والمستلزمات الطبية، وتيسير دخولها.
ودعا البيان الذي تلاه الناطق الرسمي باسم الوزارة الدكتور أنيس الأصبحي، الأمم المتحدة إلى السماح بدخول المساعدات الدوائية بدون شروط أَو احتجاز، أَو تأخُّر كونها مهمةً إنسانية بحتة.. مطالباً المنظمات العاملة في المجال الصحي الاهتمام بتوفير الأدوية المنقذة للحياة وتسهيل دخولها ومنها أدوية زارعي الكلى والأدوية المناعية والتعاون المشترك لتغطية الاحتياج بالشكل الفعال، مشدّدًا على ضرورة العمل على تأهيل برنامج الإمدَاد الوطني للأدوية؛ مِن أجلِ تقديم خدمة دوائية متكاملة ومطابقة للشروط العالمية وتعزيز الإشراف الميداني في مجال التموين الطبي.
وأشَارَ إلى سعي البرنامج بإمْكَانياته المتواضعة لتلبية الاحتياج الشديد من الأدوية المهمة والمنقذة للحياة بشكلٍ مُستمرّ وفعال وعادل وتوزيعها لمستحقيها، عبر الوسائل المتاحة والممكنة سواءً الحكومية أَو القطاع الخاص أَو المنظمات.
وتطرق البيان إلى جهود البرنامج خلال السنوات القليلة الماضية في توفير أدوية نوعية لأول مرة، بالإضافة إلى عمله ونشاطه المعتاد كمبادرة إنسانية لإنقاذ حياة العديد من المرضى خُصُوصاً في فترة العدوان على البلد.. مُشيراً إلى أن تزايد أعداد المصابين بالأمراض النادرة والمناعية في الوقت الحالي سيسهم في عدم تقديم الخدمة مستقبلاً نتيجة استمرار الحصار.