رجالٌ عاهدوا فصدقوا.. وبصدقِهم انطلقوا..بقلم/ البتول جبران
رجالٌ بل هم أبطالٌ فبأي الأوصاف نصفهم؟، وأي الكلمات من بحر المعاجم نسردها للحديث عنهم؟، فلا شيء في هذا الكون يكفي ليفيهم حقهم، منهم الجريح الذي برغم جراحه لم تكن عائقاً أمامه بل زادته عزيمة للعودة لساحات القتال، ومنهم الأسير الذي ما إن استعاد حريته حتى عاد شوقاً لجبهات الشرف والبطولة، ومنهم كبير السن الذي لم يجعل من شيبته عذراً للقعود، ومنهم الكثير والكثير.
نودّعهم حين ذهابهم لساحات الوغى فتذرف عيوننا فرحاً لعظيم شهامتهم ورجولتهم؛ لأَنَّ ضمائرهم لم تسمح لهم بالقعود وهم يرون الأعداء يعبثون بأرضهم، ويرتكبون أبشع المجازر بحق شعبهم، وحزناً ليتنا نستطيع الذهاب معهم ليكون لنا حظ في صناعة تلك الانتصارات، ولكن لا يسعنا إلَّا الدعاء لهم، ولكي تكون لنا بصمة إلى جانبهم نتحَرّك في تلك المجالات التي فتحها الله أمامنا لأعلاء كلمته، ولنكون عوناً وسنداً لهم.
نقف في دهشة وذهول ونحن نرى تلك المشاهد التي وثّقت وهم يسطرون أعظم الملاحم البطولية، برغم الطائرات وأحدث المعدات، وكل ما يمتلكه الأعداء كُـلّ ذلك يتلاشى أمامهم؛ لأَنَّهم رجالٌ صدقوا وبصدقِهم انطلقوا، بأيديهم وبنادقهم أحدهم يقف بكل تحدٍ وقوة مواجهًا للدبابة، والآخر مطارداً للمدرعة يأمر من فيها بتسليم أنفسهم، ومنهم جرحى لم تلين عزائمهم فأحدهم بترت ساقه والآخر فقد إحدى عينيه وآخر فقد إحدى يديه، ومنهم… إلخ.
كيف لا نزداد يقيناً بأنهم صدقوا ما عاهدوا الله، من هو في كُـلّ المعارك قائدهم وبتأييده في كُـلّ الأوقات يحفهم، وتلك الانتصارات تتحقّق على أيديهم، كيف لا؟! وهم ما إن يعودوا إلى منازلهم يقسمون بأن راحتهم الأكثر هي بمرابطتهم في متارسهم، برغم ما يواجهونه من متاعب ومصاعب فَـإنَّ سكينة من الله تنزل عليهم، فكم نخجل حقيقةً لراحتنا أمام تعبهم، وعظيم تضحياتهم، فسلامٌ منا لهم ألف سلام.