تدشينُ الذكرى السنوية للشهيد..بقلم/ خـديـجة الـمرّي
(مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
مع الذكرى السنوية للشهيد يُدشّـن أبناء الشعب اليمني العظيم هذه المُناسبة العظيمة كعظمة أصحابها العُظماء، في مُعظم مُحافظات الجمهورية اليمنية، سواءً في العُزل أَو القُرى، وفاءً وعرفانًا وإجلالاً لما قـدّمَه هؤلاء الشُهداء من تضحياتٍ وتفانٍ في سبيل الله، ونصرة دين الله، وقضية الأُمَّــة، وخدمةٍ لهذا الوطن الذي أصبح مُعظم أبنائه شُهداء، كانوا هم الأوفياء، وأرخصوا دماءهم؛ مِن أجلِ أن نحيا في عزةٍ وكرامةٍ وإباء.
ونظراً لما لهذه المُناسبة من أهميّة كُبرى في تاريخ الأُمَّــة ماضيها وحاضرها، فهي محطة مهمة نتزود منها العزم والثبات، بما تعنيه الكلمة من معنى، فبدماء الشُهداء الأحرار نصنع النصر، ونُواجِهُ جُموع الكفر، ونتحدى كُـلّ طواغيت العصر، ونستذكر مواقفهم الخالدة التي يُحق لها أن تُكتب بِماء الذهب، فمنهم نستلهم الدروس والعبر، ونتعلم البذل والعطاء، والتضحية والفِداء، فببركة الشُهداء وتضحياتهم نُواجه اليوم أعتى مجرمي عصرنا، بِصمودٍ أُسطوري مُنقطع النضير أذهل العالم بكامل حشده وقِواه.
فما نحنُ فيه من حرية وكرامة هو بِفضل دِماء الشُهداء الذين أرخصوا أرواحهم؛ مِن أجلِنا، ونصرة الدين، وإقامة العدل والحق، وتحَرّكهم الصادق في الدفاع عن أمتهم وشعبهم الأبي، ضد الباطل والظلم، فكيف لا نُحيي ذكراهم ونُخلد بُطولاتهم ونتحدث عن شجاعتهم، وقوة إيمَــانهم الراسخ، وتحَرّكهم في ميادين البطولة والجهاد؟!
شُهداؤنا الأبرار، تحدوا الأخطار، وكسروا شوكة الذل والانكسار، ووثقوا بالواحد القهار، ومضوا بعزيمة وإصرار، وكان قائدهم الشهيد القائد السيد/حُسين بدر الدين الحوثي، مؤسّس المشروع القرآني-رضوان الله عليه- ورئِيسهم الشهيد الصمّاد -رحمة الله عليه- فعلى خُطى هؤلاء القادة العُظماء التحق أبناء شعبنا بقافلة الشُهداء، وانطلقوا إلى ساحات الشرف والجهاد حاملين أسلحتهم، ومُنكلين بأعدائهم، ليكون لهم السبق للالتحاق بِرفاقِهم الشُهداء.
فمن واجبنا تجاه الشُهداء الوفاء لهم وذلك بالتفقدّ لأُسرهم، والعناية بأبنائهم، والاهتمام بِهم، فهم مسؤولية وأمانة في أعناق الجميع.
فسلام الله على كُـلّ أرواح الشهداء الذين سَنُخلد ذكراهم، ونمضي على دربهم، ونُكمل المشوار بعدهم، ولن نتوانى عن مسيرتهم، وسَنِواصل ثقافة الجهاد والاستشهاد، ونصنع الانتصار.