مع اقتراب الذكرى السنوية للشهيد.. بين يدي فخامة رئيس الجمهورية والحكومة..بقلم/ حسن محمد طه*
أيام قليلة وتحل علينا الذكرى السنوية للشهيد وتأتي مناسبة هذا العام بعد أن تم اعتمادُ هيئة رعاية أسر الشهداء بدلاً عن (مؤسّسة الشهداء) والتي بذلت وتبذل جهودًا جبارة على مدار العام في تقديم الرعاية لأسر وأبناء الشهداء من مختلف الجوانب (الرعاية الصحية والتعليم العام والجامعي وصرف الكفالة وعدد من المشاريع الموسمية… إلخ).
ولكن ولاعتبارات عديدة يظل هذا العمل الجبار محدودًا وتلك الجهود غير كافية رغم أهميتها وخَاصَّة وأنها منجزات تتحقّق في ظل ظروف استثنائية فرضها ويفرضها العدوان.
وبما أننا نؤمن بأن تضحيات الشهداء الأبرار -سلام الله على أرواحهم الطاهرة- وبذل وعطاء ومثابرة كُـلّ المجاهدين أثمرت بفضل الله -سبحانه وتعالى- ما نحن عليه جميعاً من عزة وكرامة وصوناً للأعراض ونعمة الأمن والأمان والاستقرار فكانت وستظل تلك التضحيات ثمناً لكل المنجزات والانتصارات التي تحقّقت والتي لا تزال تتحقّق كُـلّ يوم بفضل الله حتى تتحرّر الأرض ويتحقّق الاستقلال التام ليمن الإيمَـان والحكمة.
فلا بدَّ ومن هذا المقام ونحن نستشعر المسؤولية أمام الله أولاً ثم أمام تلك التضحيات العظيمة والسخية لا بدَّ أن نسعى بكل جهد ونكران للذات إلى تأمين حياة كريمة لأسر الشهداء بشكل دائم ونتجاوز وضع شحة الموارد وانعدامها ونتحَرّك بمسؤولية على المستوى الرسمي كحكومة وعلى مستوى القطاع الخاص والمجتمع بشكل عام.
وذلك من خلال اتِّخاذ سلسلة من الإجراءات والخطوات التي نرى بأنها ضرورية فمهما كانت التعقيدات القانونية والتشريعية فلا بدَّ على الحكومة من تقديم الدعم (الذكي) لهيئة رعاية أسر الشهداء حتى تصبح كياناً مؤسّسياً كبيراً وقادراً على تأمين متطلبات أسر الشهداء على مدار العام من خلال توجيهات فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى للحكومة باتِّخاذ إجراءات من واقع دراسة الوضع الراهن للهيئات والمؤسّسات والمصالح الحكومية بمختلف قطاعاتها تضمن تنمية موارد الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء لتتمكّن من القيام بواجباتها نحو أسر وأبناء الشهداء والوفاء بالالتزامات القانونية والإنسانية نحوهم من خلال الآتي:
- إحالة بعض القطاعات في الوزارات والهيئات إلى هيئة رعاية أسر الشهداء للبدء في تشغيلها واستثمارها بمختلف الأنشطة الاقتصادية سواءً بنقل ملكيتها أَو إدارتها وتحصيل مواردها.
- يتم نقل بعض الأصول العقارية والأراضي الاستثمارية والزراعية التابعة لبعض الوزارات والهيئات والمصالح للهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء لتقوم باستثمارها بحسب وضعيتها سواءً من حَيثُ النوع والموقع أَو الجدوى خلال هذه المرحلة وعلى المدى البعيد.
- تخصيص أراضي زراعية وسكنية من عقارات الدولة وتمليكها للهيئة لتعمل على استثمارها في المجال الزراعي والعقاري ومنها ما يخصص لأبناء الشهداء في مختلف المحافظات.
- توجيه الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات وهيئة الزكاة وهيئة الأوقاف بتقديم قروض بيضاء لهيئة رعاية أسر الشهداء بعد أن تقوم بتجهيز دراسة جدوى لتشغيل كُـلّ قطاع ممن ذكرت سلفاً.
- التحَرّك بحكمة لطرح هذا الواجب على طاولة القطاع الخاص الوطني للقيام بواجبه ودوره في مثل هكذا مرحلة من خلال تخصيص مبلغاً محدّداً من سعر كرتون المنتجات المحلية وعلى الكماليات المستوردة كمساهمة القطاع الخاص لصالح صندوق الهيئة.
وأخيرًا لزم علينا تقديم النصح للإخوة قيادات الدولة بمختلف مستوياتهم بأن نعمل على تغيير نمط إحياء هذه المناسبة العظيمة وأن لا يقتصر تفاعلنا على تنفيذ وحضور الفعاليات وافتتاح المعارض وتكريم أسر الشهداء على مستوى أمانة العاصمة والمحافظات (رغم أهميتها).
بل يجب علينا تنفيذ زيارات للقرى البعيدة والوديان والجبال التي لم تألف زيارة كبار المسؤولين؛ من أجل التفقد لأحوال أسر الشهداء فيها وتلمس همومهم عن قرب والعمل على حَـلّ مشاكلهم وزيارة أبنائهم للمدارس والمعاهد.
لأن تلك الأسر التي تسكن في الريف لا تجد من يزورها إلا تلك الوجوه التي اعتادت عليها طوال العام ((المسؤولون في إطار المديرية أَو العزلة ومن أدنى من هذا المستوى) ونحن ندرك أن غالبيتَهم ليس لديه ما يقدمه للأسرة سواءً دعم مادي أَو معنوي أَو حلول للمشاكل ولا يستطيعون تنفيذ زيارات لجميع الأسر.
ولذلك نرى أن نعمل جميعاً ((مختلف قيادات الدولة)) من الآن وحتى تدشين المناسبة على إعداد برنامج نزول عملي وواقعي لمختلف الوزراء وقيادات هيئات ومؤسّسات ومختلف أجهزة الدولة؛ مِن أجلِ أن تثمر الزيارات بهذا الزخم الأثر والنتيجة المرجوة ونستشعر أهميّة المناسبة لينعكس ذلك الأثر الطيب على نفوس تلك الأسر العظيمة ويشعر أبنائها بأنهم ليسوا أيتاماً وستتحقّق نتائج كثيرة ترضي الله وتخدم عوامل الصمود وإفشال مخطّطات العدوان.
وأيضاً نجسد عمليًّا لتلك العهود التي قطعناها على أنفسنا أمام قنوات الإعلام وشهد علينا ملايين المشاهدين داخل الوطن وخارجه بالوفاء للشهيد والشهداء مع كُـلّ تشييع.. وكذلك نستذكر موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- وتوصياته بالاهتمام بأسر الشهداء ونتصف جميعاً بمن أثنى عليهم الله حينما قالوا ((وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا))، ونحمل جزءاً من روحية أُولئك الشهداء والمجاهدين العظماء الذين تحَرّكوا بمسؤولية وتضحية في سبيل الله؛ مِن أجلِ أن نحيا على تراب الوطن الطاهر من دنس الاحتلال ونحن وكل أبناء الوطن أعزاء كرماء.
* عضو مجلس الشورى