لصوصُ النفط وحماةُ الثروة السيادية..بقلم/ مالك الغنامي
ميناءُ الضبة مجدّدًا تحت الرصد، وكُلُّ تحَرُّكٍ مشبوهٍ مرصودٌ بدقة فائقة، وكُلُّ يد تمتد لنهب ثروات الشعب السيادية سيتم بترُها، هذا ما تترجمُه القواتُ المسلحة اليمنية قولاً وفعلاً، فالأولى بقوى العدوان -على رأسهم أمريكا وأزلامها- تركُ النهب لموارد وثروات الشعب اليمني والتفكيرُ في صرف مرتبات جميع الموظفين اليمنيين، بدلاً عن التفكير في ما لا يفيد وما سيفشل أمام حماة الثروة السيادية.
منذ بدء العمليات التحذيرية للقوات المسلحة اليمنية لم يتوقفْ العدوان ومرتزِقته في التخطيط والتفكير بكل الوسائل للاستمرار في نهب الثروات بأية طريقة كانت، لم يأبهوا بمرتبات الموظفين ولا يهمهم ذلك، وكُلُّ ما يهمهم مصالحهم فوق استحقاقات جميع أبناء الشعب اليمني.
إن عقلياتٍ تعودت العيشَ على النهب لا يمكن في يوم من الأيّام أن يكونَ هَمُّها الشعبَ ولا انهيارَ اقتصاده ولا مجاعته وحصاره، ولا الخطر المحدق به، ولا أي شيء آخر.
لقد تجلّت للشعب حقيقةُ من ينهب ثرواته، ويحاصره ويمنعُ صرف مرتباته، واتضح لهم أَيْـضاً مَن يحمي سيادته ويذودُ عنه ويمنعُ نهب مقدراته، ويأبى إلا مصلحةَ جميع أبناء الشعب.
المحاولةُ الثالثة في ميناء الضبة كانت مؤلمةً أكبر من سابقاتها، وذلك لما سبقها من تخطيط، ولما رافقها من حماية ودفاعات جوية أمريكية متمكّنة، لكنها -وعلى الرغم من ذلك- لم تُجدِ ولم تحمِ نفسَها حتى لاذ الجميع بالهرب، لم يحقّقوا ما طمحوا إليه بنهب مليونَي برميل من نفط هذا الشعب، وهذا بحد ذاته درسٌ كافٍ لهم مفاده: أنه لن ينفعهم حماية الغرب لهم، ومن لم يحمِ الأجواء السعوديّة فهو غيرُ قادرٍ على حماية جزء بسيط من الأجواء اليمنية.
لصوصُ تحالف العدوان أمامَ معادلة حماية الثروة السيادية، وعليهم أن يعوا ذلك جيِّدًا ويكفوا عن نهب الثروات النفطية والغازية، فما بعد هذه المعادلة ليس كما قبلها، وعليهم التفكير في مصلحة المواطن اليمني الذي يُحرَمُ من الاستفادة من ثرواته التي هو أحقُّ بها قبل أي أحد.
وإن لم يفهموا مصلحة المواطن ومعاناته وظلمه وحصاره فعليهم التفكير مجدّدًا في ما ينجيهم من قادم الضربات التي قد ربما لن تكون تحذيرية فحسب.