الهُــوِيَّةُ الإيمَـانيةُ منهجٌ قرآنيٌّ ونبويٌّ خالص..بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
(الهُــوِيَّة الإيمَـانية) ليست في الحقيقة صناعةً (حوثيةً) محفورًا على جدارها اسم (الحوثي) حتى نرى البعضَ ينفرون من دعوته المُستمرّة للتمسك بها وضرورة الحفاظ عليها.
هي ليست كذلك (اختراعاً) (حوثياً) جديدًا سهر السيد الحوثي على إنجازه وتطويره طويلاً حتى نرى البعض يستصغرونه ويقللون من شأنه وأهميته!
كما أنها أَيْـضاً ليست منتجاً (حوثياً) يسعى السيد الحوثي إلى تسويقه وترويجه حتى نرى البعض يقاطعونه ويرفضون التعامل أَو التعاطي معه!
هي ليست كذلك.. الهُــوِيَّة الإيمَـانية، في الحقيقة، هي ثقافةٌ ومنهجٌ (قرآنيٌّ) وَ(نبويٌّ) خالصٌ وخاصٌّ بنا نحن المسلمين جميعاً.
هي منظومةُ القيم والأخلاق والمبادئ التي تميِّزنا نحن المسلمين عن غيرنا من الأمم.
هي مسؤوليةٌ مشتركةٌ ملقاةٌ على عاتق كُـلّ مسلم أن يقومَ بها ويسهمُ في تعزيزها والحفاظِ عليها وليست فقط مسؤولية السيد الحوثي وحدَه.
فلماذا إذن ينكرُ البعضُ على السيد الحوثي اليومَ دعوتَه لإحيائها وإشاعتها وضرورة الحفاظ عليها؟
لماذا يحاولون إبرازَ دعوتِه هذه وإظهارها بمظهر الأمر الذي لا يسايرُ العصرَ أَو يواكبُ التطورات والذي يُرادُ فرضُه على الناس قسراً وإلزامهم به؟
أخبروني.. من الذي يريدُ لنفسه أَو لأحدٍ من أهله أَو أقاربه أن يكون شاذّاً أَو مِثليّاً مثلاً؟
من يريد لابنه أَو أخيه أن يكونَ خليعاً أَو متسكعاً في الشوارع والملاهي والأسواق؟
من يريد لأمه أَو أخته أَو ابنته أن تكونَ سافرةً أَو متبرجةً أَو عِرضةً للتحرش والمضايقات؟
من يريدُ لمجتمعه أن يكونَ متفسخاً ومنحلاً ومتجرداً من الأخلاق والقيم؟
من يريدُ أن يرى الملاهي والبارات والمراقص الليلية تنتشرُ في محيطه وبيئته التي يعيش فيها؟
من يريد أن يرى الناسَ من حوله يتشبهون في كثيرٍ من الأحوال بالساقطين والساقطات الأجنبيات وغير المسلمات؟
لا أحد طبعاً إلا كُـلُّ من تجرَّد من كُـلّ قيم الرجولة والفحولة والإنسانية؟
فلماذا إذن يعيبُ هؤلاء على السيد الحوثي أن دعا إلى تحصين المجتمع من خطر الوقوع في كُـلّ أَو أَيٍّ من هذه الموبقات؟
أليس الحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَـانية وإشاعتها كثقافة مجتمعية هي الحصن الحصين للمجتمع من مثل هذه الممارسات والموبقات؟
وماذا فعل السيد الحوثي أصلاً حتى تواجَهَ دعواتُهُ بهذه السيول من الانتقادات والسخرية حيناً والاستنكار حيناً آخر؟
ماذا فعل إذَا كان قد جاء وهذه الهُــوِيَّة الإيمَـانية توشك أن تترنحَ؛ بفعل مؤثراتٍ وعواملَ (أجنبية) دخيلةٍ كثيرةٍ طرأت على مجتمعاتنا سوى أنه حمل على عاتقِه مسؤوليةَ مواجهةِ وإزالةِ كُـلِّ هذه المؤثرات والعوامل إنقاذاً لهذه الهُــوِيَّة الإيمَـانية الشبه المترنحة وإنعاشها وإعادة اعتبارها؟
فهل هو بهذا أخطأ؟
وهل في هذا دعوةٌ إلى تبني أيديولوجيا معينةٍ مثلاً أَو فكرٍ أَو مذهبٍ أَو فئةٍ أَو حزب أَو تيارٍ أَو جماعة؟
أم هي دعوة جامعة وعامة للعودة بالناس إلى الطريق القويم والمنهج السليم؟
أجيبوني يا من لا تريدون لأنفسكم وأهليكم ومجتمعكم ومحيطكم وبيئتكم التفسخ والانحلال والوقوع في الرذيلة!
نعم..
أعترف أنه قد يصاحبُ القيامَ بهذه المهمة وهذه المسؤولية الإيمَـانية الملحة وجودُ بعضِ اختلالات أَو تجاوزات إجرائية هنا أَو هناك والتي هي ناتجة فقط إما عن اجتهاداتٍ فرديةٍ خاطئة أَو سوء تقدير للوضع الأمر الذي سيجد من خلاله بعض الموتورين والمأزومين فرصةً سانحةً لهم أَو مساحةً مفتوحة للاستغلال السياسي السيئ والتوظيف الفكري السلبي، لكن هذا، في المحصلة، لن يؤثر أَو يقلل من أهميّة وعظمة هذه المهمة العظيمة.
لذلك، ومن هذا المنطلق، أدعو الجميعَ إلى التعاطي الكامل بإيجابية، ليس مع دعوة السيد الحوثي فحسب، وإنما مع كُـلِّ دعوةٍ قد تخرج هنا أَو هناك مناديةٍ بضرورة التمسُّكِ والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَـانية السليمة لا لشيء طبعاً سوى انتصارٍ لديننا وقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا العربية والإسلامية الصحيحة والأصيلة.
عندها فقط سنكونُ قد حافظنا على أنفسنا وحصَّنَّا مجتمعاتنا وشعوبنا من أيِّ اختراق قد يستهدفُ هُــوِيَّتَنا الإيمَـانيةَ وقيمَنا وثقافتَنا العربية الإسلامية.