منظماتٌ توزِّعُ أدواتٍ جنسيةً ومرتزقةٌ يمارسون الرذيلة.. مأساة النازحات في الخوخه
مناطقُ الخائن طارق عفاش تحوّلت إلى كابوس يؤرق المواطنين
المسيرة- خاص
تعودُ قضيةُ النازحين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ إلى الواجهة من جديدة، ليس بفعل ما يقدم من خدمات إنسانية لهم، وإنما نتيجة انتشار روائح الفساد التي تنهش أجساد المكلومات من النساء في تلك المخيمات.
وتعكس الصورةُ الحقيقية عن معاناة لا يمكن وصفها للنازحين الذين يعيشون في مخيمات جنوب محافظة الحديدة تحت سلطة الخائن طارق عفاش، فالمنظماتُ الأممية هناك لا تقدم سوى النزر اليسير من المساعدات والتي لا تؤمن مصدر الحياة الكريمة لهم، كما أن التقارير تفيد بأن جنودَ الخائن طارق عفاش يمارسون الابتزاز للنازحات من حين إلى آخر، بدلاً عن مد يد العون وإنقاذهم من هذا المستنقع.
وكشف مقطع فيديو تم تداوله قبل يومين واحدة من أبرز فضائح الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في اليمن، ودورها في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، فبدلاً من توفير الحاجات الأَسَاسية الضرورية لهؤلاء المشردين من جحيم العدوان والحصار، يتم توزيع أدوات غير أَسَاسية ومن بينها كما يقول النازحون أدوات جنسية في موقف يعكس حقيقة هذه المنظمات وتماهيها مع العدوان الأمريكي السعوديّ الجائر على بلادنا.
وتتحدَّثُ إحدى النازحات في المخيم، في الفيديو المتداول بحُرقة عن حقيقة ما يتعرضن له من قبل مسؤولي الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين والعاملين في المنظمات، وَأَيْـضاً القوات الموالية للاحتلال الإماراتي، مؤكّـدة أن صرف المنظمات الإغاثية يقتصر فقط على المستلزمات الخَاصَّة للمرأة واحتياجاتها الصناعية وأشياء خَاصَّة لتسليك أمورها الليلية -حسب تعبيرها- في إشارة إلى توزيع أدوات جنسية، مؤكّـدة أنهن يتعرضن للمضايقات والابتزاز والتهجم ومحاولات الاغتصاب من قبل العاملين والجنود.
ويعتبر هذا الفيديو واحداً ضمن سلسلة توضح ملابسات احتراق مخيم النازحين بالخوخة، وهو من الفضائح التي ينشرها المرتزِقة لتوضيح حقيقة ما يدور هناك من مآسٍ تطال النازحين الذين فروا من لظى العدوان إلى جحيم المنظمات والقوات التابعة للخائن طارق عفاش الموالي للاحتلال الإماراتي.
ويقول الصحفي أحمد النعمي الذي أعد هذه الفيديوهات: “شاهدوا إحدى حالات ابتزاز واستغلال شرف التهاميات النازحات في مثل هذه المخيمات، هذه الفتاة تحدثت بأشياء كثيرة وأسماء لأشخاص حول قصص الابتزاز والمستغلين”.
ويضيف: “الفسادُ الأخلاقي للمنظمات الذي يشرف عليه مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين المدعو نجيب عبد الرحمن السعدي، توزع أدوات جنسية للنازحات، وآخرون يتسللون ليلاً إلى خيم التهاميات لممارسة الرذيلة، خُصُوصاً من قتل أقاربهن بالحرب وأصبحوا دون عائل”، لافتاً إلى أنه من ضمن ما تم توثيقه قصص لفتيات استطاعوا اسقطاهن في براثن الرذيلة، وساقتهن الحاجة إلى المال وتوفير لقمة العيش للرضوخ لهؤلاء الذئاب”.
انتهاكٌ للخصوصية
وليست هذه حالة استثنائية يمكن أن تتم محاسبة المقصرين عليها، لكنها تأتي ضمن حالات كثيرة يكشف عن مخطّط ممنهج من قبل العدوان والمرتزِقة وبالتماهي مع المنظمات الأممية لتعميق مأساة النازحين والنازحات في اليمن حَيثُ يعيشون في ظروف صعبة مع انعدام الخدمات الأَسَاسية ولا سيَّما الصحية والغذائية.
