سعيُ أمريكا لإذابة الكراهية بين العرب و “إسرائيل” .. بقلم/ عبدالغني حجي
ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الظروف مهيأة لتدعيم وجود كيان إسرائيل، في ظل الواقع المرير الذي يمر به العرب، ومع حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تشرف أمريكا على إطالة أمدها، وبقائنا على هذه الحالة من وجهة نظر أمريكا، ساحة مهيأة لإذابة الكراهية بين العرب وإسرائيل.
تصور للعرب أن وجود إسرائيل أصبح واقعاً حقيقياً وتستخدم هذا كوسيلةٍ لإقناعهم بوجودها والقبول بها ونجحت إلى الآن في تمرير جزء من هذا المشروع من خلال ربطها بعض دول المنطقة بشبكة مصالح اقتصادية وعسكرية، مع هذا الكيان الغاصب وهذا النجاح الملموس للإدارة الأمريكية، محدود بالأنظمة الحاكمة ليس إلَّا، أما الشعب العربي فيلفظ وجودها ولا يعتبرها سوى غدة سرطانية، واستئصالها محتوم وواجب ومسؤولية تقع على عاتق كُـلّ عربي وأصغر طفل عربي على استعدادٍ كامل لمواجهتها والموت في سبيل زوالها.
لأن إسرائيل منذ وجودها ككيانٍ غاصب في منطقة تلفظ وجودها لم تحظ باعتراف أحد، ونظرت العالم لها باستثناء القليل بقيادة أمريكا احتلال، أما العرب بشكل خاص فإسرائيل مصدر التهديد الرئيسي لأمن المنطقة العربية.
وجودها يعني بقاءنا في دوامة صراع لا تنتهي ومشاكل دائمة وحروب تهلك الحرث والنسل ولن تقف عند حَــدّ فنظرتهم طويلة، تمتد إلى أبعد من احتلال بلداننا والسيطرة على خيراتنا، لن يقتصر عملهم على إقناعنا باليهودية بديل للإسلام ومن اعتنقها أصبح في مأمن منهم ومن مكرهم وخداعهم، والتطبيع القائم اليوم معها من قبل بعض الأنظمة العميلة لن يرضيهم، وهو بالنسبة لإسرائيل بداية جيدة للانغماس في أوسطانا لتسهل السيطرة علينا، لا غير، والتطبيع معهم لن يُكسب الأنظمة العميلة رضاهم.
هناك وعي وهناك أحرار وهناك سعي حثيث للتحرّر والمشاريع الأمريكية لن تمر وستزول إسرائيل وتزول الأنظمة العميلة معها.