وزيرُ الدفاع: المرحلةُ القادمة ستكونُ “بحريةً” ولدينا خياراتٌ تأديبية
– صنعاء قدمت كُـلَّ يمكن تقديمُه لأجل السلام لكن العدوّ مصر على السير عكس التيار
– سلوكُ الأعداء يؤكّـد أنهم غير مستعدين للتوجّـه نحو أي حَـلّ حقيقي
المسيرة | خاص
كشفت صنعاءُ عن أبرز ملامح المرحلة القادمة في حال أصر تحالُفُ العدوان ورُعاتُه على مواصَلةِ التعنُّت إزاء متطلبات واستحقاقات السلام الفعلي، حَيثُ أكّـدت أن الأولوية ستكون لحماية المياه الإقليمية اليمنية وفرض السيادة الكاملة عليها، في رسالة إنذار جديدة تأتي بعد أَيَّـام من تأكيد قائد الثورة على استحالة المساومة على الثوابت والحقوق، والجهوزية للذهاب نحو تصعيد أكبر للرد على تعنت العدوّ.
وقال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في تصريحات نشرها موقع “سبتمبر نت” التابع للوزارة: إن “الأمن البحري للبلد ستكون له الأولوية في المرحلة القادمة”، وهو ما يعني أن إصرار تحالف العدوان ورعاته على مواصلة التعنت واستمرار الحصار واحتلال البلد سيفجر مواجهة بحرية كبرى.
وَأَضَـافَ العاطفي أن السيادة اليمنية على مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية لا تنازل عنها.
وكان رئيسُ هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء الركن عبد الله يحيى الحاكم، قد أكّـد في وقت سابق أن القوات المسلحة جاهزة لخوض مواجهة بحرية “ستكون من أشد المعارك منذ بدء العدوان” في حال رفض تحالف العدوان ورعاته التوجّـه نحو السلام الفعلي.
وقال وزير الدفاع: إن “القواتِ المسلحة اتخذت كافة الإجراءات المناسبة التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أَو مساساً أَو اقتراباً من السيادة البحرية”.
وقد أكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، مؤخّراً أن صنعاء ماضية نحو فرض السيادة على كامل المياه الإقليمية والجزر اليمنية، وحماية خطوط الملاحة الدولية من انتهاكات قوى العدوان.
ودعا نائبُ وزير الخارجية حسين العزي، قبل أَيَّـام، الاحتلال الإماراتي لبدء مغادرة جزيرة سقطرى في أقرب وقت.
وأكّـد اللواء العاطفي أن “القواتِ المسلحة وقياداتها وأبطالها وكافة منتسبيها معنية باتّباع كُـلّ أساليب التأديب لمن ينهب أَو يعبث بحقوق الشعب اليمني الصامد” وأن “هناك خياراتٍ تأديبيةً سيتم اتِّخاذها والإعلان عنها في الوقت المناسب“.
وقال إنه لا ملامةَ على صنعاء إذَا لجأت إلى خيارات الردع “لأنها قدمت كُـلّ السبل للوصول إلى نهاية إيجابية، لكن العدوّ يأبى إلَّا أن يسير عكسَ التيار وقد أعذر من أنذر“.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أكّـد في خطابه الأخير أنه لم يتم إحراز أي تقدم في مسار تجديد الهدنة؛ بسَببِ إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على دفع صنعاء نحو الاستسلام تحت عنوان “السلام” وتمسكها باستمرار الحصار ونهب الثروات الوطنية وإبقاء البلد تحت الوصاية، وهو الأمر الذي لا يمكن القبول به.
وأكّـد القائد أن المساومة على ثوابت الموقف الوطني واستحقاقات الشعب اليمني أمر مستحيل، وأن المعني بتعديل سلوكه المتعنت هو تحالف العدوان، محذراً من أن صنعاء ستتجه إلى تصعيد أوسع وأكثر فاعلية للرد على أية خطوات عدوانية على المستوى العسكري أَو الاقتصادي.
وقال وزير الدفاع: إن “ما يحدث اليوم من أعمال عدائية وتآمريه وتخريبية ومن حصار خانق وجائر يعتبر شهادة مؤكَّـدة بأن هذا العدوان لا يريد ولا يرغب في إحلال أي شكل من أشكال السلام والتهدئة وليس لديه أي استعداد حقيقي للتفكير بإيجابية نحو الاستقرار والسلام في المنطقة واحترام إرادَة الشعب اليمني”.
وأوضح أن العدوّ “يسعى إلى تحويل حربه المباشرة إلى صراع داخلي بين أبناء اليمن الواحد وأحداث المشاكل وافتعالها وإثارتها سواء في المحافظات الحرة أَو المحتلّة وتفتيت النسيج الاجتماعي وتمزيق وطمس الهُــوِيَّة اليمنية”، مُشيراً إلى أنه لا زال يواصل “العبث بملف الأسرى وشراء الأسلحة الهجومية وأنظمة الدفاعات الجوية وإنشاء القواعد العسكرية الاحتلالية في الجزر اليمنية ونهب ثروات اليمن النفطية”.
وأكّـد اللواء العاطفي أن صنعاء لن تقبلَ بأية مساومات أَو مناورات أَو عبث فيما يخص استحقاقات الشعب اليمني والملف الإنساني.
وتعزِّزُ هذه التأكيداتُ الانطباعَ الذي خلقته رسائلُ قائد الثورة الأخيرة، حَيثُ حملت تلك الرسائل دلالات متعددة على أن تحالف العدوان ورعاته يحاولون كسب المزيد من الوقت واستغلال انفتاح صنعاء على جهود الوسطاء؛ مِن أجل المماطلة، الأمر الذي يعني أن فرص الاستفادة من التهدئة للوصول إلى حلول إيجابية تكاد تكون شبه منعدمة.
وَأَضَـافَ وزير الدفاع أن القوات المسلحة “ترصد بدقة وباحترافية عسكرية كُـلّ المحاولات البائسة في إحداث هزات معنوية ونفسية كما ترصد جميع أساليب الحصار الخانق” مؤكّـداً أنه “إذا استمر التمادي فسيكون للقوات المسلحة حق اختيار الرد المناسب”.
وتأتي هذه التأكيداتُ والإنذاراتُ في سياق جُملة رسائل مهمة وجهتها صنعاء وقيادتها الثورية والسياسية لدول العدوان خلال الأيّام الماضية، وقد حملت تلك الرسائلُ إشاراتٍ واضحةً إلى أنه لم يعد هناك الكثير من الوقت أمام تحالف العدوان ورعاته، وأن الهدوء النسبي قد ينتهي قريبًا بتصعيد كبير تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليته بشكل أَسَاسي، إلى جانب السعوديّة والإمارات اللتين اختارتا الخضوع لتوجّـهات واشنطن العدوانية.