شهداؤنا عظماؤنا..بقلم/ محمود المغربي
الشهادةُ هي أعظمُ المراتب والمناصب التي قد يصلُ إليها الإنسانُ في الحياة وبعد الممات، وهي أجودُ ما قد يجودُ بها الإنسان، فقد يضحي الشخصُ بمال أَو بمنصب وَإذَا زاد عطاءُ الشخص قد يضحّي بقطعةٍ من جسده في سبيل إنقاذ آخر، أما أن يضحِّيَ الإنسانُ بروحه في سبيل الله والوطن وحماية أرواح الآخرين فهذه من أعظم التضحيات والعطاء.
ونحن كأحياءٍ لن نستطيعَ مهما فعلنا أن نرُدَّ ولو جزءاً يسيراً من الجميلِ لهؤلاء الشهداء الأحياء عند ربهم يُرزقون.
إننا وعلى أبواب الذكرى السنوية للشهيد نستلهمُ من عطاء وتضحيات شهدائنا الأبرار الدروس والعبر ونجعلُ من تضحياتهم محطة تربوية وإيمَـانية تعزز في نفوسنا قوة الإرادَة والثبات، في طريق الحق والخير وعدالة القضية التي حملها هؤلاء الشهداء ونحملها نحن اليوم ونتحَرّك على ضوئها، طابور طويل من الأنبياء والمرسلين والصالحين من يوم خلق الله الأرض حتى وصلت إلينا وسوف يحملها من بعدنا أشخاص اختارهم الله لسلوك هذا الطريق.
إن ذكرى الشهيد ترسخ في قلوبنا عظمة ومكانة شهدائنا الأبرار وتدفع بنا للمضي في طريق ومنهج التضحية والعطاء والشهادة، ويجب علينا أن نجعل من الذكرى السنوية للشهيد محطة نتوقف فيها لمراجعة النفس والتذكير بمسئوليتنا الكبيرة تجاه أبناء وأسر الشهداء الذين قدموا حياتهم كي نحيا بعزة وكرامة وأمان بين أطفالنا وأسرنا ونسأل أنفسنا هل قمنا بحفظ الأمانة، وهل كنا أوفياء مخلصين صادقين مع أسرهم وأطفالهم.
وعلينا أن ندرك أن حق وواجب أبناء وأسر الشهداء لا يقتصر على الدولة بل هو دين في رقاب كُـلّ أبناء المجتمع لا يسقط ولا ينسى بمرور الأيّام والسنوات.