أمريكا تؤكّـدُ إصرارَها على التعنت: “بومة الشؤم” في جولة جديدة للدفع نحو التصعيد
البخيتي: عمليات حماية الثروات مُستمرّة والحقوق ستعودُ بالقوة أو بالتفاهم
واشنطن تجدد إعلان تمسكها باستمرار الحصار ونهب الموارد ورفض مطالب الشعب اليمني
المسيرة | خاص
جدّدت الولاياتُ المتحدة الأمريكية تأكيدَ إصرارها على استمرار الحصار الإجرامي المفروض على البلد ونهب الثروات الوطنية، وذلك تزامناً مع جولة جديدة لمبعوث البيت الأبيض، تيم ليندركينغ، الذي انتهت جولته السابقة بإفشال تفاهمات جيدة كان قد تم التوصل إليها بخصوص صرف المرتبات، الأمر الذي ينذر بانسداد جديد في أفق المفاوضات الجارية خُصُوصاً في ظل خضوع دول العدوان لتوجّـهات ورغبات رعاتها الدوليين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان جديد: إن المبعوث تيم ليندركينغ، بدأ جولة جديدة إلى المنطقة تحت يافطة “دعم جهود السلام”، غير أن ما تضمنه البيان من مواقفَ أكّـد بوضوح أن مهمة المبعوث الأمريكي في هذه الجولة لا تختلف كَثيراً عن مهمته في الجولة السابقة والتي تمثلت بعرقلة التفاهمات مع دول العدوان حول صرف المرتبات ورفع الحصار.
وكان الرئيس المشاط قد كشف أن صنعاء توصلت في وقت سابق إلى نتائج جيدة في هذه التفاهمات، لكن المبعوث الأمريكي قام بإفشالها تماماً، من خلال الإصرار على استمرار الحصار الإجرامي المفروض على البلد، ومواصلة نهب الثروات الوطنية لاستخدامها كمصدر لتمويل المرتزِقة وورقة ابتزاز على طاولة التفاوض، بدلا عن تخصيصها لصرف مرتبات الموظفين وتحسين الوضع المعيشي والخدمي.
وأكّـد بيانُ الخارجية الأمريكية أن ليندركينغ لا يزالُ يحملُ نفسَ الأجندة العدائية التي حملها في جولته السابقة، حَيثُ هاجم البيانُ العملياتِ التي تنفذها القوات المسلحة لحماية الثروات الوطنية ومنع سرقة عائداتها من خلال حظر تهريب النفط الخام عبر الموانئ المحتلّة، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة لا زالت تحاول إعادة العجلة إلى الوراء واستئناف عمليات النهب.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد كثّـفت مؤخّراً تحَرّكاتها المباشرة في سياق الإصرار على مواصلة نهب الثروات، حَيثُ دفعت بسفيرها ووفودها العسكرية إلى المحافظات المحتلّة لمناقشة أساليبَ بديلة لتهريب النفط الخام، وَأَيْـضاً للبحث عن مصادر أُخرى لتمويل المرتزِقة بدل إيرادات النفط التي أوقفت صنعاء نهبها بالقوة.
ويعتبر هذا الموقف عائقاً رئيسياً يستحيل أن تتجاوزه المفاوضات الجارية؛ لأَنَّه يمثل رفضًا واضحًا للمطالب الرئيسية التي تتمسك بها صنعاء، وهي تخصيصُ عائدات الثروة الوطنية لصرف المرتبات وتحسين الخدمات، ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات، الأمر الذي يعني أن احتماليةَ تحقيق تقدم عبر التفاوض في ظل هذا التعنت الأمريكي تكاد تكون شبه منعدمة، خُصُوصاً وأن السعوديّة والإمارات لا تبديان أيةَ محاولة لتغيير هذا الوضع والدفع بعجلة التفاهمات نحو الأمام، بل يبدو أنهما تعولان على حسن نوايا صنعاء للمماطلة وتكريس حالة اللاحرب واللا سلام.
وكان الرئيس المشاط قد وصف المبعوثَ الأمريكي إلى اليمن بأنه “بومة شؤم”، في إشارة إلى أن تحَرّكاته تدفع بالأمور نحو التصعيد، وهو ما يعني أن احتمالات انفجار الوضع قد ترتفع تزامنا مع جولة ليندركينغ الجديدة؛ لأَنَّ صنعاء قد منحت دول العدوان وقتا كافيا لمراجعة خياراتها منذ انتهاء الهدنة السابقة، لكن لا مؤشرات حتى الآن على وجود أية نوايا حقيقية لدى دول العدوان للاستفادة من هذا تجاوب صنعاء بالشكل المطلوب.
البيان الأمريكي الأخير، حمل تأكيداً صريحاً على أن الولايات المتحدة لا تنوي تغييرَ موقفها المتعنت، إذ وصفته بأنه “الطريق الوحيد للسلام” كما أن الخارجية الأمريكية أصرت بشكل وقح على تجاهل الأطراف الرئيسية للعدوان والمعنية بتحقيق هذا “السلام” المزعوم، وسعت مرة أُخرى إلى إظهار المسألة وكأنها خلاف سياسي يمني يمني يجب أن يحل بمعزل عن وقف العدوان ورفع الحصار، وهو ما يعني بشكل واضح أن تحقيق أي تقدم حقيقي في مسار التهدئة والسلام لا زال أمرًا بعيدًا للغاية؛ لأَنَّ الموقف الأمريكي الحالي يسد كُـلّ طرق التفاهمات الحقيقية بشكل واضح.
وقد رَدَّ عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي على بيان الخارجية الأمريكية، قائلاً: “نذكّر أمريكا بأن السلام يعني وقفَ العدوان ورفع الحصار وسحب كُـلّ القوات الأجنبية من اليمن ووقف نهب ثرواتنا النفطية والغازية، وأن عملياتنا العسكرية التي تستهدف منع سرقة ثرواتنا ستستمر حتى يتم توريد عائداتها لصالح الشعب في كُـلّ المحافظات”.
وأشَارَ البخيتي إلى أن استعادةَ الثروات الوطنية وتمكين الشعب اليمني منها سيتحقّق سواء بالقوة أَو بالسلام.
وكانت صنعاءُ قد وجهت خلال المرحلة الماضية ما يكفي من الرسائل التحذيرية لتحالف العدوان ورعاته بشأن عواقب إفشال جهود التهدئة والسلام، ومن أبرز تلك الرسائل تأكيد القيادة الثورية والسياسية على أن عودة التصعيد ستكون لها تداعيات ومخاطرَ إقليمية ودولية.