الشهادةُ حياةٌ أبدية.. بقلم/ غازي منير
بدايةً لا شك أن من يقتل في سبيل الله والمستضعفين من عباده أنه شهيداً حياً يرزق في ضيافة ملك السماوات والأرض، وبالتأكيد أن الشعب اليمني يخوض معركة مصيرية فرضت عليه منذ أكثر من ثمانية أعوام حين أعلن تحالف عدوان على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن وأعلنت أمريكا منذ اليوم الأول دعمها اللوجستي والاستخباراتي لهذا التحالف بصريح العبارة.
ولا يخفى على أحد أن أمريكا هي أم الإرهاب وأنهم اليهود وأئمة الكفر والله يقول للمسلمين: (قاتلوا أئمة الكفر) وليس تحالفوا معهم، وقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ).
والعرب الذين تحالفوا معهم أصبح حكمهم حكم الكافرين، ولا يخفى على أحد الجرائم التي ارتكبها هذا العدوان واستهدافه للمدنيين العزل الأطفال والنساء وهم في بيوتهم آمنين منذ أولى غاراته، وبالتالي ما كان لأحرار وشرفاء اليمن إلَّا أن يستجيبوا لداعي الله: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)، ومستندين إلى قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).
وتحَرّكوا بكل بسالةً وإقدام إلى جبهات العزة والكرامة للدفاع عن أنفسهم وشعبهم وأرضهم وعرضهم ضد الغزاة والمحتلّين الذين قتلوا وحاصروا الإنسان وهتكوا الأعراض واستباحوا الحرمات ونهبوا ثروات الوطن، تحَرّكوا وهم يحملون الوعي والبصيرة والشرعية الإلهية ووقفوا صخرةً صماء تحطمت أمامها كُـلّ مؤامرات الأعداء وخابت كُـلّ آمالهم ورهاناتهم.
تحَرّكوا وهم يحملون الوعي والبصيرة والحق الإلهي ومن قُتل منهم في المعركة فهو ارتقى شهيداً في سبيل الله، حَيثُ الحياة الأبدية والخلود الدائم وإلى عالم يملأه الفرح في ضيافة أكرم الأكرمين: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) فعليهم من الله أزكى السلام ما تعاقب الليل والنهار.
وأقول لأُسرِ الشهداء حقيقةً ليس هنالك في اللغة مفردات تفيكم حقكم ولكن باختصار لا تنسوا ما قاله الحسين لأهل بيته -عليهم السلام- قبيل استشهاده: “دعوا الأعداء يموتون حسرةً دون أن يروا منكم قطرة دمع واحدة”.
ولا تنسوا أن هذه سنة الحياة لا بد من الفراق لكل الناس ولكننا نحن المجاهدون أجرنا على الله وغايتنا رضا الله وأن نلتقيَ في جنته وسواءً كنا في هذه الطريق أَو كنا كالناس الخوالف لا بُـدَّ لهم من الموت ومن الفراق وإنما تكرماً من الله لمن يسيرون في طريق الجهاد مثل الأنبياء أن يكرمهم بالحياة الطيبة والكرامة والعزة والمغفرة والرزق الكريم وفوق كُـلّ هذا جنة عرضها السماوات والأرض.
وبما أن الموت قضية محتومة فلا نبالي.
وبالأحرى أقول لكل من قدم شهيداً في سبيل الله وفي الدفاع عن المستضعفين وعن حرية واستقلال الوطن: أُقبل رؤوسكم الشامخة وأنحني إجلالاً وتقديراً لكم ونفسي وروحي لكم الفداء يا من جسدتم العطاء والبذل والصبر في أبهى وأرقى معانيه والله إني أخجل؛ لأَنَّي لا زلت إلى الآن لم استشهد؛ ولأني أعيش في هناءٍ وأمنٍ واستقرار بفضل دماء شهدائكم -على أرواحهم الطاهرة أزكى السلام- الذين قدمتموهم في سبيل الله ولكن هذا قضاء الله وقدره وسيأتي يوم وأفوز بالشهادة في سبيل الله كما فاز شهداؤكم وستدركون حينها أني لم أكتب إليكم من باب التشجيع بل إن الشهادة حلم وأمنية لكل من عرف الله ووثق به وكل من عرف أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وأن نعيم الآخرة خيرٌ وأبقى.