ألغامُ وقنابلُ العدوان الأمريكي السعوديّ تفتكُ بأطفال اليمن
بالتوازي مع احتفالات العالمي بيوم الطفل
المسيرة – صالح الدرواني
يحتفي العالَمُ كُـلَّ عام باليوم العالمي للطفولة، ليتحدَّثَ عن إنجازات تتحقّق في هذا الجانب، لكن الوضعَ في اليمن استثنائي تماماً، فالأطفالُ لا يزالون يعيشون مرارةَ العدوان الأمريكي السعوديّ الصهيوني الغاشم ويكتوون بنيرانه.
ولا يزال الأطفال إلى اليوم يسيرون في شراك موت العدوان، فالألغام والقنابل العنقودية تتصدر معاناتهم، فمن ينجو من القصف الإجرامي يعيش في محنة العقدة النفسية لما عايشه من بطش وتوحش أمريكي سعوديّ.
وبالتزامن مع الاحتفالات التي تقيمها دول العالم بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أُصيب 12 مواطناً بينهم 9 أطفال بالحديدة إثر انفجار أحد شراك الموت التي زرعتها قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ.
وأكّـد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، إصابة 12 مواطناً بينهم 9 أطفال بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة جراء انفجار لغم من مخلفات العدوان، لافتاً إلى أن الجرحى والمصابين تم نقلهم إلى عدد من مستشفيات المحافظة لتلقي العلاج.
وأشَارَ المركز إلى الحرمان الذي يعيشه أطفال اليمن طيلة ثمانية أعوام من الحرب العدوانية الظالمة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن، فقد فيها أطفال اليمن أبسط حقوقهم، حَيثُ استهدفت منازلهم ومدارسهم، وأسواقهم، بل حتى حافلاتهم لم تسلم من الاستهداف، في إشارةٍ إلى المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق أطفال ضحيان.
وأكّـد أن 204 من الأطفال في 11 محافظة يمنية سقطوا ضحايا لمخلفات العدوان (ألغام –قنابل عنقودية)، خلال الفترة من 1 يناير 2022م وحتى يوم أمس 20 نوفمبر، استشهد منهم 44 طفلاً.
وأشَارَ إلى أنه وللعام الثامن على التوالي من الحرب والحصار على اليمنيين يستمر صمت وتخاذُل الأمم المتحدة المتعمّد، والتي لم ترعَ المَواثيق الدوليّة وخَاصَّةً الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كفل رعاية الأطفال وحمايتهم من أي اعتداء.
ولفت البيان إلى معاناة الأطفال جراء العدوان والقنابل العنقودية التي أثرت على حياتهم، مؤكّـداً استشهاد وإصابة 145 طفلاً منهم 29 شهيداً، جراء القنابل العنقودية ومخلفات الحرب خلال فترة الهدنة الأممية التي بدأت في 2 أبريل 2022م.
وقال: إن استمرار سقوط الضحايا بتلك الأعداد ناتج عن سببين رئيسيين الأول يتمثل في وجود آلاف القنابل العنقودية التي ما تزال كامنة في مختلف المناطق اليمنية، أما الثاني فيتمثل في منع التحالف دخول الأجهزة الكاشفة التي من شأنها التقليل من الضحايا من خلال تطهير المناطق من القنابل ومخلفات الحرب، وهو ما يؤكّـد عدم التزام الأمم المتحدة برعاية حقوق الطفل.
من جهتها، عبّرَت عددٌ من المنظمات والمؤسّسات الحقوقية والمدنية، في بيانٍ صادر عن التكتل المدني للحقوق والحريات، تلقت صحيفة “المسيرة” نسخةً منه، عن قلقها البالغ إزاء تزايد أعداد ضحايا مخلفات العدوان، واصفةً الأُسلُـوب الذي انتهجه العدوان الأمريكي السعوديّ في حربه على اليمن بالأعمال العدائية العشوائية.
وأشَارَ بيان التكتل الذي يضم مؤسّسة أصوات حرة، ومنظمة مناصرون للحقوق والحريات، ومؤسّسة يمانيات للطفل والمرأة، إلى أن الأساليب التي انتهجها تحالف العدوان، والتي طالت عدد من المناطق السكنية، وتسببت في وقوع خسائر وإصابات في صفوف المدنيين، جرائم حرب، وذلك وفق التوصيف القانوني الإنساني الدولي، والذي تضمنته اتّفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولين الملحقين بها.
مجدّدًا التأكيد بأن وصفها بجرائم الحرب، توصيف لا يقبل التأويل أَو الجدل؛ كون المستهدفين هم من المدنيين الآمنين.
وناشد البيان تحالف قوى العدوان التقيد بالتزاماته تجاه القوانين والمعاهدات والاتّفاقيات الدولية بحماية المدنيين.
وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، معبراً عن إدانته واستنكاره للصمت الدولي والهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وتفرجها على الجرائم التي يقترفها تحالف العدوان بحق المدنيين في اليمن.