30 نوفمبر تاريخٌ صنعه رجالٌ عظماءُ لم تصنعْه المصادفة..بقلم/ سفير حجي
إن تخليد ذكرى الاستقلال وجلاء المستعمر البريطاني من جنوب اليمن بعد استعمار طويل للأرض والإنسان والفكر والهُــوِيَّة والمعتقد الديني وكل نواحي الحياة يجعلنا ندرك قيمة هذا اليوم فيخلد في قلوبنا كيومٍ مشرق ليس كأي يوم ولا كأي تاريخ ولا يمر كأية مناسبة؛ لأَنَّ جسوره كانت أجساد عظماء عبّدوا للشعب طريقَ الخلاص بدمائهم.
هذه اليوم نعمة يجب الحفاظ عليها ولو كلف ذلك الكثير والكثير، ومسؤولية دينية ووطنية يجب استشعارها، والتحَرّك في مواجهة العدوان الذي يشنه المستعمرين الجدد على أَسَاسٍ من المسؤولية، التي يجب على كُـلّ يمني أن يستشعرها تجاه دينه ووطنه وأبناء شعبه.
الثلاثون من نوفمبر مناسبة جامعة لكل يمني لاستلهام ما تنطوي عليه من قيمٍ سامية وغايات نبيلة تسمو بالوطن وأبناء الوطن وتصون وحدته وتحافظ على هُــوِيَّته ومقوماته وتعزز الصمود في مواجهة المستعمرين الجدد إلى أن يتم طردهم والتنكيل بهم من عموم ربوع اليمن.
ولن نرى الاستقلال نعمة ونشعر بمسؤولية الحفاظ عليه إلَّا إذَا نظرنا للوطن ككيانٍ يعيش فينا يجب الحفاظ عليه لننعم به وبكل ما فيه، هذا إن أدركنا أهميته، ولا تكون نظرتنا له كأرضٍ نعيش عليها حياتنا كيف ما كانت وبأي وضع وَأية حالة.
نحن الآن نعايش مستعمرين جدد يحاربون بكل وكافة وسائل الحرب الممكنة ويريدون فرض سياسات هدامة حسب مزاجهم ويسلبوا منا حتى إنسانيتا إن استطاعوا وللأسف الشديد أن جزءًا كبيراً من أبناء الوطن ممن انطلى خداعهم عليهم، صفقوا له قبل أن يروا أهدافه الحقيقة الرامية لتدمير الوطن وقتل الشعب ونهب خيراته واستعمار العقول لتتماشى حسب ما تقتضيه مصالحهم فقط.
في هذه الذكرى يجب علينا جميعاً السعي الحثيث للمحافظة على أن نكون يداً واحدة في مواجهة جميع مؤامرات الأعداء الرامية نحو تقسيمنا وتشتيتنا؛ مِن أجلِ جعلنا عبارة عن عقدة لا نصلح لشيء وبذلك تسهل السيطرة علينا وباعتبار المناسبة جامعة لكل يمني يتطلع للاستقلال والعيش بكرامة وبقدر ما تحمله من معانٍ سامية للحرية فهي تدفعنا جميعاً إلى النظر في أبعاد السياسات الأمريكية واستلهام ما يجلبه المستعمر من واقعٍ مرير وحياةٍ تعيسة للشعب في حال وقوعه وبهذا نستلهم ماضي الاستعمار البريطاني البغيض، فنصون العيش المشترك بيننا بمختلف طوائفنا ونغلب مصلحة الشعب، وحرية الوطن وبقاء ديننا كما ارتضاه الله لنا، فوق كُـلّ اعتبار.