غيابُ الحرب لا يعني السلام..بقلم/ عبدالغني حجي
اليمن اليوم رسمياً وشعبياً أكثر حضوراً وتمسكاً بموقفه المبدئي الديني في نُصرة الشعب الفلسطيني والأُخوة الإسلامية، أعداء الأُمَّــة يسعون لتمرير التطبيع في المناهج والخطاب الديني ويريدون أن تقبل الأمة قيادة الصهاينة كوكيل لأمريكا.
نعيشُ في هدوء حذر، واليد على الزناد، والمعركة القادمة حبلى بالمفاجآت.. صنعاء تؤكّـد هذا، ولا يعني التهديد فقط!!
هذا وعدٌ بالانتصار للقضية والشعب وحفظ الحقوق وصون الممتلكات، ووعدُ الحر دينٌ عليه، مع أن لا دينَ على صنعاء وكل وعد يقابله واقع عملي وقد شهدنا هذا في ميناءي الضبة وقنا.
لأننا في ظل سلامٍ مخادع كهذا نرى أن الحربَ المعلَنة أفضلُ ونتائجُها كيف ما كانت مُتقبّلة، وقد تعودناها وألفناها؛ لأَنَّ السلامَ هو أكثرُ من مُجَـرّد غياب للعنف، والفترة التي تلي توقُّفَ القتال، يجب أن تكونَ مطبوعةً بالعودة إلى الحياة الطبيعية وهذا أمرٌ مرحَّبٌ به، والحياة الطبيعية لكي تكونَ طبيعيةً تحتاجُ إلى تحرُّرٍ كاملٍ من قيود الحرب دون شرط يذُكر.
أما السلام الأمريكي بشكله الحالي والذي نلامُ على رفضه وندانُ لعدمِ تقبله، يُبدي حقيقةَ أن الحربَ لن تنتهي، وأسباب النزاع لن تتمَّ معالجتُها وقد تطفو إلى السطح مجدّدًا بوتيرة أشد وأقسى من سابقاتها، وكأن الأمريكي يقول: (تقديراً لظروف الإدارة الأمريكية والأحداث التي تمر بها ومعطيات الميدان، سيتم استئناف العملية العسكرية في اليمن). هذا ما فهمناه من الإصرار الأمريكي على توقف القتال لا غير، وتسعى الأمم المتحدة لتعميمه ووصفه بـ “السلام الإيجابي” الذي يفضي لسلام شامل.
وهكذا تُغَيَّبُ العوامل التي تساهم في إرساء السلام، والتي قد يؤدي غيابُها إلى النزاع من جديد.
السعوديّةُ لا تريدُ بقاءَ الحرب، وَاستئناف القتال لكن الأمريكي والبريطاني يرغمها على هذا، لا مصلحة للنظام السعوديّ تُذكر غير فرض الوَصاية وقد أصبح لديه يقينٌ راسخ بأن الوَصاية ماضٍ بغيضٌ لن يتكرّرَ، وعليه تقبُّلُ هذه الحقيقة وإن بمرارة، وهي مدركةٌ أن السلامَ يحتاجُ نيةً صادقة من الأمريكي؛ لأَنَّ خيارته متاحة للتنفيذ وبأقل التكاليف وأسهل الطرق، ولتثبيته يتم تنفيذ الشروط الإنسانية التي تطالب بها صنعاء التي منطلقها الإنسانية، لا الأنانية والابتزاز إن أرادَت السلام.
وخياراتُ الحرب متاحة ومعادلاتُها قائمة والقادمُ لا يسُرُّهم.