دموعُ التماسيح..بقلم/ محمود المغربي
نعلم جميعاً صغاراً وكباراً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعرض لمؤامرة خارجية عظيمة وقد عمل أعداء إيران لعقود على إيجاد ثغرة بسيطة في بنية النظام الإيراني يمكن الدخول منها وضرب إيران من الداخل بعد أن عجزت أمريكا وبريطانيا والكيانات الصهيوني والسعوديّ والإماراتي وطابور طويل من الدول من الاقتراب ومواجهة إيران بطريقة مباشرة وإيقاف عجلة التنمية وتحول إيران إلى دولة عظمى.
وقد كان لأعداء الجمهورية الإسلامية محاولات سابقة وكثيرة للتسلل إلى الداخل الإيراني وخلق أزمات مماثلة لكن تم إحباط تلك المحاولات بوعي وإدراك شعبي بحجم المؤامرات على بلادهم.
فالشعب الإيراني بل الأغلبية الكبيرة من الشعب الإيراني يعلمون الأهداف الحقيقية لتلك الدول ويعلمون أن أمريكا التي تذبح وتنهب ثروات الشعوب والأمم لا تهتم أَو تكترث لحريات وحقوق الشعب الإيراني بل تستخدم تلك الشعارات لتحقيق أهداف وأغراض قذرة مثل مسمار جحا وأن آخر شيء قد تهتم له أمريكا وتلك الدول التي تذرف دموع التماسيح على وفاة فتاة إيرانية هو حياة وحريات الناس في إيران بل الغرض إسقاط النظام في إيران الذي يرفض الخضوع والركوع للهيمنة الغربية ويشكل تهديدا لأمن الكيان الصهيوني ومصالح أمريكا في المنطقة وتكرار السيناريو الليبي والعراقي والسوري بل أسوأ بكثير إحراق الجمهورية الإسلامية بما في ذلك أُولئك المحتجون حتى لا يبقى شيء أَو قوة في المنطقة قادرة على الوقوف في وجه الهيمنة والمخطّطات الصهيونية.
وعلينا أن ندرك أن الأعداء لن يتوقفوا عن محاولاتهم إغراق مجتمعنا بالرذيلة والانحلال والفوضى وإشعال الفتن والأزمات وأن بناء الجدران والحواجز القديمة لم تعد مجدية ولن تصمد وعلينا ابتكار وسائل جديدة قائمة على تعزيز الوعي والقناعات الفردية والجماعية وخلق مجتمع قادر على مواجهة الغزو الثقافي دون أن يغرق أَو يتأثر بتلك الثقافة الشاذة عن الفطرة السليمة والعقل والمنطق.