وتتشابه الكثير من مخيمات النزوح في تلك المناطق بعدم وجود دورات المياه أَو بالأصح قلتها، وتعطل غالبيتها عن العمل، في حين تمتلك كُـلّ أسرة خيمة واحدة، وهي تتحول إلى مطبخ لإعداد الوجبات، ونوم مشترك لكل الأسرة.
وتقول إحدى النازحات في حديث لإحدى وسائل إعلام المرتزِقة: إنها تشعر بالخجل كلما قصدت دورات المياه على مرأى من معظم قاطني المخيم، إذ لم يعد يخفى على أحد أن المرأة حين تخرج من خيمتها برفقة إبريق المياه، فهي تقصد “الحمامات” التي تفتقر لأدنى مقومات الصحة العامة.
وتواصل حديثها بالقول: “لقد قضت المخيمات على خصوصياتنا”، فالمرأة اليمنية محافظة للغاية، ولا تمتلك الجرأة كي تعيش حياتها أمام العامة بشكل طبيعي، ولذا نشعر بالحرج حين نتوجّـه إلى دورات المياه، أمام حشد من سكان المخيم، ولا يمكننا مقاومة الشعور بالخجل، موضحة أن حياتها أصبحت عامة، يعرفها الجميع ويتابع تفاصيلها بدقة، فالخصوصيات لم تعد موجودة اليوم، فالمنزل لا يوفر الأمان فقط لسكانه، وإنما يحفظ خصوصيتهم، ويكتم أسرارهم، فلا أحد يعرف بحال الأسرة، أَو الظروف التي تعاني منها، أَو المشاكل التي تطرأ بشكل مفاجئ.
وتختم حديثها أن النساء في المخيم يتحملن العبء الأكبر من الظروف الصعبة التي تحيط حياة النزوح والفقر، وسط ظروف لا تراعي خصوصيتهن، أَو طبيعة حياتهن الاجتماعية.
وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي للنساء في مخيمات النزوح في مناطق الخائن طارق عفاش فما الجدوى إذَا من توزيع أدوات جنسية لنساء لا يجدن المكان الأنسب لدورات المياه؟
ولعل التفسير الأنسب هو أن المنظمات التابعة للأمم المتحدة تدرك جيِّدًا حجم معاناة النازحين في المخيمات المنتشرة في معظم محافظات الجمهورية لكن هذا السلوك متعمد من قبلها خدمة للعدوان ولتنفيذ مآرب يجهلها الكثيرون، وهو سلوك دأبت عليه منذ السنوات السبع الماضية في تعاملها مع القضايا الإنسانية في اليمن.
كابوسٌ مرعب
وخلال السنوات الماضية انتشرت للعلن فضائح متعددة للجنود التابعين للخائن طارق عفاش من بينها اغتصاب النساء في مناطق سيطرتهم، كما حدث لفتاة الخوخة، بالتوازي مع استمرار الانفلات الأمني في المناطق المحتلّة واستمرار تعرض النساء للخطف والإخفاء القسري من قبل مرتزِقة وقادة دول العدوان.
وفي هذا الشأن تقول الناشطة الحقوقية سمية الطايفي: إن ما يحدث في مناطق الخائن طارق عفاش ليست جريمة واحدة، بل جرائم بالآلاف، لكنه للأسف يتم الصمت إزاء ذلك؛ بسَببِ الأعراف والعادات والتقاليد أَو خوفاً من الموت والتعذيب على يد أدوات العدوان ومن يرتكبون بحق النساء أبشع الانتهاكات.
وتضيف في منشور لها: “لن ننسى جريمة اغتصاب أحد الجنود السودانيين التابعية لقوات الاحتلال الإماراتي أحد النساء في مديرية الخوخة أثناء تواجدها بأحد الأودية المجاورة لمعسكر أبي موسى الأشعري الذي يتبع قوات التحالف، كما لن ننسى جرائم العدوان ضد النساء في مديرية التحيتا، حَيثُ شهدت المديرية جرائم أخلاقية وحشية متعددة، وأقدم المرتزِقة على خطف مجموعة من النساء في المديرية وتم اقتياديهن إلى جهة مجهولة”.
ويظل ملف اغتصاب النساء في مناطق المرتزِقة ونشر الرذيلة من قبل المنظمات الأممية واحداً من أهم الملفات التي تستدعي التحَرّك والغضب الشعبي الواسع، وعدم السكوت على الإطلاق، حتى لا يتمادى العدوُّ في ارتكاب المزيد من الجرائم التي تنتهك أعراض وشرف وكرامة اليمنيين.