مُدونةُ السلوك.. أمانةٌ ونهُوضٌ بالمسؤوليات .. بقلم/ مطهَّر يحيى شرف الدين
وإن أبدى البعضُ من موظفي الدولة امتعاضَهم من صدور مدوّنة السلوك الوظيفي؛ ظناً منهم بأن بنودَها تهدفُ إلى إرهاق الموظف من خلال تعزيز تواجده في مؤسّسته وتشديد الالتزام بالدوام الرسمي إلا أن الذي يعتقد هذا الاعتقاد قد توفرت لديه رؤية غير منصفة تماماً، ومن السذاجة والحماقة لديهم أن يظل أُولئك على المستوى السطحي جِـدًّا في نظرتهم ومواقفهم السلبية التي تعبر عن عنادهم وهم يشاهدون حكومة الإنقاذ وهي تبني مؤسّسات الدولة اليمنية الحديثة بناءً إدارياً وثقافيًّا وأخلاقياً وتعزز علاقة الموظفين بمؤسّساتهم وانسجامهم مع قياداتهم وكذلك مرونة تعاملهم مع المواطنين.
أصحاب النظرة الظالمة وذلك الاعتقاد الخاطئ يكشف توجّـه وهجمة أصحاب الرؤى بأنهم ليسوا سوى أبواق مفضوحة تعمل لصالح أدوات التحالف التي لا تتمنى أي خيرٍ أَو نماء أَو زكاء لأبناء الشعب اليمني العظيم.
ولو أنهم كانوا حريصين على كرامة وعزة الموظفين لتحَرّكت أقلامهم وصدحت أصواتهم لمواجهة طغيان ونفاق الأنظمة العالمية والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية التي تدّعي كذباً ونفاقاً ومراوغةً اهتمامها نشر الأمن والسلام وادعائها الحرص على رفعة ورفاهية أبناء الشعب اليمني.
ولو كان المنافقون المرجفون حريصين على أن يعيش الموظفون حياةً كريمة وسعيدة لوقفوا في وجه عملاء دول التحالف مطالبين بصرف مرتبات الموظفين التي يتم نهبها علناً لصالح البنك الأهلي السعوديّ بالمليارات.
ولطالبوا أَيْـضاً بخروج المحتلّ من الجزر والمحافظات والموانئ الجنوبية التي أمعن فيها التحالف نهباً للثروة وانتهاكاً للسيادة وامتهاناً للكرامة وسلباً للقرار.
ومن المضحك جِـدًّا تلك المواقف والسلوكيات من قبل الممتعضين من مدونة السلوك بالرغم من أن بنودها منطلقات قرآنية إيمَـانية علوية وَطابعها مسؤولية وسلوك وقيم وأخلاق وأمانة وعهد وميثاق وإخلاص.
وآثار تطبيقها وَالعمل بها ثمرة وتحَرّكاً وإنتاجاً وصورة ذهنية حسنة تترك انطباعاً إيجابياً لدى الجمهور بأن الموظف ما وُجد إلا ليكون عاملاً لمصلحة الجمهور يُنجز عملاً ويصلحُ وضعاً ويبعث ابتسامةً ويُسدي خدمةً ويُلبي طلباً.
وإزاء ذلك وسعياً للإصلاحات الإدارية وتعزيزاً لثقافة المبادئ وَالقيم والتعامل والأخلاق ولكي لا تتسع الفجوة بين تحقيق طلبات الجمهور وأهداف المؤسّسات وبالذات الخدمية المتصلة أعمالها ومهامها بالمواطنين كان لا بد من أن تخرج إلى حيز الوجود مدونة عمل تضبط المهام أخلاقياً وقيمياً وسلوكياً وبما يحقِّقُ أعلى مستوى من رضى المواطنين من يُعتبرون هدفاً أولاً وأَسَاسياً تسعى مؤسّسات الدولة لخدمتهم وتحقيق رضاهم.
وحين يتحلى جميع الموظفين من أعلى هرمٍ مؤسّسي وحتى أسفله بالرقي في التعامل وباستشعار الأمانة والمسؤولية والإنجاز والشفافية في الأعمال والمهام حينئذ يتحقّق الرضا والانسجام بين الموظف والمواطن ولن نكون خير وأعز وأكرم أُمَّـة أخرجت للناس كما أرادنا الله سبحانه وتعالى إلا إذَا توكلنا على الله ووثقنا به ثقةً مطلقة وارتبطنا بالدين الإسلامي وتعاليمه وتمسكنا وعملنا بما جاء في القرآن الكريم لنبتعد عن الظلمات ونكون أهلاً للهدى والبصيرة والاستقامة ممتثلين للتوجيهات والأوامر الإلهية وقد أسقطنا قيم العدل والخير والحرية والكرامة في مدوّناتنا ودساتيرنا ومناهجنا لنسير عليها منهجاً وسبيلاً لنكون من المفلحين.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً”.