على مسارِ الشهداء نمضي.. بقلم/ حزام محمد ناصر
الشهادةُ في سبيل الله تعالى لها عند الله سُبحانَه وتعالى مكانةٌ يجب على المسلم أن يعرف عظمتها ومكانتها لأن لو عرفها المؤمن سوف تجعل كُـلّ مسلم مؤمن بالله أن يتحَرّك إلى الجهاد في سبيل لله تعالى دون أي تردّد في ذَلك؛ مِن أجل الدفاع والحماية عن الدين وعن العرض والأرض وأن مكانة الشهداء وعظمة الشهادة قوية عند الله سبحانه وتعالى تجعلنا أن نتحَرّك بخطى ومسار الشهداء وهذا وعدٌ إلهي يوعد الله به للشهداء وقد قال في قوله تعالى في الآيات القرآنية: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)، وقال سبحانه وتعالى (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
وهذه الآيات يدلل فيها على أن قيمة وعظمة وأهميّة الشهادة هي المتغيرات التي يصنعها الله في كُـلّ زمن ومكان وعلى نحو تصاعدي لصالح عباده الله من المستضعفين في الأرض بالتحَرّك في مشروع الشهادة في سبيل الله تعالى وهذا يدل على كُـلّ مسلم ومؤمن بأنه يدافع عن الدين الإسلامي وأن هذا المؤمن كامل الإيمَـان ومؤمن بالله والدفاع عن الإسلام وأن هذا المؤمن خلق مِن أجل التحَرّك نحو الشهادة والدفاع عن عرضه ودينه وأرضه فيجب علينا اليوم السير بخطى الشهداء؛ لأَنَّ هناك كثير من المصاديق بانتمائنا للإسلام الحنيف والقرآن الكريم وبالرسول العظيم -صلى الله عليه وآله وسلم- يجب علينا بأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم الذي تحدث عن مكانة وعظمة الشهادة في سبيل الله تعالى بالدفاع عن الدين والعرض ومنع الاحتلال الأجنبي لدخول مقدساتنا الدينية وإفشال مخطّطات الكيان الصهيوني الأمريكي وإيقاف أطماعهم التي تسعى إلى نهب ثروات وخيرات شعوب الأُمَّــة الإسلامية.
نحن نعيش في هذه الأيّام الذكرى السنوية للشهيد ولكن يجب علينا الاهتمام بأسر الشهداء والرعاية لهم وهذا أقل واجب على الجانب الرسمي والشعبي نحو تضحية الشهداء ومكانتهم ويجب علينا التذكير حول عظمة ومكانة الشهداء في سبيل الله تعالى ومن التعظيم والتبجيل لعطائهم وأنها أشرف تضحية في سبيل الله تعالى مِن أجل نصرة المستضعفين والدفاع عن الدين والعرض وهذا واجب علينا التحَرّك إلى الجهاد في سبيله مِن أجل نصون الدين ونحافظ على العرض والأرض فقد جعل الله للشهداء عظمة ومكانة كبيرة لم يتوقع الآخرين ولا يمتلك مكانتهم سوى الأنبياء فقط.
وأسر الشهداء هم مسؤوليتنا وهو أقل واجب نحو الشهداء.
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له، القائل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وقد شهد لهم سيدُنا وأُسوتُنا محمد عبدُ الله ورسوله القائل عنهم: (مَا مِنْ أحد يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيَا وأن لَهُ مَا عَلَى الأرض إلَّا الشَّهِيدُ فَإنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلُ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ).
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضوان الله عن الصحابة الأخيار والتابعين الأبرار، فهناك كثير من الآيات نزلت وذكرت عن عظمة ومكانة الشهداء وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الشهداء: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وأن اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
ومنزلة الشهداء رفيعة لا تدانيها أية منزلة عند الله سبحانه وتعالى وفي قلوب المؤمنين الذين يحبون أن يلحقوا بركب الأنبياء والصديقين فهي بالنسبة للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله الوسيلةُ التي يمكن أن تؤهلهم لمرافقة صفوة عباد الله والفوز بالفضل الإلهي العظيم الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئك رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}.